إسبانيا تدير ظهرها للسياح المدخنين.. السجائر غالية وتناولها محظور
قررت الحكومة الإسبانية زيادة عدد الأماكن التي يُحظر فيها التدخين، وفرض زيادة حادة في الضرائب على التبغ، واعتبار السجائر الإلكترونية مثلها مثل السجائر التقليدية، ضمن التدابير “الرادعة” الرئيسية المدرجة في خطة البلاد الجديدة لمكافحة التدخين.
ومن شأن خطة كتلك التأثير حتى على السياح الكثيرين الذي تستقبلهم البلاد، والذين سيجدون مساحات أقل للتدخين.
وشددت وزيرة الصحة مونيكا جارسيا، العضو في حزب سومار اليساري، والشريك الأصغر في حزب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، على أن الخطة الشاملة للوقاية من التدخين ومكافحته 2024-2027 تتضمن خمسة أهداف رئيسية.
ومن بين تلك الأهداف: منع بداية التدخين، وتشجيع الإقلاع عن التدخين وتسهيل المساعدة على التوقف عن التدخين، والحد من التعرض البيئي لانبعاثات التبغ والمنتجات ذات الصلة في الأماكن العامة والخاصة، وتعزيز البحوث التطبيقية والرصد في مجال مكافحة التبغ، فضلا عن تعزيز التنسيق وإنشاء تحالفات لمكافحة التبغ.
وقالت الوزيرة إن الخطة أصبحت حقيقة وهذا الإنجاز مصدر فخر وطني.
ومن الناحية العملية، يعد النص بمثابة خريطة طريق محدثة ستوجه التغييرات القانونية في إسبانيا، والتي تهدف إلى تقليل عدد المدخنين، وحماية الصحة العامة ومنع مستهلكي التبغ الجدد.
ويبلغ عمر الخطة الحالية 14 عامًا، ويعتبر التحديث ضروريًا نظرًا لتطوير بدائل التبغ والالتزام على مستوى الاتحاد الأوروبي بتكوين جيل خالٍ من التبغ بحلول عام 2040.
54 ألف ضحية سنويا
ويقتل التبغ ما يقرب من 54000 شخص سنويًا في إسبانيا، و27.5% من هذه الوفيات (أكثر من 14000 بالأرقام المطلقة) ترجع إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مرض السكري، وفقًا لبيانات الجمعية الإسبانية لأمراض القلب (SEC) ومؤسسة القلب الإسبانية ( FEC).
وإحدى النقاط الأكثر إثارة للجدل في الخطة هي ما إذا كان سيتم حظر التدخين في شرفات الحانات والمطاعم في المستقبل القريب، مع الأخذ في الاعتبار أن إسبانيا هي واحدة من أكثر الدول توجهاً سياحيًا في العالم ويمثل قطاع الترفيه والسياحة 13٪ من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.
الأماكن العامة والمزيد من الضرائب
وبهذا المعنى، فإن الخطة التي وافقت عليها وزارة الصحة تتضمن “التوسيع التشريعي للمساحات الخالية من التدخين ورذاذ السجائر الإلكترونية في بعض البيئات المجتمعية والاجتماعية الخارجية”.
في الوقت الحالي، لن يكون هناك حظر، ولكن فقط “توصية” بعدم التدخين في هذه الأماكن العامة.
وعلى الرغم من أن الحكومة أرادت حظر التدخين في الأماكن الخاصة مثل السيارة أو المنزل، خاصة في حالة وجود قاصرين، إلا أن هذا الإجراء معلق في الوقت الحالي. ومنذ عام 2005، ارتفعت الضرائب على التبغ في إسبانيا بنسبة 122%، ومع ذلك فمن المتوقع فرض المزيد من الضرائب.
وتبلغ تكلفة علبة التبغ الأكثر شيوعًا في إسبانيا حوالي 4.80 يورو، منها 78.4% (3.76 يورو) ضريبة.
وهناك إجراء “رادع” آخر في الخطة الجديدة وهو أن علب التبغ ستحتوي في المستقبل على عبوات عامة أو محايدة. وهذا يعني أن جميع الحزم ستكون متماثلة، مع لون غير جذاب، مثل اللون الرمادي والأخضر، واسم العلامة التجارية بخط Arial وبخط أصغر يسمح بخط أكبر للتحذيرات الصحية “التدخين يقتل” أو “التبغ يقتل”.
وتنص الخطة أيضًا على حظر المواد المضافة التي “تعطي نكهات للتبغ والمنتجات ذات الصلة (بما يتماشى مع ما وافق عليه الاتحاد الأوروبي)”.
وكانت البلاد قد حظرت التدخين في الشوارع وعلى أرصفة المقاهي والفضاءات العامة إذا لم يكن من الممكن الحفاظ على مسافة أمان لا تقل عن مترين وذلك كإجراء احترازي إبان تفشي وباء كورونا عام 2020.
العين الإخبارية