حزب البديل المتطرف يطالب باستفتاء لخروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي
قالت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، أليس فايدل، إن الحزب سيدفع نحو إجراء استفتاء بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي في حال وصوله إلى السلطة، مشيدة بخروج بريطانيا من التكتل في خطوة وصفتها «بقمة الصواب». وأضافت، أمس الاثنين، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» إن حكومة حزب البديل من أجل ألمانيا ستسعى إلى إصلاح الاتحاد الأوروبي، وإزالة العجز الديمقراطي، عن طريق الحد من صلاحيات المفوضية الأوروبية. وقالت فايدل «إذا لم يكن الإصلاح ممكناً، إذا فشلنا في إعادة بناء سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فيجب أن نترك القرار للشعوب، كما فعلت المملكة المتحدة». وتكسر هذه الفكرة أحد المحرمات الكبيرة في ألمانيا، حيث الأحزاب الرئيسية مؤيدة بشدة لأوروبا. كما أن الدستور الألماني يفرض قيوداً مشددة على الاستفتاءات الوطنية، وحتى لو أجري استفتاء، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أغلبية كبيرة من الألمان سوف تصوت لمصلحة البقاء في الاتحاد الأوروبي. وكانت فايدل تتحدث على خلفية الارتفاع الكبير في دعم حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي وصل إلى (نحو 22%) في استطلاعات الرأي، متقدماً على جميع الأحزاب الثلاثة في ائتلاف المستشار أولاف شولتس، وهم الديمقراطيون الاشتراكيون، والخضر الليبراليون. ومن المتوقع أن يفوز الحزب في الانتخابات الحاسمة في سبتمبر/ أيلول في ولايات ساكسونيا وبراندنبورج وتورينجيا الشرقية، على الرغم من رفض جميع الأحزاب الرئيسية الأخرى إبرام صفقات ائتلافية معه. وخلال مؤتمره هذا الصيف، أكد حزب البديل من أجل ألمانيا انه يشكك في الانتماء الأوروبي، في بلد لا يزال يدعم قسم كبير من شعبه عضوية البلاد للاتحاد الأوروبي. ويواجه حزب البديل من أجل ألمانيا مشكلة منذ عشرة أيام، بعد أن تم الكشف عن أن العديد من أعضائه، بينهم مقرب من فايدل، ناقشوا مؤخراً الطرد الجماعي لأشخاص من أصل أجنبي خلال تجمع حاشد. وبدأت التعبئة ضد الحزب بعد أن كشفت منصة تحري الحقائق الألمانية «كوركتيف» في العاشر من يناير/ كانون الثاني الجاري، عن أن متطرفين عقدوا اجتماعاً لمناقشة خطة ترمي لطرد جماعي لبعض الأجانب، وأشخاص من أصول أجنبية من ألمانيا. وقالت المنصة إن أعضاء من حزب «البديل» ونازيين جدداً ورجال أعمال اجتمعوا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 في مدينة بوتسدام، المجاورة لبرلين، للبحث في خطة لطرد أجانب، أو مَن كان من أصل أجنبي من ألمانيا. وأكد حزب البديل لاحقاً أنه يجري مناقشات مع حزب متطرف نمساوي يؤيد إعادة التهجير، لكنه نفى دعم فكرة الطرد الجماعي للأجانب. وقدّم المؤسس المشارك لحركة الهوية النمساوية، مارتن سلنر، مشروعاً لإعادة نحو مليوني شخص من طالبي اللجوء، والأجانب، والمواطنين الألمان الذين لم يُدمجوا، إلى شمال إفريقيا، حسب كوركتيف. ومن أعضاء حزب البديل لألمانيا، حضر الاجتماع الممثل الشخصي للزعيمة المشاركة للحزب أليس فايدل، ورولاند هارتفيغ، والنائب غيريت هوي، ورئيس الكتلة النيابية الإقليمية لحزب البديل لألمانيا في ساكسونيا، ألريش سيغموند. وأوضح حزب البديل أن هارتفيغ قدم مشروعاً لموقع تواصل اجتماعي خلال هذا الاجتماع، وأضاف الحزب أن هارتفيغ لم يقدم استراتيجيات سياسية، ولم ينقل إلى الحزب أفكار سلنر بشأن سياسة الهجرة. وأثار الاجتماع موجة انتقادات وسخطاً في الأوساط السياسية. (وكالات)