آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: جيل فيس بوك عربي مغيب وغربي فعال

منذ أن انطلقت عمليات تأسيس مواقع ومنصات وشبكات التواصل الاجتماعي مطلع القرن الحالي تغيرت كثير من القواعد والممارسات التي ألفناها قبل ذلك سيما مايتعلق بأساليب التعبير عن وجهات النظر والاراء بقضايانا وقضايا الشعوب الأخرى على الكرة الأرضية
على المستوى الشخصي وبحكم اني ربما اهتممت بهذا الموضوع قبل غيري بحكم اختصاصي فألفت عدد من الكتب بهذه الظواهر الفريدة من نوعها شكلا ومضمونا وتعبيرا ورغم انني استنتجت من انتشار استخدام هذه المواقع (الفيسبوك وتويتر )انها حولت مواقف الشباب العربي المتلهف للتغيير من الجانب الحركي الفعال بالعالم الحقيقي إلى سجالات ونقاشات في العالم الافتراضي بمعنى ان كل ماتعبر عنه ونتطلع اليه ينتهي بمجرد انتهاء النقاش او الحوار عبر التلفون الذكي والحاسوب وغيرهما من دون ان يحقق او يترك الآثار المطلوبه من المشاركة بتلك السجالات بمعنى ان نسبة كبيرة من المشاركين يشعر بالارتياح لانه أبدى رأيه في هذه القضية او تلك اي انه نفس عما في داخله وعادة ما ينتهي الحوار إلى هذه الحدود بدون أية فائدة مرتجاة تذكر.
وقد يقول قائل ماذا عن دور وسائل التواصل فيما سمي خطأ الربيع العربي (أسهمت بكتابة دراسة علمية عنها ٢٠١٣)
الاجابة تكاد تكون بسيطة وهي ان ماحصل بكل تفاصيله كان معد على الاغلب في اروقة الجهات التي خططت ونفذت والتي حرصت على ان تنهي الخطة لما خططوا اليه وكلنا لمسنا بعد سنوات قليلة ان ماحصل من نتائج لاتمت بصلة لما كان المواطن العربي يأمله من نتائج قد تعيد التوازن المنطقي لحياته وكرامته التي دنست وطمرت بفعل التسلط والبطش والتقزيم الذي نتعرض له في مجتمعاتنا التي ابتليت بأنظمة اغلبها عميلة فاسقة فاشلة وجدت كي تلوث حياتنا بكل أنواع الخطايا والجرائم ووو.
المفاجئة غير المتوقعة ربما لي أن طريقة تعامل الشباب في المجتمعات الغربية التي طالما انتقدناها وسخرنا مما بلغته من تغييب للقيم والاخلاق ان الشباب هناك ومنهم طلبة الجامعات التي انطلقت منهم اول تطبيقات مواقع التواصل ( الفيس بوك ) فأن هذه الكتل البشرية أذهلتنا بما تقوم به من ممارسات وفعاليات دعما للقضية الفلسطينية واستطاعت ان تفرض ارادتها الخيرة الانسانية على حكوماتها وليس سهلا ان نرى هذه الظواهر الايجابية وقد سلبت لب العالم الغربي بما يدلل لنا انهم ناقشوا وتحاوروا واقتنعوا عبر منصات التواصل ان فلسطين حق مشروع لاهلها وان الصهاينة مغتصبين للأرض والحق ويجب أن تنتهي هذه الجرائم اليوم قبل غد
المحزن إن مايحدث من تطورات ايجابية وحرامات واقعية لدى الشباب في الغرب للأسف لا نلمسه في ممارسات شبابنا ومنهم طلاب الجامعات وربما يحدث العكس من بعضهم فمنذ أن بدأ الشباب العربي استخدام الشبكات ضعف حضورهم الفاعل على ارض الواقع ولاحظنا كيف أن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد أبناء شعبنا في غزة أشعلت مواقف الشباب بالغرب وبشكل متزايد ونقيض ذلك ما يحدث بالنسبة للشباب العربي
اما في العراق فالشيء المحزن اننا لم نعد نلمس واقعيا أن للشباب العراقي اي دور فعال يذكر في التصدي للاحتلال وعملائه رغم حجم ما يواجهوه من جرائم ترتكب كل لحظة بحقهم وبحق شعبهم الذي يتطلع إلى أن يكون لطليعته الشابة الواعية دور في تخليصه من هذا النظام الفاسد العميل ولكن لاحياة لمن تنادي

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل رأي يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى