ميلوني تحشد اليمين المتطرف لجعل الانتخابات الأوروبية «نقطة تحول»
اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، السبت، أن الانتخابات الأوروبية المقررة الأسبوع المقبل يمكن أن تشكل «نقطة تحول» بفوز أحزاب اليمين المتطرف، وذلك في التجمع الأخير لحزبها في العاصمة روما.
وقالت ميلوني التي يقود حزبها «إخوة إيطاليا» الحكومة: «لدينا هدف واضح، نريد أن نفعل في بروكسل ما فعلناه في روما».
وأوضحت أنها تريد «بناء حكومة يمينية في أوروبا أيضاً، وإحالة اليسار بشكل نهائي على المعارضة. بعدما ألحق الكثير من الضرر بقارتنا طوال هذه السنوات».
وحضّت الناخبين الإيطاليين على دعمها في كلمتها التي استمرت ساعة أمام حشد في ساحة بيازا ديل بوبولو التاريخية في روما، أمام لافتة كتب عليها «مع جورجيا، إيطاليا تغيّر أوروبا». وأضافت ميلوني: «إذا أخبرنا الإيطاليون أنهم ما زالوا إلى جانبنا، فسنمتلك القوة اللازمة لمحاولة القيام بمهمة لم يكن ممكناً تصورها حتى قبل بضعة أشهر».
وتابعت: «وهذا يعني أنه بعد جعل إيطاليا تغيّر مسارها، يجب أن تغيّر أوروبا مسارها أيضاً».
وتتوقع استطلاعات الرأي أن تحقق الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب في الانتخابات الأوروبية التي دعي للمشاركة فيها حوالي 370 مليون ناخب في 27 دولة في الفترة من 6 إلى 9 حزيران/ يونيو. لكن من المتوقع أيضاً أن تبقى الأحزاب التقليدية في الصدارة.
– «رؤيتان متعارضتان»
وانتقدت ميلوني القوانين الأوروبية خاصة المتعلقة بقضايا البيئة، واتهمت التكتل بأنه أصبح «جنة للبيروقراطيين» و«جحيماً لمن يمارسون التجارة». وأكدت: «نحن عند نقطة تحول، ويبدو الأمر بمثابة استفتاء بين رؤيتين متعارضتين لأوروبا».
واعتبرت جورجيا ميلوني أن «على الاتحاد أن يكون شريكاً للدول القومية، وليس بنية فوقية تخنق الدول القومية».
وهي زعيمة كتلة «المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين»، إحدى المجموعتين اليمينيتين المتطرفتين في البرلمان.
أما المجموعة الأخرى فهي كتلة «الهوية والديمقراطية» التي تضم حزب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبن، وحزب «الرابطة» الإيطالي الذي يتزعمه ماتيو سالفيني. وطردت كتلة «الهوية والديمقراطية» حزب البديل من أجل ألمانيا الشهر الماضي بعد سلسلة فضائح تورط فيها.
وهناك انقسام ملحوظ بين الكتلتين حول الموقف تجاه روسيا، إذ تدعم الكتلة التي تتزعمها ميلوني أوكرانيا.
وقالت ميلوني، إن الكثيرين توقعوا أن تكون روما «الحلقة الأضعف في الوحدة الغربية»، لكنها أكدت أنها صمدت، و«أعادت الجدية إلى علاقاتنا». والعديد من أنصار رئيسة الوزراء الإيطالية معجبون بموقفها القوي من الشؤون العالمية.
وقال ماركو أرنابولدي (64 عاماً): «أعادت إيطاليا إلى مركز النقاشات الدولية».
وميلوني مرشحة في الانتخابات الأوروبية – رغم أنها لن تتمكن من شغل مقعدها باعتبار أنها عضو في البرلمان الإيطالي – ما يجعل ترشحها استفتاء على الفترة التي قضتها في المنصب. وتخللت خطابها في روما هتافات: «جورجيا! جورجيا»، وكان العديد من أنصارها يضعون قبعات يوزعها حزبها كتب عليها: «فخر إيطاليا».
وغطى الخطاب كل شيء من الاقتصاد إلى الهجرة والإجهاض. وقالت ميلوني، إنها تريد الحصول على نسبة مماثلة لتلك التي حصدها حزبها في الاقتراع الوطني العام 2022 والبالغة 26%، متقدمة بفارق كبير على حلفائها في الائتلاف.
ويهدف حزب «الرابطة» إلى الحصول على نحو9%، ويهدف حزب «فورتسا إيطاليا» اليميني للحصول على نحو 10%. وتناهز نسبة تأييد الحزب الديمقراطي اليساري الوسطي حالياً 21%، بينما يتوقع أن تحصد حركة «خمس نجوم» نحو 15.5% من الأصوات.