فرنسا: السجن 20 عاما للزوج الذي نظم عمليات اغتصاب زوجته مع أكثر من 50 رجلا
وأخيرا، تم يوم الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول إدانة دومينيك بيليكو ، الزوج السابق لجيسيل بيليكو، بتهمة الاغتصاب المشدد، من بين تهم أخرى، وحكم عليه بأقصى عقوبة منصوص عليها في القانون الفرنسي.
وتمت إدانة دومينيك بيليكو ليس فقط بتهمة الاغتصاب المشدد، ولكن أيضا بتهم أخرى تتعلق بالتقاط صور غير لائقة لابنته وبناته بالتبني، وكذلك اغتصاب زوجة متهم آخر في القضية يدعى جان بيير مارشال.
كما أدانت المحكمة 51 رجلا متهمين في هذه القضية، تتراوح أعمارهم بين 27 و74 عاما، بتهم الاغتصاب ضد جيسيل، التي كانت ضحية لزوجها الذي قام بتخديرها لمدة عشر سنوات لتمكين رجال كان يتواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي من اغتصابها. وتراوحت الأحكام الصادرة بحق المتهمين الآخرين بين 3 و15 عاما من السجن.
وفي تعليقها على الحكم، قالت جيسيل إنها “تحترم” قرار المحكمة، في حين انتقدت ناشطات الحركة النسوية في فرنسا هذا الحكم، معتبرات إياه “مخففا”. كما أَشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن أطفال جيسيل كانوا “محبطين” أيضا من الأحكام.
أما محامية دومينيك بليكو، بياتريس زافارو، فقالت إن موكلها لم يتخذ بعد قرارا بشأن إمكانية الاستئناف، وأضافت أنه “أخذ علماً بالقرار” الذي صدر. مع العلم أنه يملك مهلة عشرة أيام في حال أراد الاستئناف.
“العار يجب أن يغير معسكره”
وتجدر الإشارة إلى أن قضية جيسيل تحولت إلى رمز من رموز مكافحة جميع أنواع العنف ضد النساء، بعد أن اختارت الضحية البالغة من العمر 71 عاما كسر صمتها وتسليط الضوء على معاناتها. إذ يرى الناشطون في مجال حقوق المرأة أن هذه القضية قد أحدثت تحولا جوهريا في طريقة تعاطي المجتمع الفرنسي مع قضايا الاغتصاب والعنف الأسري.
ومنذ أن أصبحت القضية علنية، نظمت عدة تظاهرات في جميع أنحاء البلاد تضامنا مع جيسيل، حيث كان من أبرز الشعارات التي رفعت: “العار يجب أن يغير معسكره” (“Pour que la honte change de camp”)، في إشارة إلى أن الجاني هو من يجب أن يشعر بالخجل، وليس الضحية.
وفي أول ردود الفعل، نشر المستشار الألماني أولاف شولتس تغريدة على منصة “إكس”، قال فيها “العار يجب أن يغير معسكره. شكرا، جيسيل بيليكو ! بشجاعة، خرجتِ من دائرة الصمت لتقاتلي من أجل العدالة”.
“رجال من عامة الناس”
ورغم اعتراف بيليكو بالجرائم التي ارتكبها، فإن معظم المتهمين الآخرين نفوا ارتكابهم للاغتصاب، مبررين ذلك بأنهم كانوا يعتقدون أن ما قاموا به كان “لعبة جنسية” بناء على “موافقة الزوج”. إلا أن المحكمة رفضت هذا الدفاع وأدانتهم.
ومن أبرز الجوانب التي برزت خلال هذه المحاكمة أن معظم المتهمين ينتمون إلى طبقات اجتماعية مختلفة، ويعتقد أنهم ينحدرون من ضواحي مدينة مازان (Mazan)، مسقط رأس عائلة بيليكو. حيث جرت جميع جرائم الاغتصاب في منزل العائلة.
وكان بعضهم يعمل كرجال إطفاء أو رجال أمن أو سائقين، وأطلق عليهم لقب “رجال من عامة الناس”، إذ أشار المراقبون إلى أن نمط حياتهم ومهامهم اليومية تشبه إلى حد كبير حياة أي شخص عادي.