آراء

د. محمد القيسي: السرقات المقننة في العراق

أربعة شرائح تحصل على رواتب تقاعدية من الدولة العراقية بدون وجه حق وإنما هي سرقة مقننة لموارد الدولة ولأموال الشعب العراق، و ملف فساد كبير لا مثيل له في كل دول العالم ولا حتى في شريعة الغاب التي تحكمها الحيوانات بغريزة الخوف والقوة. علما باننا اكثر دولة بالعالم تدفع رواتب لموظفيها بعد الولايات المتحدة تقدر بخمسة وستين بالمئة من موازنة الدولة السنوية ، وان قيمة رواتب هذه “الشرائح المقدسة” تقدر بسبعة عشر بالمئة من قيمة رواتب الدولة التي تدفعها سنويا، بمعنى ان تلك الشرائح يستلمون بما لا يقل عن اثني عشر الى خمسة عشر مليار دولار سنويا، اي اكثر من موازنة دولة بحجم مصر التي يبلغ نفوسها اكثر من مئة وثلاثة وعشرون مليون نسمة ..
هذه الشرائح هي :


الخدمة الجهادية


وهم الأشخاص المرتبطون بالأحزاب والحركات والفصائل السياسية الإسلامية ومعارفهم الذين كانوا يعيشون خارج العراق ، وتحديدا في إيران وسوريا ، حتى وان رحلوا بعد ذلك لدول غيرها وحصلوا على اللجوء و تجنسوا بجنسيات اخرى.
ويتم احتساب فترة وجودهم من يوم خروجهم من العراق لتاريخ عودتهم بعد 2003 كخدمة جهادية ، ويتم منحهم رواتب تقاعدية تبدأ من مليون ونصف مليون دينار، وكذلك منحة مالية كبيرة.. ومن كان منهم مقاتلا في الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل مع إيران في حربها مع العراق. يتم احتساب ذلك له ويمنح رتبة عسكرية تبدأ من ملازم وتنتهي عند فريق أول و يمنح بموجبها راتبا تقاعديا لهذه الرتب يبدأ من مليونين دينار وصولاً لعشرة ملايين دينار ويشمل ذلك كل أفراد العائلة رجالا ونساءً وأبناءً وبنات ..


الانصار


وهم الأشخاص الذين كانوا ضمن الفصائل المسلحة التي شكلها الحزب الشيوعي العراقي في شمال العراق، وكانوا يقاتلون ضد الجيش العراقي أبان الحرب مع إيران وبعد عام 2003.. تم اعتبار جميع الشيوعيين من الانصار، وتم احتساب فترة وجودهم من يوم خروجهم من العراق لتاريخ عودتهم بعد 2003 كخدمة تقاعدية. حتى وان لم يعودوا للعراق بل حتى وان لم يقاتلوا وحصلوا على اللجوء وتجنسوا بجنسيات اخرى.
المهم ان يكون الشخص لديه تأييد من الحزب الشيوعي انه من الانصار و يتم منحهم رواتب تقاعدية تبدا من مليون دينار وكذلك منحة مالية كبيرة ومن كان منهم مقاتلا في الفصائل المسلحة يتم احتساب ذلك له ويمنح رتبة عسكرية و بموجبها يمنح راتبا تقاعديا يناسبها
ومن السخرية ان هناك عددا من الناشطين و الكتاب والإعلاميين المدنيين واليساريين الذين يملأون وسائل الإعلام ضجيجا بمقالاتهم و تحليلاتهم ومداخلاتهم الوطنية التي تنتقد الفساد وهم يستلمون تقاعد الانصار
هذا ، بالإضافة الى رواتبهم التقاعدية الأخرى او رواتبهم الجارية ان كانوا مازالوا في الخدمة. ازدواجية وانتهازية مقيتة؟!


البيشمركه


وهي فصائل حزبية مسلحة تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني شُكّلت منذ الستينيات، وقد دمجت بعد عام 2003 مع الدولة العراقية كجيش تابع لإقليم كردستان وتم احتساب خدمة لكل منتسب في البيشمركة منذ تاريخ تأسيسها ولغاية 2003 كخدمة تقاعدية يمنح بموجبها كل فرد راتبا تقاعديا يبدأ من مليون ونصف مليون دينار مع منحة مالية وقطعة ارض سكنية ومنحة بناء. وأما بعد سنة 2003 ، فأن أفراد البيشمركه يتمتعون بجميع امتيازات الجيش العراقي الحالي في الخدمة والتقاعد وغيرها
لا يوجد بلد في العالم يمنح تقاعد لافراد فصائل مسلحة كانت تقاتل الدولة وبأثر رجعي لعشرات السنوات الماضية.


شريحة رفحا


فهولاء فعلا هم شعب الله المختار ولهم “نبي” اسمه الهنداوي ، ويتمتعون برواتب تقاعدية ( الحد الادنى منها مليون و مائتي الف دينار ) لهم ولكل فرد في العائلة وللأحفاد ايضا ، ويستمر ذلك لكل سلالتهم داخل العراق وخارجه وما يولدون ، ولا ينقطع التقاعد والامتيازات عنهم حتى بعد ان يموتوا؟! فهم بالامتيازات “خالدون مخلدون”، ومن ميزانية دولة العراق يغرفون ، وبجميع الامتيازات هم مشمولون!. منحة مالية بالملايين كي يستمتعون وحج مجاني وعمرة على حساب الدولة يعتمرون!
قطع أراض ومنح مالية لكي يبنوا وبطاقات سفر مجانية على الخطوط الجوية العراقية يسافرون ودرجات إضافية على نتائج امتحاناتهم يحصلون ولأي جامعة جامعة يريدون فسيدخلون !!

انهم الخزين المضمون للأصوات الانتخابية في كل ترشيح يترشحون فهل انتم معترضون أيها العراقيون؟


# اكاديمي عراقي وعضو الهيئة الاستشارية في يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى