يشهد لبنان تطوراً لافتاً وانفراجاً في المشهد السياسي، حيث اختار البرلمان أخيراً قائد الجيش جوزيف عون، رئيساً للجمهورية، ليطوي بها شغوراً دام أكثر من 800 يوم منذ عام 2022.
وتأتي هذه الخطوة، في ظل تحولات إقليمية ودولية عميقة، لعبت دوراً حاسماً في التسويات اللبنانية، ليصبح انتخاب عون مخرجاً مرحلياً للأزمة.
من هو جوزيف عون؟
ولد جوزيف خليل عون في 10 يناير (كانون الثاني) 1964، في بلدة سن الفيل، قضاء المتن، وهو من عائلة تعود أصولها إلى بلدة العيشية الجنوبية.
وتميّز منذ صغره بالشغف بالعلوم العسكرية، مما دفعه للانضمام إلى الجيش في وقت مبكر.
وفي عام 1983، التحق عون الذي ينتمي إلى الطائفة المسيحية المارونية، بالكلية الحربية كتلميذ ضابط، وفي عام 1985 تخرّج برتبة ملازم، وتدرّج بعدها في الرتب والمناصب، ليشغل مناصب قيادية متعددة، حتى وصل لرتبة عماد.
وحصل خلال مسيرته العسكرية على العديد من الأنواط والأوسمة، أبرزها وسام الحرب 3 مرات، ووسام الجرحى مرتين، والوحدة الوطنية، وفجر الجنوب.
كما حصل على وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة والثانية ثم الأولى، ووسام الأرز الوطني من رتبة فارس، ووسام مكافحة الإرهاب.
ونظراً لإتقانه 3 لغات: العربية، والفرنسية والإنجليزية، عزز ذلك من قدرته على المشاركة في دورات تدريبية دولية، والتواصل مع جهات خارجية.
قيادة الجيش اللبناني
شغل جوزيف عون منصب قائد الجيش اللبناني، منذ 8 مارس (أذار) عام 2017، وخلال فترة قيادته، عمل على الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية، وسط الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي واجهته البلاد.
وفي الوقت الحالي، يشرف عون على نشر عناصر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية، وفقاً لاتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
ويبدو أن اختياره كرئيس للجمهورية، سيلقى قبولاً لدى القوى الدولية، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا، نظراً لما يمثله من استقرار في المؤسسة العسكرية للحفاظ على الأمن اللبناني.
