آراء

نزار العوصجي: التوغل الإيراني و أفعى السياحة الدينية

باديء ذي بدء يجب أن نفهم ان ما تدين به إيران و تعلنه في وسائل إعلامها من التشيع و حب ال بيت الرسول عليهم جميعاً صلوات الله و سلامه ، انما هو محض افتراء و دجل خبيث ، لاعلاقة له بحب ال البيت الاطهار كما يحبهم و يوقرهم كل مؤمن على الارض من المسلمين قاطبة ، بل و من غير المسلمين ..

في ثمانينات القرن الماضي ، فرح أهل سوريا الشام المساكين ، بتدفق اعداد كبيرة من الإيرانيين لزيارة المقامات الدينية ( لأل بيت الرسول الاطهار ) في دمشق ، و التي كانت قبل ذلك قبلة كل مسلم قبل ان تجيرها ايران لتشيعها المزيف ، تلك الزيارات المتلاحقة التي دأبت على تنظيمها مؤسسة (الشهيد) الإيرانية ، التابعة للحرس الثوري و الإستخبارات الإيرانية ..
و في ذات الوقت نشطت المستشارية الثقافية للسفارة الإيرانية في دمشق ، من خلال القيام بتنظيم فعاليات تحت شعار ما يسمى ب( دعم فلسطين و يوم القدس ) ، الأمر الذي ساهم بشكل ما في تنشيط حركة الأسواق التجارية في سوريا ..

لم يكن المستغفلين من أهل الشام يعلمون ، أن مع كل باص للزوار الإيرنيين يدخل الى سوريا ، كان هناك عدد من عناصر خاصة للحرس الثوري ، يندسون بين الزوار متخفين بلباس و ثياب مدنية ، مكلفين بمهام شراء و إستئجار عقارات لتأسيس مقرات لهم ، بحجة انها مكاتب خدمات سياحية ، بينما في الحقيقة هي مكاتب إستخبارات و تجنيد للشباب الباحث عن عمل !!
و رويداً رويداً بدأو بشراء العقارات المحيطة بمقام السيدة زينب و السيدة رقية ، وبأثمان مغرية ، لتتسع المساحة و تصبح أكبر بـ 50 مرة مما كانت عليه ..
كما تم إستثمار عدد من الفنادق المحيطة و القريبة ، إعقبها بناء فنادق إخرى تابعة لهم ( فيها مخازن للأسلحة ) ، و في حقيقة الأمر انما كانت فروع خاصة للحرس الثوري ، إنكشفت حقيقتها عندما بدأت الثورة السورية ، حيث باشرت تلك الفروع مهمتها بتحريك الميليشيات الولائية المسلحة التابعة لها ، لتقترف المذابح و المجازر منذ اليوم الأول لقيام الثورة ..

المحزن ، ان ما قبضه و فرح به أهل الشام البسطاء من ليرات معدودات ، دفعوا ثمنه مليارات لا حصر لها من اقتصادهم و من وجودهم و من كرامتهم ، فهدمت بيوتهم ، و هجر أهلهم ، و قتل خيرة شبابهم ، و إغتصبت المحصنات من نساءهم ..
هذا الأمر تكرر و لا يزال في العراق ، فبحجة زيارة عاشوراء يدخل مئات الأف من الإيرانيين إضافة الى جنسيات اخرى من افغان و باكستان و بلوش ممن خدعوا بالتشيع الفارسي المزيف ، و ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية يثبت صحة ذلك ، فقد إعلنت وزارة الداخلية الباكستانية نبأ إختفاء 50 ألف من مواطنيها داخل العراق ، وسط تكتم حكومي متعمد لم يكشف عن مصيرهم حتى الأن ..
و قد سبق ذلك مشروع تزويج مليون إيرانية فارسية القومية الى شباب عراقيين مجاناً ، تمهيداً لمنحهن الجنسية العراقية ..

إن السياحة الدينية التي يروجون لها هي هوية و جواز مرور ، يستخدمونه للمتاجرة و التغلغل و السيطرة ، ليس بالضرورة خلال سنة أو سنتين ، بل إنهم كاليهود الصهاينة يعملون بمبدأ النفس الطويل ، كما هي عادة التاجر الإيراني العجمي ، فرغم دهائه و مكره و خبثه ، الا أنه لا يستعجل النتائج ، بل يصبر على صناعة السجادة العجمية 20 سنة ثم يحصد أعلى ثمن لحياكتها ، ( و اللبيب بالإشارة يفهمُ ) !!
ان أسلوب ملالي إيران هو أسلوب الأفاعي الرقطاء الناعمة الملساء ، الذي فاق أسلوب اليهود بألآف الأضعاف ..

اليوم يريدون تكرار نفس السيناريو في الأردن !!
الكل يعلم ان الأردن بلد عربي اصيل ، تتولى امره العائلة الهاشمية المباركة ، يفتديه بالغالي والنفيس النشامى من عرب الأردن الأقحاح و عشائره النبيلة ، لذا يحاول مرتزقة إيران و اتباعها الإذلاء اثارة الجدل بين اوساط مجتمعه ، بحجة السياحة الدينية الشيعية ، و لا نستبعد ان يذهبوا بخيالهم المريض الى ابعد من ذلك ، فيظهروا بعد فترة من الزمن رغبتهم في تشكيل لواءً ميليشياوياً ، بحجة حماية مقام السيد جعفر الطيار ، على غرار ميليشيا حماية مقام السيدة زينب في دمشق ..
عندما لم يفلحوا باستخدام ورقة السياحة لجأو الى اللعب بورقة دعم انتفاضة الأقصى و نصرة غزة ، و ان طريق تحرير القدس يمر بالأردن ، لذا طالبوا بفتح الحدود مع العراق امام ميليشياتهم لنصرة حماس ، و بعد ان خابت مساعيهم بدؤا بالعب على وتر دفع الخطر عن أمنهم جراء استخدام الكيان الصهيوني للأجواء الأردنية ..

من هنا نسأل : مَن المستفيد من إدخال التشيع الذي يتسترون به زوراً و بهتاناً إلى الأردن ؟؟
لقد حذر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم رعاه الله ، بشخصه عام 2005 من التمدد الفارسي ، و هو أول من أطلق مصطلح الهلال الشيعي ، كما ان العشائر الأردنية هم عشائر عربية أصيلة ، و هم عرب و مسلمين حتى النخاع ، يرفضون رفضاً قاطعاً مقايضة العرض و الأرض بالمال ، ذلك لانهم مدركين جيداً لأسلوب المكر و الخديعة الذي يتقنه الفرس المجوس ، لذا يصعب خداعهم كما تم خداع أهل الشام و العراق و لبنان و اليمن ، الذين يرثى لحالهم اليوم ..
من حق الأردن كما هو حق أية دولة ان تحمي اجوائها و حدودها البرية من أي اختراق او اعتداء ..
فاذا كانت إيران قادرة و جادة حقاً في ضرب الكيان الصهيوني ، فلترسل قواتها البحرية قبالة سواحله ، و لتجحفل قواتِها البرية على حدود الدول الحليفة لها و المتاخمة للكيان الصهيوني ، و الخيارات موجودة ، فأما من سوريا او من لبنان و لتهاجم منها ..
إيران في الحقيقة و هي تعلم ذلك ، غير قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية ، لا تكنولوجياً و لا عسكرياً ، و هي تحاول إستغلال عامل بعد المسافة و الفواصل الجغرافية و الدولية في التمويه لحفظ ماء وجهها المراق و المسكوب أصلاً في مجاري الصرف الصحي ، لذا تلجأ الى افتعال المشاكل و الأزمات في المنطقة ..
إيران و كل المتحالفين معها هم بؤرة الشر في المنطقة و يجب القضاء على نوازعهم الشريرة ..

أيها السادة !
إيران هي عدو لدود للعرب و المسلمين إينما كانوا ، كما هو حال إلكيان الصهيوني ، لا بل هم أشد أعداء الأمة على الإطلاق فذاك عدو يجاهرك بالعداوة ، و هذا عدو بثياب صديق ، و إن كانت بذرة ملتهم يهودية بحتة ، لكنهم فاقوا الصهاينة في عداوتهم و تنكيلهم بالعرب و المسلمين ، فأينما حلوا و وطأت اقدامهم في بقاع المعمورة ، حل الخراب و الدمار و القتل و الذبح ..
هكذا يحصدون نتاج خبثهم في البلاد التي دخلوها !!
فأستيقظوا قبل وقوع المحذور ، ساعة لا ينفع بعدها النــدم !!
و لا تنسوا حقيقة ان اليهود الصهاينة يحيطون بكم من الغرب ، و إيران الفرس المجوس من الشرق !!

اللهم إحفظ العرب و العروبة و الأمة العربية من شرور الإعداء و الأشرار ..

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى