“لوفيغارو”: فرنسا تواجه أزمة المخدرات.. والتهريب بالمليارات
يواجه المجتمع الفرنسي تحديًا كبيرًا نتيجة لتنامي تأثير تجارة المخدرات التي باتت تغير وجه البلاد بسرعة كبيرة، حيث يستمر تهريبها في جميع أنحاء البلاد، مع إيرادات سنوية تقدر بـ 5 إلى 6 مليارات يورو.
ووفقا لتقرير لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، أصبحت فرنسا أكبر مستهلك للمخدرات غير المشروعة في أوروبا، إذ امتد تأثير كارتلات المخدرات الآن إلى ما هو أبعد من المراكز الحضرية إلى المدن الصغيرة والمناطق الريفية، الأمر الذي يثير مخاوف خطيرة بين السلطات المحلية.
وأوضح التقرير، أن هذه الظاهرة تصاعدت بشكل غير مسبوق وإذا لم يتم التصدي لها، فقد يتجاوز عدد نقاط بيع المخدرات قريبًا عدد متاجر التبغ في البلاد، والذي يقدر حاليًا بنسبة واحد إلى خمس.
ولفت إلى أن أكثر من ربع السكان في السجون بسبب جرائم المخدرات، بينما يمثل 40% من القُصَّر الذين يُقدَّمون إلى المحاكم قضايا مماثلة.
وأكد التقرير أن العنف المرتبط بالمخدرات منتشر، حيث يمثل 90% من جرائم القتل، وفي عام 2023 وحده، قُتل أو أصيب 418 فردًا في حوادث إطلاق نار مرتبطة بالمخدرات، وغالبًا ما يحدث ذلك في وضح النهار.
ولفت إلى التأثير المأساوي لهذه الظاهرة حتى على الأطفال الأبرياء، ومؤخرًا، أُصيب طفل يبلغ من العمر 5 سنوات بجروح خطيرة في حادث إطلاق نار خلال مطاردة للشرطة، ما يسلط الضوء على العواقب الخطيرة لتصاعد عنف العصابات.
وكذلك يتم استخدام المراهقين، الذين يتم جذبهم أحيانًا بحوافز مالية، بشكل متزايد كجنود مشاة في عصابات المخدرات، لا سيما في مدن مثل مارسيليا.
وبحسب التقرير، تحول تهريب المخدرات عن طرقه التقليدية، حيث تُزرع وتُعالج مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك القنب، والكوكايين، والهيروين، والمواد الاصطناعية الآن داخل فرنسا نفسها.
وأشار إلى أنه لا يزال جزء كبير منها يدخل البلاد من أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، التي تُهرَّب عبر شبكات تعمل دون اعتبار كبير للحدود، وتواصل عبر خدمات الرسائل المشفرة.
وقال التقرير إنه “مع تزايد الهجمات على مراكز الشرطة وزيادة مخاوف القادة المحليين، تواجه الحكومة الفرنسية ضغوطًا متزايدة لمعالجة هذه الأزمة، حيث أطلق وزير الداخلية جيرالد دارمانين عمليات مداهمة، بينما يدعو سياسيون مثل برونو ريتايّو إلى إستراتيجية أكثر شمولية لاستعادة السيطرة على الأراضي من قبضة الجريمة”.
ومع تحدي كارتلات المخدرات لسلطة الدولة بشكل علني، يتوقع أن تكون المعركة ضد تهريب المخدرات صراعًا طويل الأمد وصعبًا.