بول سون: بوتين والملاحقات القضائية ضد ترمب
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القضايا الجنائية ضد دونالد ترمب بأنها جيدة لروسيا ومؤشر على «تعفن» النظام الأميركي، جاء ذلك في تصريحات واسعة النطاق تطرقت أيضا إلى الحرب في أوكرانيا وإيلون ماسك.
أظهر الزعيم الروسي لسنوات قدرة على استغلال الانقسامات السياسية داخل البلدان الغربية، وذلك غالبا عبر إرسال رسائل إلى المحافظين في الخارج تفيد بأنه منحاز إليهم في معركة عالمية ضد القيم الليبرالية.
بدت تصريحاته التي أدلى بها الثلاثاء في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك (جنوب شرق روسيا)، وكأنها تهدف إلى تعزيز حالة السخط الجمهوري من ملاحقات ترمب القضائية، والذي لطالما عبر عن إعجابه العلني بالزعيم الروسي وساعد على تشجيع تشكيل مجموعة كبيرة من الموالين لموسكو داخل الحزب الجمهوري.
قال بوتين إن محاكمة ترمب «أمر جيد» لأنها أظهرت «فساد النظام السياسي الأميركي، الذي لا يستطيع أن يتظاهر بتعليم الآخرين الديمقراطية».
وأضاف أن «كل ما يحدث لترمب هو اضطهاد سياسي لمنافس سياسي. وهذا ما هو عليه الأمر». وأضاف أن «ذلك يتم أمام أعين الرأي العام الأميركي والعالم بأسره. لقد أفصحوا للتو عن مشكلاتهم الداخلية».
وقال بوتين إن القضايا تظهر بوضوح «من يقاتلنا».
استمر ترمب في التعبير عن إعجابه ببوتين بعد تركه منصبه، وفي العام الماضي وصف قرار الزعيم الروسي بغزو أوكرانيا بأنه «ذكي جدا».
كما أعرب بوتين، عن إعجابه بإيلون ماسك، الملياردير ومؤسس شركة «سبيس إكس»، الذي خضع نفوذه في الحرب الأوكرانية للتدقيق خلال الأيام الأخيرة.
وأقر ماسك بأنه أحبط هجوم أوكرانيا على الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود عام 2022 برفضه السماح للجيش الأوكراني باستخدام شبكة الأقمار الاصطناعية التابعة له «ستارلينك»، لتوجيه الطائرات المسيرة، ما أثار رداً غاضباً من مسؤول كبير في كييف وجدد الأسئلة حول القوة العالمية التي يمارسها رجل الأعمال الملياردير.
قال بوتين إن رجل الأعمال الملياردير هو «رجل أعمال نشيط وموهوب»، مشيراً إلى أنه في جميع أنحاء العالم، ماسك معروف بأنه «شخص متميز» في مجال الأعمال التجارية الخاصة. كان الوصف شبيها بالطريقة التي وصف بها الرئيس الروسي ترمب لأول مرة بأنه شخص «عبقري وموهوب» عندما أطلق حملته الرئاسية الأميركية عام 2015.
جاء هذا التصريح عندما كان الرئيس الروسي يستعد للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي قام بزيارة إلى روسيا، بحسب الكرملين.
إليكم بعض ما قاله الرئيس الروسي:
– المحادثات مع أوكرانيا: عندما طُلب منه التعليق على تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأنه لا يرى أي مؤشر على أن بوتين مهتم بـ«الدبلوماسية الهادفة»، قال بوتين إنه ينبغي على أوكرانيا إلغاء الحظر على المفاوضات مع روسيا أثناء وجوده في السلطة. وفي سبتمبر (أيلول) 2022 أصدر الرئيس فلاديمير زيلينسكي مرسوما أعلن فيه أن المحادثات مع بوتين مستحيلة، ولكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية التفاوض مع روسيا.
– التجنيد العسكري: التحق نحو 270 ألف روسي طواعية بالخدمة العسكرية خلال الأشهر الستة أو السبعة الماضية، حيث جرى تسجيل ما يتراوح بين 1000 و1500 متطوع جديد كل يوم، وفقا لما زعم بوتين، في أحدث إشارة إلى أنه يعتزم مواصلة الغزو الروسي لأوكرانيا. وتغاضى عن سؤال حول إمكانية القيام بجولة تعبئة أخرى لتجديد القوات الروسية.
– الصين: قال بوتين إن الدول الغربية تحاول تقييد التنمية في الصين، لأنها ترى كيف تتطور البلاد سريعا تحت قيادة شي جينبينغ. وقال: «إنهم يفعلون كل شيء لإبطاء التنمية في الصين، ولكن هذا لن يكون ممكنا»، مضيفاً: «إنهم متأخرون. لقد غادر القطار المحطة بالفعل». وقد أقام بوتين علاقات أوثق مع شي، وكان ذلك جزئيا للتغلب على العقوبات الغربية، وأعلن الزعيمان شراكة اقتصادية دائمة بعد المحادثات التي جرت العام الحالي في موسكو.
– أركادي فولوز: كان من المرجح أن يكون المؤسس المشارك لشركة التكنولوجيا الروسية «ياندكس»، الذي أدان حرب روسيا في أوكرانيا بوصفها حربا همجية، «مجبرا على الإدلاء بتصريحات معينة» من أجل أن يكون على علاقة جيدة مع السلطات في إسرائيل، التي انتقل إليها بعد مغادرته روسيا. وأضاف بوتين: «حسناً، ليباركه الرب، أتمنى له حياة جيدة هناك». استقال فولوز من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة «ياندكس»، التي غالباً ما توصف بأنها «غوغل» الروسية، في العام الماضي بعد أن وضعه الاتحاد الأوروبي تحت طائلة العقوبات بسبب دعمه «مادياً أو مالياً» للغزو الروسي.
– هروب رؤوس الأموال: دعا بوتين أصحاب الأعمال إلى الاحتفاظ بأموالهم داخل روسيا، محذرا إياهم من أننا «نرى ما يحدث مع رأس المال، وأين يتحرك». وقال أيضا إن مصادرة الحكومات الغربية للأصول الروسية «تجاوزت كل الخطوط». وفي يوليو (تموز)، قال تقرير صادر عن البنك المركزي الروسي إنه خرج 253 مليار دولار من روسيا منذ بداية الحرب.
خدمة «نيويورك تايمز»