اغتيال العاروري.. مقدمة لإشعال المنطقة وتوسيع الحرب!
قالت مصادر أمنية لبنانية وفلسطينية، إن إسرائيل قتلت صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في العاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء، فيما أعلنت سلطات الصحة في غزة أن عدد القتلى في القطاع تجاوز 22 ألفاً.وأكدت مصادر أمنية مقتل العاروري في هجوم بطائرة إسرائيلية دون طيار، على مكتب لحركة حماس في ضاحية بيروت الجنوبية.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية، في وقت سابق أن الهجوم أدى لمقتل 6، ما يسلط الضوء على خطر اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس، إلى ما هو أبعد من قطاع غزة.
وتتبادل جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع حماس، إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل، عبر حدود لبنان الجنوبية، منذ اندلاع حرب غزة في أوائل أكتوبر (تشرين الأول).
وقال مارك ريغيف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مقابلة مع شبكة إم.إس.إن.بي.سي، إن إسرائيل غير مسؤولة عن الهجوم، لكن “أياً كان الفاعل فيجب توضيح أنه لم يكن هجوماً على لبنان… من فعل ذلك يوجه ضربة دقيقة لقيادة حماس”.
واتهمت إسرائيل العاروري بالإشراف على هجمات حماس، وتوجيهها في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل دعماً للمسلحين الذين يواجهون الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي المدمر، في غزة.
وقال العاروري في أغسطس (آب) 2023: “باستنى الشهادة وحاسس حالي طولت”، في إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية بالقضاء على قادة حماس في غزة، وفي الخارج.
واندلعت حرب غزة بعد هجوم حماس على بلدات إسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وتقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة والعودة بهم إلى غزة.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس إن 207 قتلوا في الساعات الـ24 الماضية، ما رفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 22185.
ردود
وخرج مئات الفلسطينيين إلى شوارع رام الله بالضفة الغربية، للتنديد باغتيال العاروري، ورددوا هتافات مطالبة بالانتقام.
وندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، بمقتله ووصف العملية “بالجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها” محذراً من المخاطر و”التداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة”.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، الثلاثاء، إن اغتيال صالح العاروري”عمل إرهابي مكتمل الأركان” وانتهاك لسيادة لبنان، وتوسيع للأعمال العدائية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق: “عمليات الاغتيال الجبانة، التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد قيادات، ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين، وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة”.
ونعت حركة فتح العاروري وقالت في بيان إنها “ستنكر جريمة الاغتيال الجبانة التي أقدم عليها الاحتلال المجرم… وترى أنها تعبر عن عقلية الاحتلال التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وقيادات المقاومة والعمل الوطني، ولا حدود لجرائمها”.
وندد بالاغتيال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الفلسطينية محمد الهندي، قائلاً إن العملية حولت العاروري “من قائد في حماس إلى رمز كبير لشعبنا وأمتنا”.
واستنكر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الهجوم ووصفه بـ “جريمة إسرائيلية جديدة”، ومحاولة لجر لبنان إلى الحرب.
وقالت إيران إن مقتل العاروري سيزيد دافع المقاومة لقتال إسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: “دماء الشهيد ستشعل بلا شك جذوة المقاومة، ودافعها لقتال المحتلين الصهاينة، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة أيضاً وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم”.