آراء

نزار العوصجي: المصالح الشخصية

نشر خبر على وسائل الأعلام مفاده ان واشنطن تعرض حزمة تعويضات على حكومة الكيان الصهيوني ، مقابل التنازل عن ضرب المنشأت الحيوية في إيران !!
انتهى ..

بشتى الوسائل تحاول أدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إبعاد خطر الحرب عن النظام الإيراني ، اليس هذا الأمر ملفتاً للنظر حقاً ، إلم تدرك الأدارة الأمريكية بعد خطورة نظام الملالي ، الى جانب خطورة الدعم الذي يقدمه لأذرعه ، تلك الأذرع التي لا تدخر وسعاً في زعزعة أمن و أستقرار دول المنطقة ؟؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو :
ما الذي يدفع ادارة الرئيس جو بايدن الى فعل المستحيل ، للحيلولة دون المساس بأمن و سلامة النظام الإيراني ، ‏رغم علمها علم اليقين ان نظام الملالي في طهران لايعدوا عن كونه منظمة مافيا تدير 72 ( عصابة ) ميليشيا موزعة على اربعة دول عربية ، بواقع 67 ميليشيا في العراق ، و اثنتان في كل من سوريا و لبنان ، و واحدة في اليمن ..
تتركز مهام هذه العصابات على السرقة و الأتجار بالمخدرات و ادارة أماكن الدعارة و صالات القمار ، كما تقع عليها مسؤولية زعزعة أمن و استقرار دول المنطقة (( منذ اللحظة الاولى التي وطأت فيها قدم الخميني ارض المطار )) ، بالأضافة الى سرقة و نهب خيرات الدول لصالح نظام الملالي في طهران ، و الحاق الضرر باقتصاد المنطقة ..
الا يبدوا ان الأمر مثير للدهشة ؟؟

يمكن إختصار الجواب على التساؤلات أعلاه بكلمتين اثنتين فقط الا وهي :
( المصالح الشخصية ) !!!
أن ما يدعو الأدارة الأمريكية إلى التعامل المرن مع النظام الإيراني يرتكز في الظاهر الى عاملين ، هما :
الاول : تأثير اللوبي الإيراني في الداخل الأمريكي ، و الذي يعتبر أقوى لوبي في تأثيره ، من خلال علاقاته المباشرة مع الديمقراطيين ..
و الثاني : هو قرب الأنتخابات الأميركية التي ستجرى بعد أقل من شهر ، حيث تعهد النظام الأيراني بدعم المرشح الديمقراطي ، فضلاً عن المساعدات المالية التي تقدّم لأقطاب الحزب الديمقراطي ..

هذا هو الظاهر ، اما ( الباطن ) فانه يرتكز الى العائدات المادية التي وعد ملالي إيران اغداقها على الرئيس جو بايدن و عائلته و حاشيته و المقربين منه ، وفق مبدء ، المادة مجرد وسيلة للوصول الى الغاية ، و الغاية تبرر الوسيلة ، و ان لكل شيئ ثمن ، مهما كانت طبيعته ، و مهما بلغت قيمته ..
الفلوس تغير النفوس بغض النظر عن مصدرها ..
هنا نتحدث عن الملايين بل المليارات التي يمكن ان يحصلوا عليها مقابل ضمان سلامة نظام الملالي في طهران ، و ابعاد خطر المواجهة عنه ، سواء كانت مع الكيان الصهيوني او مع الدول العربية و المحيطة ، و من يتصور غير هذا فهو واهم ..

لقد شارفت ولاية الرئيس جو بايدن على الأنتهاء ، لم يبقى امامه سوى أقل من ثلائة أشهر ، لذا فمن غير المعقول ان يخرج صفر اليدين ، خاصةً انه في خريف العمر ، و انها الفرصة الأخيرة ، لذا عرف الإيرانيين كيف يجعلوا لعابه يسيل ، حين وعدوا ان يغدقوا عليه و من معه الأموال بلا حساب ، و ان يجزلوا العطاء بسخاء دون ان يكلفه ذلك شيئاً من العناء ، سوى الوعود و الكلام المعسول الكاذب ، بحجة ابعاد شبح الحرب ، في محاولة للتقليل من الخطر الإيراني على دول المنطقة ..
يبدوا ان هذا التصرف ليس بغريب على الأدارات الأمريكية المتعاقبة ، فقد سبقه اليه عراب الأتفاق النووي الإيراني ، الرئيس باراك اوباما ، حين رضخ للأغراءات المادية التي عرضت عليه ، كذلك الرئيس جورج بوش الأب حين حصل على المليارات من شيوخ دول الخليج ، و جيش جيوش 33 دولة لغزو العراق ، تحت ذريعة تحرير الكويت ، و من بعده فعلها ابنه بوش الأبن حين إقدم على إحتلال العراق عام 2003 ، دون موافقة دولية ، و تحت ذريعة خطر أمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ، مقابل حصول الشركات الأمريكية المرتبطة به على امتيازات خيالية ، بمباركة الخونة و العملاء ..
من هنا نقول : ان على الدول العربية و دول العالم ان تدرك حقيقة ذلك ، كما عليها اتباع شتى الوسائل للضغط على المجتمع الدولي ، لوقف الحماية التي تقدمها ادارة الرئيس جو بايدن لنظام السفه في إيران و اذرعه القذرة ، و تحميلها مسؤولية قطع تلك الأذرع و القضاء عليها نهائياً ..

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى