تحقيقات ومقابلاتهنا السويد

الغرب يُكثّف الضغط على تركيا لقبول السويد في الناتو

تكثف الدول الغربية ضغوطها على تركيا لقبول السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما تبذل ستوكهولم أقصى جهدها في الوقت الصعب للتغلب على معارضة أنقرة لعضويتها.

وكتب رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون، في صحيفة “فاينانشيال تايمز”  أن قانون مكافحة الإرهاب الجديد الذي يدخل حيز التنفيذ غدا الخميس يسلم “الجزء الأخير” من اتفاق لتأمين دعم أنقرة للانضمام إلى التحالف العسكري.

مصالح روسية

ويقول المسؤول السويدي الكبير: “لقد حان الوقت للنظر بجدية في طلب السويد لعضوية الناتو، إن بقاء السويد خارج الناتو سيكون في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فحسب”، مضيفا أن “قانون الإرهاب هذا هو أملنا الكبير. ثم يعود الأمر إلى تركيا لاتخاذ القرار“.
ويضيف كريستيرسون “الخميس، يدخل قانون جديد حيز التنفيذ في السويد يجعل من غير القانوني المشاركة في منظمة إرهابية بأي طريقة تروج لها أو تقويها أو تدعمها. ونحن بذلك ننفذ الجزء الأخير من اتفاقنا. وتؤيد السويد تركيا تأييداً كاملاً ضد جميع التهديدات التي يتعرض لها أمنها الوطني وتدين جميع المنظمات الإرهابية، بما فيها حزب العمال الكردستاني، الذي يشن هجمات ضدها”.
ويمثل طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي بعد الحرب الروسية الأوكرانية تحولاً تاريخياً بعد أكثر من قرنين من عدم الانحياز العسكري.

لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي فاز بولاية رئاسية ثالثة قبل أيام، منع حتى الآن عضوية السويد، بينما سمح لفنلندا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بحجة أن ستوكهولم بحاجة إلى “بذل المزيد من الجهد لمكافحة الإرهاب”.
وأدى هذا المأزق إلى خلاف بين تركيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي في وقت يحاول فيه الحلف إظهار الوحدة بشأن الحرب الروسية، كما تقول الصحيفة.
كما شككت تركيا في سياسة الباب المفتوح لحلف الناتو المتمثلة في الترحيب بالأعضاء الجدد، وبينما كانت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في الحلف متسامحين مع رغبة أردوغان في تعزيز أجندته قبل الانتخابات الرئاسية التركية، التي اختتمت في نهاية الأسبوع، كثفوا الآن جهودهم لإقناعه بالتراجع.

معضلة “إف-16”

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يوم الثلاثاء إنه “من الممكن تماماً” انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي بحلول قمة فيلنيوس في 11 يوليو (تموز). وكتب على تويتر أنه أجرى “اتصالاً جيداً” مع أردوغان الثلاثاء ناقش فيه الاثنان “وضع اللمسات الأخيرة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي”.

وقال ستولتنبرغ في أوسلو قبل اجتماع لوزراء خارجية الناتو الذي يستمر يومين: “رسالتي هي أن الأمر في متناول اليد، هناك نافذة الآن. نحن نعمل بجد لتحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن”.
وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السويد يوم الثلاثاء قبل التوجه إلى اجتماع الناتو. وقال: “حان الوقت للمضي قدما الآن، نود أن نرى ذلك يحدث قبل قمة فيلنيوس”.
كما تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أردوغان يوم الاثنين لتهنئته على إعادة انتخابه. وقال بايدن: “لا يزال يريد العمل على ملف طائرات إف 16 المقاتلة، وأخبرته أننا نريد صفقة مع السويد.. دعونا ننجز ذلك”.
وتأمل تركيا في التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة لشراء مقاتلات “إف 16” بقيمة مليارات الدولارات لكن الكونغرس يعرقل الاتفاق. ووافقت إدارة بايدن على حزمة ترقية بقيمة 259 مليون دولار للطائرات المقاتلة في أبريل (نيسان)، بعد وقت قصير من موافقة أنقرة على السماح لفنلندا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

سياسة “حافة الهاوية”

وتوقع سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، المزيد من سياسة حافة الهاوية من قبل الرئيس التركي، الذي كان موقفه المتشدد من الإرهاب الكردي سمة أساسية في محاولته لإعادة انتخابه.
وقال: “الكونغرس يقول إن على تركيا أن تتخذ الخطوة الأولى وأن تلقي الضوء الأخضر على السويد، وأنا أقول لا، أريد أن يتخذ الكونغرس الخطوة الأولى وأن يسلط الضوء الأخضر على طائرات إف-16 وبعد ذلك سأمضي قدماً”.
وفي إشارة إلى مخاوف أنقرة المستمر، كتب مدير الاتصالات في حكومة أردوغان فخر الدين ألتون على “تويتر” أن الحكومة التركية “تأمل بصدق أن قانون مكافحة الإرهاب الجديد سيتم إنفاذه بشكل صحيح”.

وحث السويد على وقف ما ادعى أنها خطط لمظاهرة يوم الأحد من قبل أعضاء حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا على أنه منظمة إرهابية.
وبحسب الصحيفة، تمت دعوة كل من أردوغان وكريستيرسون لحضور قمة في مولدوفا يوم الخميس للجماعة السياسية الأوروبية، وهو منتدى جديد على مستوى القارة دافع عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتشير الصحيفة إلى أن أردوغان كان منزعجاً من الأحداث التي وقعت في ستوكهولم، بما في ذلك حرق القرآن أمام السفارة التركية، ورفع علم حزب العمال الكردستاني في وسط العاصمة، ووضع رموز ورسائل مؤيدة لحزب العمال الكردستاني على المباني البارزة.
وقال مسؤولون من دول الشمال إن هناك إحباطاً في السويد لأن الولايات المتحدة لم تتراجع بقوة ضد أردوغان من قبل، لكنها تأمل أن تفعل ذلك الآن قبل قمة فيلنيوس.
وحثت دول أخرى في حلف شمال الأطلسي أردوغان على دعم عضوية السويد قائلة إنها حيوية للأمن في منطقتي الشمال الأوروبي والبلطيق في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء النرويجي جوناس غار سانت أوكر هذا الأسبوع: “نتوقع أن تصادق تركيا الآن على طلب السويد”.

24

زر الذهاب إلى الأعلى