بريطانيا.. طلاب المدارس يناهضون الحرب على غزة
وصلت المظاهرات الداعمة لحقوق الفلسطينيين لعتبات المدارس في المملكة المتحدة، بعد مشاركات مكثفة من الطلبة في مظاهرات مناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي تجاوز عدد ضحاياها أكثر من 11 ألفاً وأكثر من 30 ألف جريح ومصاب.
وبحسب تقرير لصحيفة “ذا تايم” البريطانية انسحب آلاف التلاميذ من المدارس احتجاجاً على الحرب في إسرائيل بعد أن أبلغت مجموعة من الناشطين الآباء أنهم لن يعاقبوا بسبب تغيب أطفالهم عن الحصص والدروس حيث ترك الأطفال في مانشستر وغلاسكو وبريستول ولوتون وشرق لندن دروسهم وساروا عبر مراكز المدن للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
إضرابات مدرسية
وتأتي المظاهرات بعد يوم من قيام مئات الطلاب الشباب بعمل مماثل في تاور هامليتس شرق لندن، وتجمعوا باللافتات ومكبرات الصوت خارج مكتب النائب المحلي الخاص بهم ومن المقرر أن يتم تنظيم “الإضرابات المدرسية” في جميع أنحاء البلاد الأسبوع المقبل، والتي ينظمها تحالف أوقفوا الحرب، وهي مجموعة متهمة بإيواء مشاعر معادية للغرب.
التوجيهات الصادرة عن الناشطين المحليين ترشد الأطفال وعائلتهم وتدعوهم إلى جمع عدد من أولياء الأمور (مجموعة من الآباء) وحتى من المعلمين المتفانين في المنطقة واستخدام محادثات الواتس آب لاختيار موقع مركزي في كل منطقة وتجمع لتنظيم مسيرة” ليتم بعدها توفير الرسومات والملصقات وإرسال رسالة نموذجية إلى مديري المدارس لإبلاغهم بغياب الأطفال.
وذكرت “ذا تايمز” أنه وبالنسبة للآباء الذين يشعرون بالقلق من معاقبة أطفالهم بسبب أي غياب، تذكر المجموعات المنظمة للاحتجاجات أن العاملين في المدارس على الرغم من اعتبار ذلك غياباً غير مصرح به، إلا أنه يمكن للأطفال المشاركين في الاحتجاجات قضاء 4 أيام متتالية دون تصريح على أن لا تتجاوز 10 خلال فترة زمنية قصيرة لتجنب المسألة أو الغرمات على حساب السياسات والقوانين الداخلية لكل مدرسة.
أوقفوا الحرب
في الرسالة المعدة مسبقاً إلى مديري المدارس، يُطلب من الآباء أن يقولوا: “أكتب إليكم لإبلاغكم بأن ولي الأمر يسمح لطفله بالمشاركة” في الاحتجاجات و أنه “سوف يتغيب عن المدرسة لهذا اليوم”. وارتفعت أصوات شعبية في بريطانيا مع تفاقم الوضع بشكل متزايد في غزة في أشارة إلى قلق متزايد من القيادة السياسية للبلاد تخذل بشكل خطير السكان المدنيين الضعفاء والمستضعفين من خلال السماح بشن هجوم غير متناسب بشكل متعمد من قبل إسرائيل على غزة والفلسطينيين.
وذكرت أوساط شعبية ورسمية أنه ستواصل “الاحتجاج سلمياً، بهدف إظهار التضامن مع شعب غزة، مع التركيز بشكل خاص على مليون طفل بريء، قُتل أكثر من 3000 منهم في الأسابيع الثلاثة الماضية وتم تداول مقطع فيديو للاحتجاجات عبر الإنترنت، يظهر فيه العديد من التلاميذ الصغار وطلاب الصف السادس يرتدون الزي الرسمي وهم يلوحون بالأعلام ويحملون لافتات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار”.
وقالت الصحيفة إن التجمعات الطلابية وأولياء الأمور بدات بالانتشار من إلفورد، شرق لندن، خارج قاعة مدينة ريدبريدغ حيث شوهد الأطفال الصغار وهم يقفزون بحماس مع الهتافات المنضمة “فلسطين حرة، حرة!” إلى في غلاسكو، حيث هتف آلاف الشباب “وقف إطلاق النار الآن” بينما رفع آخرون لافتة كبيرة كتب عليها الطلاب يقولون: “أنهوا الفصل العنصري الإسرائيلي”، في إشارة للجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل مع قطاع غزة.
كما تم تصوير أطفال في بريستول وهم يسيرون عبر المدينة خلف صبي يرتدي الكوفية حول رقبته ويرددون عبر مكبر الصوت “إسرائيل دولة إرهابية” وتخوفت أوساط تعليمية ارتفاع الأصوات العدائية كرد فعل على التصرفات الإسرائيلية في غزة والتي تنتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات القنوات في مختلف أنحاء العالم.
ارتفاع العدائية
وقالت وزيرة التعليم البريطانية جيليان كيغان: “أشعر بقلق بالغ إزاء مشاركة بعض الأطفال في الاحتجاجات السياسية خلال اليوم الدراسي. والأكثر من ذلك إذا كانوا يشاركون أو يتعرضون لسماع هتافات معادية للسامية. يجب أن يتم التعامل مع هذا الأمر بمنتهى الجدية التغيب عن المدرسة للنشاط أمر غير مقبول”.
وذكرت الصحيفة أن تحالف “أوقفوا الحرب” تأسس في أيلول (سبتمبر) 2001 بعد أن أعلن الرئيس بوش الحرب على الإرهاب، ويتمتع بعلاقات قوية مع الحركات النقابية البريطانية وأعضاء اليسار السياسي، واتهم السير كير ستارمر المجموعة، التي عارضت إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، بأنها ساذجة في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال قوة تدعم أولئك الذين يهددون الديمقراطيات.
وقد شبه رئيسها، الموسيقي الإنجليزي بريان إينو، “ميليشيا المستوطنين” الإسرائيلية بجماعة “كو كلوكس كلان” ووصف الأعمال العسكرية خلال مختلف الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية هي حرب استعمارية من قبل ثيوقراطية إسرائيلية عنصرية غاضبة، وفي رسالة مفتوحة نُشرت في ذلك العام، قال إن “ميليشيا المستوطنين” الإسرائيلية أظهرت “عنصرية التعاليم القديمة ” قبل أن يضيف: “هذه هي الثقافة التي تدافع عنها ضرائبنا. إنه مثل إرسال الأموال إلى جماعة كلان”.