نزار العوصجي: الولاء لغير الوطن
الولاء للطائفة و ليس للوطن يعد خيانة ، و الأرتماء في أحضان أعداء الأمة يعتبر خيانة ، فالذين إرتضوا لانفسهم الأرتماء في أحضان العجم هم ثلة من الخونة ، تحركهم قوى الحقد و الشر ، بعد ان تمكنت من أن تعبث بعقولهم عبر أجندات طائفية و مذهبية مقيتة ..
هؤلاء هم على العكس تماماً من الذين قدموا أنفسهم رخيصة فداءاً للوطن و شعبه ، في مواجهة الغطرسة الفارسية ..
ان الأسهاب في التطرق الى الخبث الفارسي ناجم عن المعاناة التي نعيش فيها ..
من هنا لابد من الأشارة الى ان حديثنا عن إيران الشر ليس موجه الى كامل الشعب الإيراني ، بل ان المعني بذلك هو النظام القائم ، اي نظام الولي السفيه و اتباعه ..
هذه الشرذمة التي عاثت في الأرض فساداً منذ اللحظة الأولى التي رفع فيها الخميني الدجال شعار تصدير الثورة ( ثورة الفساد ) ..
لقد دأب النظام الإيراني على اشاعة مبدء الفرقة بين ابناء الشعب الواحد في كافة الأقطار العربية التي نجح في التوغل اليها ، حيث نجد ان اتباع الولي السفيه المتواجدين في الأقطار العربية ينفذون ما يؤمرون به بحذافيره ، لذا هم يرفضون ان يكونوا جزءاً من النسيج الأجتماعي في مجتمعاتهم ، بل يسعون لأن يكونوا سيوف مسلطة على رقاب شعوبهم ، و هذا ما نلمسه جيداً في سلوكهم المشين ، بدءاً بحزب الله في لبنان ، و الحوثيين في اليمن ، و الميليشيات الولائية في سوريا و العراق ، بالأضافة الى الفئة المغرر بها في البحرين و الكويت و السعودية و غيرها من الأقطار العربية ..
هؤلاء هم اتباع الولي السفيه في إيران ، يحركهم كيفما يشاء ، بما يخدم مصالحه الذاتية ، دون النظر الى مصالح بلدانهم و شعوبهم ..
لقد اتضحت صورة المشروع الإيراني المشبوه ، اتضحت ملامح الفتنة الطائفية التي انطلقت بداياتها عام 1979 ، منذ ان وطأت قدم الخميني الدجال أرض طهران ، الفتنة التي ترسخت في عقول المغرر بهم من البسطاء ، و التي طالما حذرنا منها منذ اليوم الأول لما سمي بالثورة ..
لقد جسدت الاحزاب و الميليشيات الولائية تنفيذها للمشروع الإيراني الصفوي ، تحت غطاء مايسمى بنشر التشيع في بلاد المسلمين حصراً ، اوليس هذا بغريب ، حين يكون الدين واحد و النبي الأمين واحد و القرأن الكريم واحد !!
ان من يدعي بان ميليشيا الحشد الفارسي قد شكلت بفتوى من المرجعية هو كاذب ، ذلك لأن الحشد اللا شعبي يشكل امتداد لما يسمى بالحرس الثوري الإيراني ، بالفكر و العقيدة و الولاء ، بل واكثر من ذلك ، انه جزء لا يتجزء من تكوينه ، يتلقى اوامره من المرشد الأعلى خامنئي ، المسمى بالولي السفيه في طهران ..
لقد بطل سحر ومفعول الأسطوانة المشروخة التي تتحدث عن ان فتوى الجهاد و المقاومة جاءت بأمر من المرجعية الدينية في النجف ، و نعني بذلك السيد علي السستاني ، فالأموات الذين يسكنون القبور لا يمكنهم الأفتاء ..
فالسستاني حسب ما نشر في الأعلام الغربي قد مات عام 2004 ، حينما سيطر أتباع مقتدى الصدر على ضريح الامام علي كرم الله وجهه في النجف ..
وقتها اعلنوا عن انه قد تعرض الى نوبة قلبية ، نقل على أثرها الى مستشفيات لندن للعلاج و توفي هناك ، لكن المخابرات البريطانية كانت قد هيأة البديل الذي يشبهه ، لكنه لايتكلم العربية ، لذا وضعوه في شقة تابعة لهم للتكتم عليه ، و بعد دفن السستاني جلبوا البديل الى المستشفى ، و من ثم تم نقله بطائرة امير الكويت الخاصة من لندن الى الكويت ، ثم نقل بواسطة السيارة ، بحماية من القوات البريطانية الى البصرة و منها الى النجف ..
ان من يتحدث باسم السستاني هو ابنه محمد رضا ، الذي يتلقى اوامره من سيده خامنئي ، و هذا ما أكده كل من ذهب لمقابلة السستاني من عرب و أجانب ، بما فيهم ممثل الجامعة العربية بعد لقاءه بشبيه السستاني ، حيث قال اني لم افهم منه شي لانه يتمتم ، و ان ابنه محمد رضا هو المتحدث ..
لا نعلم لماذا يصر ابنه محمد رضا على الأستمرار بهذه الكذبة السمجة المفضوحة ؟
الجواب بسيط جداً ، انها الاموال التي يحصل عليها من ثروات العراق ، و التي يتم تحويلها الى لندن اولاً باول ، حتى بات هذا اللص واحداً من اغنى الاغنياء في بريطانيا ..
نعم ان الذين ارتموا في أحضان العدو الفارسي كانوا بمثابة دمى تحركهم أياد خارجية ، تمكنت من أن تعبث بعقولهم من خلال إثارة الطائفية و المذهبية ، حتى صاروا أدوات يحركونهم وفق أجندتهم متى شاؤا .. لقد تم تجنيدهم ليقوموا بنفث السموم و بث الكراهية و خلق العداوة بين أبناء الوطن ، و نشر الفرقة المضللة الممزوجة بالمذهبية البغيضة ، و الهدف من ذلك زرع البغضاء بين أبناء الوطن و شق الحمة الوطنية بين ابناء الشعب الواحد ..
ان الولاء لغير الوطن قضية تمس أمن الوطن ، لا يجب أن نداهن حولها ، و لا نتهاون في تناولها ، كونها تدرج في باب الخيانة العظمى ، يحاسب عليها القانون بشدة ..
في المقابل فأن الولاء للوطن واجب ، و حينما يكون الولاء لغيره فهو خيانة ، و الوطن لن يغفر لمن يخونه من أبنائه ولن يسامحهم ..
نحن لن ندخل في متاهات التخوين ، أو المزايدات على من يحب الوطن أكثر ، و لن نجرد أحداً من وطنيته و أنتمائه إلا حينما هو يفعل ، لكن يجب أن نصدح بالحقيقة لا بغيرها ، حينما نقول : الدين لله و الوطن للجميع ، فهو لنا جميعاً ، و لا يمكن السماح للخونة زعزعة أمنه بنشر إحقادهم أو السكوت عليها ..
حمى الله العراق و شعبه من شرور الأشرار ، و من حقد الخونة و العملاء ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز