الهجرة الى بريطانيا عبر المانش: العثور على جثث أربعة مهاجرين على شواطئ شمال فرنسا
في فترة تشهد زيادة في محاولات المهاجرين لعبور المانش، عثرت السلطات الفرنسية على أربعة جثث جديدة لفظتها أمواج البحر، ليرتفع بذلك عدد جثث المهاجرين التي عثر عليها خلال أسبوع واحد إلى ثمانية.
أعلنت السلطات الفرنسية عن اكتشاف ثلاث جثث تعود لمهاجرين، على شواطئ شمال البلاد، بين يومي الثلاثاء والأربعاء 5 إلى 6 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وعُثر على جثة داخل المياه بالقرب من الشاطئ في كاليه وأخرى لفظتها أمواج البحر على الشاطئ، اليوم الأربعاء، حسبما أفادت المحافظة، بعد يوم من انتشال جثتين أخريين في فترة تشهد زيادة في محاولات المهاجرين لعبور المانش والوصول إلى المملكة المتحدة.
العثور على ثمانية جثث خلال أسبوع
وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الجثة على الشاطئ صباح الاربعاء محاطة بالشرطة والجنود. وأشار إلى أن قارب مهاجرين أبحر من نفس الشاطئ حوالي الساعة الثامنة صباحا باتجاه بريطانيا. وتعتبر هذه الجثة الثامنة التي يتم العثور عليها خلال أسبوع في هذه المنطقة.
وأوضح المدعي العام في “بولوني سور مير”، غيريك لو برا أن الجثتين اللتين تم اكتشافهما بين يومي الثلاثاء والأربعاء “متغيرة ويصعب التعرف عليها”، لكن الجثة التي تم اكتشافها صباح الأربعاء عند الجدار البحري لشاطئ كاليه كانت تحمل “أوراقا تشير إلى أنها جثة رجل من الجنسية السورية”.
وأضاف “بالإضافة إلى تحقيقات الطب الشرعي، ستهدف إجراءات التحقيق إلى تحديد ما إذا كان من الممكن ربط هذه الجثث بحطام السفن أو الأحداث البحرية التي تسببت بوفيات مؤخرا”.
وعثر أمس الثلاثاء على جثتين طافيتين قبالة ساحل كاليه، حيث قامت قوات الدرك البحري بانتشالهم، وفتح مكتب المدعي العام في “بولوني سور مير” تحقيقا، وفقا للمحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال (بريمار).
وكان قاد عثر على جثة أخرى صباح السبت الماضي على شاطئ “سانغات” بالقرب من كاليه، وثلاث جثث على شاطئ “سانت إتيان أو مونت”، بالقرب من “بولوني سور مير”، يوم الأربعاء الماضي، وهو اليوم الذي توفي فيه مهاجر أثناء محاولة العبور.
ويعتبر العام الجاري الأكثر دموية على طريق الهجرة هذا، إذ لقي أكثر من 60 مهاجراً حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة على متن قوارب مطاطية متهالكة. فيما وصل أكثر من 30 ألف مهاجر إلى المملكة المتحدة، وعلى الجانب الفرنسي، أعلنت المحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال (بريمار)، أنه ومنذ كانون الثاني/يناير، تم إنقاذ أكثر من 5,600 مهاجر وإعادتهم إلى الساحل الفرنسي.
“ما هو مصير والدي والمفقودين الآخرين؟”
وتواصل فريق مهاجرنيوز مع مهاجر سوري فقد والده أثناء محاولتهما عبور المانش، في 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقال الشاب المتواجد حالياً في كاليه شمال فرنسا، إن 14 مهاجراً ممن كانوا معه على نفس القارب لم يُعثر عليهم بعد الحادثة، متعجباً من عدم ذكر السلطات الفرنسية أي معلومات عنهم.
وكانت قد أعلنت المحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال، صباح الـ23 من تشرين الأول/أكتوبر، أن طواقم الإنقاذ انتشلت جثث ثلاثة مهاجرين وأنقذت 48 آخرين تلك الليلة، دون ذكر أي معلومات عن احتمال فقدان مهاجرين.
وفي إجابة على أسئلة مهاجرنيوز، شرحت المحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال، أنه أثناء عمليات الإنقاذ التي تتبع حوادث غرق قوارب المهاجرين، “يتم إدراج الأشخاص في عداد المفقودين بعد بلاغ صادر عن فرق الإنقاذ المنتشرة في البحر (السفن والطائرات التابعة للدولة)”، في إشارة إلى عدم اعتماد شهادات المهاجرين كسبب كافً للإبلاغ عن فقدان أشخاص. وأضاف المصدر ذاته “تتم معالجة جميع التقارير مباشرة من قبل الجهات القانونية المسؤولة عن التحقيقات المرتبطة بغرق قوارب المهاجرين”.
وتحذر المحافظة بشكل مستمر من خطورة عمليات عبور المانش، بسبب القوارب المتهالكة والرديئة التي يستخدمها المهربون، ويتم تحميلها بأكثر من طاقتها، بالإضافة إلى ازدحام حركة الملاحة في هذا الممر البحري، وانخفاض درجة حرارة مياهه.
المصدر / مهاجر نيوز