التخوف الأوروبي من حرب شاملة لم يعد خيالاً.. وواشنطن تخشى ما بعد أوكرانيا
أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، أن احتمال اندلاع حرب شديدة الحدة في أوروبا لم يعد ضربا من الخيال. فيما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن،امس الثلاثاء، إن انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا لن يتوقف هناك، فيما أكدت كل من روسيا والصين عدم جدوى اللقاءات حول أوكرانيا إذا كانت تتجاهل مصالح موسكو.
وخلال منتدى في بروكسل، قال بوريل: «احتمال اندلاع حرب شديدة الحدة في أوروبا لم يعد خيالاً، ونحن ملزمون تمامًا ببذل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك. لردع العدو نحتاج إلى أموال». وأضاف: إنه من أجل تحقيق قدرات دفاعية قوية للاتحاد الأوروبي، هناك حاجة إلى «آلية دفاعية»، وسمح بإمكانية التزامات الديون المشتركة لدول الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أمريكية نقلا عن وثيقة أن الاتحاد الأوروبي وضع مشروع قانون يتيح إرسال عائدات الأصول الروسية المجمدة في الغرب إلى أوكرانيا في وقت مبكر من شهر يوليو. وعلى هذا فإن الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض ضريبة على الأرباح من الأموال المجمدة واستخدام الأموال التي يتلقاها، نحو ثلاثة مليار يورو سنوياً، لتمويل إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا و«تحفيز الصناعة الدفاعية» في البلاد.
وبموجب مشروع القانون، سيتم تحويل جزء من الدخل الذي تم الحصول عليه، ابتداءً من 15 فبراير، مرتين سنويًا، إلى صندوق السلام الأوروبي، الذي يتم من خلاله دفع إمدادات المساعدات العسكرية إلى كييف، وكذلك إلى صندوق دعم أوكرانيا. وسيبقى الجزء الآخر من الأموال في الودائع المركزية لتغطية تكاليف الحفاظ على الأصول وفي حالة المخاطر المحتملة، بما في ذلك تلك المرتبطة بالإجراءات الانتقامية من روسيا.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن،امس الثلاثاء، إن انتصار بوتين في أوكرانيا لن يتوقف هناك، فيما أشار إلى أن الصين تراقب ما يحدث جراء هذه الحرب التي اندلعت من أكثر من عامين. وأضاف أوستن، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أن الاستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة تتلخص في خمسة تحديات، هي الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران، والتنظيمات الإرهابية.
في سياق متصل، أكدت كل من روسيا والصين عدم جدوى اللقاءات حول أوكرانيا إذا كانت تتجاهل مصالح موسكو، وفق ما صرح وزير الخارجية الروسي لافروف، مضيفاً بالقول: «تحدثنا عن الوضع الحالي بشأن الأزمة الأوكرانية.. نحن وأصدقاؤنا الصينيون نعلن بوضوح عن ضرورة الأخذ في الاعتبار المخاوف المشروعة لجميع الأطراف المعنية، وخاصة في مجال الأمن».
وأضاف «في هذا السياق، أكدنا أنا وزملائي الصينيون الاستنتاج الذي مفاده أن أي فعاليات دولية لا تأخذ في الاعتبار موقف روسيا وتتجاهله تماماً، بل توجه إنذاراً فارغاً كما فيما يسمى ب صيغة السلام (التي طرحها الرئيس الأوكراني زيلينسكي) لن يكون هنالك فائدة من ورائها، فضلاً عن أنها ستكون منفصلة تماماً عن الواقع».
بدوره، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي بحضور نظيره الروسي سيرغي لافروف أن بكين تعتزم تعزيز التعاون مع موسكو والدفاع معها عن «الإنصاف والعدالة». وأضاف «باعتبارنا عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وقوتين رئيسيتين، يتعين على الصين وروسيا أن تقفا بوضوح إلى جانب التقدم التاريخي والإنصاف والعدالة» مشيرا إلى أن الطرفين «سيواصلان الحفاظ على التواصل الوثيق بأشكال مختلفة». وأضاف «علينا أن نعارض أي هيمنة أو طغيان أو ترهيب، وعقلية الحرب الباردة».