بوريل يحذر من التفكك الأوروبي بسبب تدفق المهاجرين
حذر الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل من إمكانية أن تشكل الهجرة قوة تفكك الاتحاد الأوروبي بسبب الاختلافات الثقافية العميقة بين الدول الأوروبية وعجزها على المدى الطويل عن التوصل إلى سياسة مشتركة، بينما دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أمس السبت الحكومات الأوروبية إلى بذل المزيد من الجهود لرعاية المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط، قائلاً «هؤلاء الذين يخاطرون بحياتهم في البحر لا يغزون، بل يبحثون عن الترحيب»، فيما تدرس برلين فكرة إنشاء نقاط تفتيش حدودية لاحتواء الهجرة غير الشرعية.
وقال بوريل، في مقابلة موسعة مع صحيفة «غارديان» البريطانية، إن «الهجرة هي أكبر فجوة بالنسبة لدول الاتحاد، ويمكن أن تكون قوة تفكك» الكتلة الأوروبية، مؤكدا أنه على الرغم من إنشاء حدود مشتركة ومفتوحة، «فإننا لم نتمكن حتى الآن من الاتفاق على سياسة مشتركة للهجرة». وعزا بوريل ذلك إلى «الاختلافات الثقافية والسياسية العميقة داخل الاتحاد الأوروبي، حيث إن بعض الأعضاء يتبعون (النمط الياباني)، ولا يريدون الاختلاط ولا المهاجرين ولا قبول أشخاص من الخارج». وأضاف: «المفارقة هي أن أوروبا تحتاج إلى المهاجرين؛ لأن النمو الديمغرافي لدينا منخفض للغاية. إذا أردنا البقاء على قيد الحياة من وجهة نظر العمل، فنحن بحاجة إلى المهاجرين».
في غضون ذلك، قال البابا فرنسيس، في ختام اجتماع للأساقفة والشباب من جميع أنحاء منطقة البحر المتوسط، إن الهجرة «هي واقع في هذا الزمن، وهي عملية تشمل ثلاث قارات حول البحر المتوسط وتجب إدارتها ببصيرة حكيمة تتضمن استجابة أوروبية».
وكان البابا الذي يبلغ 86 عاماً قد حذّر من أنه لن يأتي إلى فرنسا في زيارة دولة بل إلى مرسيليا، وهي مدينة ذات طابع عالمي في الجنوب حيث تتعايش مجموعة واسعة من الطوائف والأديان، وذلك للتنديد بمأساة غرق سفن المهاجرين والدفاع عن قضيّتهم. ويعدّ هذا الموضوع مهماً بالنسبة إلى البابا فرنسيس الذي لا ينفكّ يندد بخطابات الرفض وسياسات الانغلاق منذ انتخابه في العام 2013. وتأتي زيارته بعد أيام قليلة على وصول آلاف الأشخاص إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي خطّة طوارئ لمساعدة روما على إدارة تدفّقات الهجرة من شمال إفريقيا. ويعدّ هذا الطريق الأخطر في العالم، إذ إنّ أكثر من 28 ألف شخص حاولوا عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، فُقدوا منذ العام 2014، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ولطالما ندّد البابا ب«أكبر مقبرة في العالم».
ومن جهة أخرى، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، أن برلين ستدرس فكرة إنشاء نقاط تفتيش حدودية ثابتة لاحتواء الهجرة غير الشرعية التي تمر عبر بولندا وجمهورية التشيك. وقالت فيزر لصحيفة «فيلت أم زونتاغ» إن نقاط التفتيش هذه يمكن أن تشكل وسيلة «لمكافحة جريمة تهريب (المهاجرين)، بطريقة أكثر قوة». وأشارت إلى أن ألمانيا سبق لها أن عززت وجود شرطتها على طول الحدود مع البلدين المجاورين، لاحتواء تدفق المهاجرين غير الشرعيين. وميزت فيزر بين طالبي اللجوء بشكل قانوني والمهاجرين غير الشرعيين. وأوضحت أن تطبيق ضوابط أكثر صرامة لا يعني أنه لن يكون هناك مزيد من الوافدين من طالبي اللجوء. وشددت على أنه «إذا تقدم شخص بطلب لجوء على الحدود، فيجب فحص طلب اللجوء في ألمانيا، وهذا التزام قانوني واضح». وسلطت الضوء على أهمية «حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهو ما يمكننا ضمانه من خلال نظام لجوء مشترك». (وكالات)