انتكاسة جديدة لآمال السويد للانضمام إلى الناتو
أرجأت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي التصويت على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس، في انتكاسة أخرى لآمال البلد الاسكندنافي في الانضمام إلى الحلف الغربي بعد 18 شهراً من الانتظار.
وقال فؤاد أقطاي رئيس اللجنة التي يسيطر عليها الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان إن اللجنة ستجري مزيداً من المحادثات وقد تعيد مشروع القانون إلى جدول أعمالها الأسبوع المقبل، لكنه لم يحدد جدولاً زمنياً واضحاً.
وقال أقطاي للصحفيين بعد ساعات من النقاش “لكي يوافق جميع مشرعينا على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، يجب أن يكونوا مقتنعين تماماً. سنناقش كل ذلك في اجتماع لجنتنا” المقبل.
وبوسع للجنة إقرار مشروعات القوانين بأغلبية بسيطة. وأضاف أقطاي أنها قد تدعو السفير السويدي لتقديم إفادات أمام المشرعين إذا لزم الأمر وإذا سمحت لوائح البرلمان بذلك.
وقال أردوغان هذا الشهر إنه سيحاول تسهيل عملية التصديق، لكنه أضاف أن السويد لم تتخذ إجراءات كافية تجاه المسلحين الأكراد.
وللتصديق عليه، يحتاج مشروع القانون إلى موافقة اللجنة قبل طرحه للتصويت في البرلمان بكامل هيئته، وهو ما قد يحدث بعد أيام أو أسابيع. وبعد ذلك سيوقعه أردوغان ليصبح قانوناً لإتمام العملية التي أحبط طول أمدها حلفاء أنقرة وامتحن علاقاتها بالغرب.
وطلبت السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في مايو (أيار) من العام الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
واعترض أردوغان حينذاك على كلا الطلبين محتجاً بما قال إنه حماية الدولتين الواقعتين في شمال أوروبا لمن تعتبرهم تركيا إرهابيين، بالإضافة إلى حظر التجارة في منتجات الدفاع المفروض على أنقرة. ودعمت تركيا طلب فنلندا في أبريل (نيسان) الماضي لكنها أبقت السويد في وضع الانتظار.
وطالبت تركيا السويد بقطع خطوات أوسع في كبح جماح الأعضاء المحليين في حزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية.
واستجابت ستوكهولم لذلك بإقرار مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب يجعل العضوية في منظمة إرهابية غير قانونية، مع رفع القيود المفروضة على تصدير الأسلحة إلى تركيا.
وتقول إنها التزمت بالجزء الخاص بها من صفقة وقعت في العام الماضي. وخففت فنلندا وكندا وهولندا، الأعضاء في الحلف، إجراءات تصدير الأسلحة لتركيا خلال هذه العملية، بينما قال البيت الأبيض إنه سيمضي قدماً في نقل طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى تركيا بعد التباحث مع الكونغرس الأمريكي.
ولا إطار زمني واضح للموافقة على طلب شراء طائرات إف-16، لكن أنقرة ربطت هذه المسألة بطلب السويد. وردد أقطاي اليوم الخميس وجهة نظر أردوغان التي قال فيها “إذا كان لديهم كونغرس، فلدينا برلمان”.
ويقول بعض المحللين إن البرلمان التركي قد يوافق على طلب انضمام السويد بحلول اجتماع وزراء خارجية الحلف في بروكسل يومي 28 و29 نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية مشترطاً عدم نشر هويته، إن تركيا “مهتمة جداً” بالانتهاء من التصديق قبل اجتماع الحلف في بروكسل.
وقال المسؤول: “الآن، هذا يرجع لهم إذا ما كان نظامهم سينتج موافقة في هذا الإطار الزمني، لكننا نواصل التحدث معهم”.
وقال المسؤول إنه إدارة بايدن لم تربط التصديق ببيع طائرات إف-16، لكن أعضاء من الكونغرس قالوا إنه من غير المرجح أن يوافقوا على هذا البيع حتى توافق تركيا على طلب الدولة الواقعة في شمال أوروبا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأضاف المسؤول “كإدارة، نحاول إبقاء الطرفين جاهزين للتحرك في الوقت المناسب.”
ويأتي التأجيل في غمرة خلافات بين أنقرة وحلفائها الغربيين تجاه الصراع في غزة، كما أثارت دبلوماسيتها الصارمة بشأن الحرب في أوكرانيا غضب بعض الحلفاء. وتبقي أنقرة على علاقات جيدة مع موسكو وكييف، وتعارض الغزو الروسي وتعارض أيضاً العقوبات الغربية على روسيا.
ولم تصدق المجر، العضو في حلف شمال الأطلسي، أيضاً على عضوية السويد، لكن تركيا تعتبر العقبة الكؤود الرئيسية أمام انضمام السويد.
وفي وقت لاحق من اليوم الخميس، قال السفير الأمريكي لدى المجر إن الحكومة المجرية أكدت له أن بودابست لن تكون آخر من يصدق على طلب السويد، مضيفاً أنه “واثق” من أن ستوكهولم ستصبح قريباً عضوا في حلف شمال الأطلسي.