زلزال سياسي في هولندا بعد فوز اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية
فاز الحزب اليميني المتطرف بزعامة غيرت فيلدرز في الانتخابات التشريعية في هولندا الأربعاء، وفق ما أظهرت استطلاعات الرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع، الأمر الذي يشكل زلزالاً سياسياً يتجاوز بتأثيره الحدود الهولندية.
وأظهر استطلاع «ايبسوس» فوز «حزب الحرية» اليميني المتطرف ب35 مقعداً، وحلول تحالف اليسار بزعامة فرانس تيمرمانز في المرتبة الثانية ب26 مقعداً. أما حزب يمين الوسط فحصد 23 مقعداً بحسب الاستطلاع نفسه.
وسعى فيلدرز الشهير بمواقفة المعادية للمسلمين، مؤخراً إلى تحسين صورته من خلال تعديل بعض مواقفه. وأكد خاصة أن هناك مشاكل أكثر إلحاحاً من خفض عدد طالبي اللجوء، وخفف من حدة بعض مواقفه المعادية. وهاجم خصوم فيلدرز مواقفه المعادية للمسلمين، خلال آخر مناظرة أجراها قبل الانتخابات عبر تلفزيون «إن أو إس»، لكنه أكد أنه سيكون رئيس وزراء ل«جميع الهولنديين».
ويعقّد فوز فيلدرز تشكيل الحكومة إذ إن عملية إيجاد شركاء قد لا تكون سهلة بالنسبة للحزب اليميني المتطرف. وأظهرت الاستطلاعات تراجعاً طفيفاً لحزب «العقد الاجتماعي الجديد»، بقيادة بيتر أومتزيغت، بعدما كان حقّق اختراقاً سريعاً في الاستطلاعات عقب تأسيسه في أغسطس/ آب الماضي.
ووعد أومتزيغت بجعل السياسة الهولندية جديرة بالثقة، بعد تعرضها لفضائح عدة، ويتخذ موقفاً متشدداً بشأن الهجرة.
وشكلت الهجرة، وكلفة المعيشة، وأزمة السكن التي تؤثر خاصة في الشباب في البلاد أبرز عناوين الحملة الانتخابية. ويرى خبراء أن الهولنديين يبحثون عن تغيير في طريقة الحكم، بعد انسحاب رئيس الوزراء الأطول عهداً في تاريخ البلاد، مارك روته.
وفاجأ روته، زعيم حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، البلاد بإعلانه في يوليو/ تموز الماضي، انسحابه من العمل السياسي.