د. عبدالرزاق محمد الدليمي: هل بقى شيئ لم يباع في العراق؟
قال مصطفى السباعي رحمه الله عندما يمسك بالقلم جاهل،وبالبندقية مجرم وبالسلطة خائن، وعلى المنبر فاجر يتحول الوطن غابة لاتصلح لعيش البشر…هذا هو توصيف دقيق لما اصبح عليه العراق وشعبه في زمن العهر السياسي والفساد والخيانة ووووو.في الوقت الذي يهتم العالم فيه بالمخاطر نتيجة التلوث البيئي وتأثيره على نسب الاوكسجين في كثير من مناطق الكرة الارضية…نخشى انه في يوم قريب سيبعون حتى اوكسجين العراق،بعد ان باع هؤلاء العملاء والذيول، الوطن خردة لمن يدفع لجيوبهم..لم يبقى شيئ لم يباع بالعلن او السر،والمصيبة الكبرى انه لايعبهون ،باعتراضات الشعب واحتجاجاته،لقد عبثوا بالذاكرة العراقيه هناك نسبة لايستهان بها من العراقيين اصبح شغلها الشاغل اللطم والزيارات والسير وراء خرافات بعض العمائم الضالة المنافقة التي لا علاقة لها بالدين واهله.
منذ احتلال بلدنا في التاسع من نيسان 2003 ونحن نعيش في آتون الاحداث والاخبار الكارثية في كل يوم اسوء من سابقه،ولم نعد نتفاجأ من شدة ويلات مارأيناه ونستمر في رؤيته من مصائب وكوارث ،تنزل على رؤسنا كالصواعق من جرائم جميع من اشتركوا في احتلال العراق والعملية السياسية الفاجرة الفاسقة،في الاسبوع الماضي ونحن نتابع ما وصل اليه شعبنا من معاناة وفقر وجور وتغييب ممنهج للعدالة الاجتماعية،في ذات الوقت الذي تهتم به الحكومات بالقشور وتنفق عليها مليارات الدولارات لتجهيل البسطاء وتعمية عيونهم بممارسات ما انزل الله ورسوله بها من سلطان ،بينما تترك المواطن البسيط تحت رحمة الفاقة والازمات المفتعلة في كل يوم اكثر من الذي قبله واصبحنا مثل ثور الساقية ندور ولا يرف كثير منا انه يدور حول نفسه بينما تنعم طبقة اللصوص والعملاء والخونة وذويهم واذنابهم بكل سبل النعيم والرفاهية التي لم يكونوا يحلموا بها.
خيمة سفوان
تعودنا من هؤلاء اللصوص انهم كلما ارتكبوا جريمة بحق العراق،رموها في ملعب النظام السابق، واخرها وليس اخيرها بيعهم لقضاء ام قصر،ولغرض تنوير من ربما صدق اكاذيب العملاء السراق في النظام الاحتلالي فألاجتماعات التي جرت بين الوفد العراقي والمعتدي الامريكي،كانت شفهية يقول العميد البحري العميد البحري نوفل عبد الحافظ ، الذي قام بدور المترجم بين الوفدين تحت ظل هذه الخيمة ،وما أُقرَّ فيها ، فقال : إن العراق بهذا الوفد العسكري الاحترافي ، لم يوقّع على أي قرار ، أو وثيقة استسلام ، ولم يُسجّل أي محضر للاجتماع ، على الرغم من وجود أوراق وأقلام على الطاولة ، إنما جرى اتفاق عسكري شفهي حول عدد من الأمور اللوجستية لتسهيل مهمة وقف إطلاق النار بين الجانبين ، أي أنها كانت مباحثات ميدانية بين قيادتي الجيشين ويضيف الفريق الركن صلاح عبّود ، قائد الفيلق الثالث وعضو الوفد المفاوض في خيمة صفوان وقتئذ ، مستذكرًا تلك الدقائق : [ دوّنتُ كل فقرات ذلك اللقاء الذي جرى مع وفد العدو، نصًا وروحًا دون تحريف للحقائق أو تزوير للتاريخ ، ونشرتها في كتابي الموسوم ( أم المعارك … الحقيقة على الأرض ) الذي صدر منتصف عام 2016].
لماذا ام قصر؟
أم قصر هي مدينة عراقية تقع في أقصى جنوب العراق ضمن محافظة البصرة وتضم المدينة ميناء أم قصر وكانت قبل بناء الميناء عبارة عن قرية صغيرة يمتهن سكانها صيد السمك، بعد عام 1958م بُني ميناء أم قصر.
أثناء حرب القادسية الثانية/حرب الخليج الأولى ازدادت أهمية ميناء أم قصر لإن الحرب منعت العراق من استخدام موانئه الأخرى القريبة من أجواء المعارك وقد تعرضت أم قصر إلى تهديد خطير عندما نجحت إيران في عام 1986 بإحكام سيطرتها على قضاء الفاو التي كانت قريبة جداً من ميناء أم قصر الحيوي والرئيسي للملاحة في العراق ولكن أم قصر لم تقع في أيدي القوات الإيرانية أثناء حرب الخليج الأولى. في حرب الخليج الثانية تعرضت أم قصر إلى قصف شديد مما أدى إلى شل الحركة فيها وبني في وسط المدينة الصغيرة سياج يفصل بين العراق والكويت وفقد العراق بذلك سيطرته على مدخل الميناء الذي كان تحت سيطرة الكويت.
في غزو العراق 2003م كانت أم قصر من أوائل المناطق التي شهدت هجوما عليها من قبل قوات التحالف حيث لم تستطع القوات المعتدية السيطرة عليها الا بعد قتال شرس وصمود يشهد به العالم من الجيش العراقي في معركة أم قصر التي استمرت لعدة أيام. علما ان هناك عقدة لدى الاحتلالين الامريكي والبريطاني من قضاء ام قصر ولولا خيانة وتواطؤ ملالي طهران لما استطاع المحتلين من الدخول الى ام قصر ،حيث زار المجرم توني بلير رئيس وزراء دولة الشر والمؤامرات على العالم بريطانيا طهران بشكل سري واقنعهم ان يسمحوا بدخول القوات البريطانية من خلف القوات العراقية،علما ان تلك الاراضي التي دخلت منها قوات الاحتلال هي ارض عراقية اهدتها بريطانيا الى شاه ايران 1925 .
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز