هل يُحاول ماكرون بدء حرب عالمية جديدة؟
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه لا توجد “حدود لدعم فرنسا لأوكرانيا”، وحث الحلفاء على ألا يكونوا “جبناء”، مشيراً إلى أن الجنود الفرنسيين قد ينضمون إلى الصراع مباشرة في بعض الظروف، وهذا يعني وفقا لصحيفة “تليغراف”، بداية الحرب العالمية ثالثة.وكان تهديد الحرب النووية يحوم فوق الصراع الأوكراني منذ اندلاعه، وفي نهاية هذا الأسبوع فقط، علمنا أن الولايات المتحدة كانت تستعد لروسيا باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في أواخر عام 2022 حيث هددت موسكو مرارا وتكرارا بالتصعيد. وفي الوقت نفسه، يفكر كبار الجنرالات الروس في احتمالات نشوب صراع واسع النطاق مع بقية أوروبا، بحسب الصحيفة.
وتساءلت الصحيفة ما إذا كان نهج ماكرون سيجعل هذا الأمر أكثر أو أقل احتمالاً، وأنه إذا فاز بوتين في أوكرانيا، فإن الحرب مع الناتو ستتبع ذلك بسرعة.
فرصة ماكرون
وشددت الصحيفة على ضرورة ألا يتم السماح لبوتين بأن ينتصر في كييف، وأن هناك فرصة كبيرة جداً في أن ماكرون هو ببساطة يُحاول كسب جمهوره المحلي في محاولة مروعة لتعزيز حصته في التصويت على الانتخابات المقبلة.
ومع وضع هذا في الاعتبار، يجب أن تكون الأولوية الأولى هي ضمان سيادة أوكرانيا، واحتجاز الروس، ثم إعادتهم من حيث أتوا. وهذا ما يجب أن يركز عليه ماكرون بدلا من التفكير في نشر القوات، كما يجب أن يركز على الحصول على الكثير من الذخيرة لكييف.
ومن المؤكد أن القوات المسلحة الأوكرانية يمكنها أن تفعل المزيد بشأن امتلاكها لصواريخ “ستورم شادو” و”هيمار” بعيدة المدى؛ ويجب على ماكرون أن يحاول إقناع ألمانيا بإطلاق مخزونها الضخم والمهم من صواريخ “توروس”، وهو الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على جهود بوتين الحربية.
كذلك ترى الصحيفة أن ما يحتاجه الأوكرانيون هو التفوق الجوي من أجل تمكين تشكيلاتهم المدرعة من اختراق خط دفاع الروس، مشيرة إلى ضرورة أن تمتلك طائرات إف-16 وأن تكون في الجو قريبا، ولكن إذا أرادت القوات الجوية الأوكرانية حقا تغيير التوازن، فستحتاج إلى المزيد والمزيد منها.
إرسال مستشارين عسكريين
ومع ذلك، إذا أراد ماكرون وضع قواته على الأرض، فإن الشيء الأكثر فائدة الذي يمكنه فعله هو إرسال مستشارين عسكريين، بحسب الصحيفة التي قالت إنه لا يوجد نقص في الروح القتالية لدى الجنود الأوكرانيين، ولكن يجب على الجيش الفرنسي تمكينهم من القتال كتشكيلات مناورة مسلحة مشتركة، وهو ما سوف يستغرق وقتا للتدريب والتكتيك.
وتلفت الصحيفة إلى أنه في الوقت الحاضر، هناك معارك دبابات فردية ومعزولة يتم خوضها، بينما تستخدم “تشالنجر 2” كمدفعية بعيدة المدى أو لمهاجمة الخنادق وحدها.
وكما لم ينجح هذا مع الدبابات في الاشتباكات الأولى التي حدثت أثناء الحرب العالمية الأولى، فلن تنجح كذلك في هذه الحرب، ولكن عندما تم استخدام الدبابات بطريقة أسلحة مشتركة، مع القوة الجوية والمشاة والمدفعية، طغت بذلك على الألمان في معركة كامبراي في 20 نوفمبر 1917 وحققت أكبر مكاسب الحرب، وهو تحديدا ما تشير إليه الصحيفة بأن على أوكرانيا أن تفعله بمساعدة خبراء وتدريبات قوات الناتو ومن بينها الجيش الفرنسي.
لذا، تقول الصحيفة إن الرئيس ماكرون محق في أن الناتو وأوروبا يجب أن يكونا مستعدين لمحاربة روسيا كملاذ أخير، لكن أولا يجب أن نستنفد الخيارات الأخرى المتاحة.