في إيطاليا أكشاك الصحف مهددة بالانقراض
تناقصت أعداد أكشاك الصحف التي تزين المدن الإيطالية على مدار عقود، وفي مطلع القرن العشرين كان في ربوع إيطاليا أكثر من 36 ألفاً من هذه الأكشاك، واليوم يوجد أقل من ثلث هذا العدد.
ويعود الانخفاض في أعداد أكشاك بيع الصحف التي تعرف في الإيطالية باسم “إديكولا” إلى عدة عوامل، أهمها اختفاء كثير من الصحف المطبوعة أمام زحف الصحافة الرقمية، في إيطاليا كما هو الحال في دول أخرى، بالإضافة إلى سبب آخر هو تغير أنماط السياحة.
وفي روما تحديداً يلاحظ هذه الأيام، أن العديد من الأنشطة التجارية لم يصمد أمام موجة فصل الشتاء، وليست أكشاك الصحف وحدها التي أغلقت أبوابها، بل أيضاً بعض متاجر بيع المنتجات الحرفية واليدوية والملابس وبعض متاجر البقالة المحلية.
في المقابل يلاحظ زيادة في حجز الغرف الفندقية عن طريق منصة “أير بي إن بي”، والإقبال على مطاعم البيتزا ومتاجر الهدايا التذكارية من جانب زوار، يحملون حقائب أمتعتهم على ظهورهم أو يدفعونها على عربات بعجل.
كما أن أكشاك بيع الصحف في جميع أنحاء إيطاليا، البالغة 11 ألفاً لا تكشف عن كامل حقيقة عددها.
وفي كثير من الأماكن في روما خاصة، يتم إطلاق اسم إديكولا بشكل خاطئ، على أكشاك أخرى غير مخصصة لبيع الصحف، تشبه الأكشاك التقليدية ولكنها تبيع هدايا تذكارية.
بالإضافة إلى أن تزايد الاطلاع على الأخبار عن طريق المنصات الرقمية أدى إلى تفاقم تراجع مبيعات الصحف الورقية، خاصة في خارج المدن الكبرى مثل روما وميلانو وفلورنسا.
وقد أسهمت جائحة كورونا في انخفاض توزيع الصحف.
ومؤخرا أقيمت حملة للفت الأنظار إلى تراجع نشاط بيع الصحف، عن طريق تنظيم فعالية “ليلة الأكشاك”، حيث أضاء كل صاحب كشك ليلاً الفوانيس أو الشموع على منصاتهم، لجذب الانتباه لأوضاعهم الصعبة، وناشد أصحاب هذا النشاط التجاري الائتلاف الحكومي اليميني إنقاذ الأكشاك من الانقراض، غير أن المطالبات بالحصول على إعفاءات ضريبية ودعم مالي، لإنقاذ الأكشاك باعتبارها أصولاً ثقافية، لم تجد ولم تسفر عن أي دعم.