هنا السويد

دنماركي يتحدث عن تجربة إعتناقه الاسلام وانتماءه لمنظمات متطرفة تؤمن بالعنف وكيف تخلص منها

يورو تايمز / وجدان الاسدي

 

"محمد" مواطن دنماركي كشف للتلفزيون السويدي تجربته في إعتناق الاسلام عن طريق منظمات "إسلامية" متطرفة وكيف إكتشف حقيقتها لاحقاً ، وبدأ العمل في بلدية "كوبنهاغن" للحد من التطرف والعنف.

يقول "محمد" خلال المقابلة مع التلفزيون السويدي تابعتها "يورو تايمز" انه اعتنق الاسلام عندما كان في العشرين من العمر، ومن ثم تم جره الى حركات (الاسلام المتطرف)، لكنه نجح بعد عدة سنوات من ترك هذه المجموعات بعد ان اكتشف حقيقتها. وقرر العمل مع البلدية لمحاربة هذه الافكار العنيفة.

وكشف المتحدث ان لقاءه الاول مع تلك المجموعة المتطرفة لم يكن فيه ما يوحي بأن هؤلاء الاشخاص يميلون الى العنف ، وكان الامور تبدو وردية بالنسبة إليه ، ولكن بعد فترة وجيزة من الزمن إكتشف الوجه الآخر لهؤلاء ، وإتضح له ان هؤلاء الاشخاص ليسوا كما تخيلهم في بداية العلاقة معهم ، ولا يحملون الايديولوجية ذاتها التي كانوا يتحدثون بها ، ويعملون بطريقة مغايرة كلياً ، حيث يؤمنون بالعنف والكراهية للاخر.

 

وكشف المتحدث ان المجتمع السويدي يعاني من قصور واضح في الطريقة التي يتعامون بها مع الاشخاص العائدين من القتال في صفوف تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق.

وكان التلفزيون السويدي كشف قبل ايام قصوراً واضحاً لدى البلديات في التعامل مع العائدين أو معرفة أعدادهم او التواصل معهم، بالمقارنة مع التجربة الدنماركية الناجحة التي تمكنت فيها الشرطة الدنماركية والسلطات الاجتماعية من القبض على العائدين من أماكن الحروب والنزاعات ، وفقاً لنموذج تم تطبيقه في مدينة "اورهوس" الدنماركية وتم تعميمها لاحقاً، وهو ما دفع خبير الارهاب السويدي "ماغنوس رانستورب" الى دعوة السلطات السويدية الى إعتماد التجربة الدنماركية الناجحة في التعامل مع العائدين من القتال مع داعش.

وقال "محمد" خلال المقابلة التلفزيونية انه اكتشف من خلال لقاءه مع جميع الحركات المتطرفة ، انهم يسعون الى تغيير النظام العالمي الذي يصفونه بغير العادل، بنظام يسوده العدل وفقاً لوجهة نظرهم.

وأشار الى انه ايضا كان يشاركهم هذه الرغبة في البداية ، خاصة وان الحركة التي كان ينتمي اليها لم تكن قد تورطت بأعمال عنف.

وقال انه لو كانت هناك فرصة للكثيرين لتمكنوا من ترك تلك الحركات المتطرفة في "كوبنهاغن".

وأكد ان عمله الحالي في بلدية كوبنهاغن ضد التطرف ليس ثمرة ماضيه المتطرف ، وانما اعتمد على دراسته وخبرته الاكاديمية التي لعبت دوراً رئيساً في مغادرته تلك المجموعات المتطرفة.

ووفقاً لمعلومات جهاز المخابرات السويدي "سابو" فإن هناك (150) عضواً في تنظيم داعش الارهابي ومنظمات متطرفة في سوريا، عادوا الى السويد ، وان البلديات السويدية ليست على دراية جيدة بأغلبهم، وهم يشكلون خطراً على البلاد.

وكان الامن السويدي "سابو" اعلن في وقت سابق ان هناك اكثر من (300) شخص غادروا السويد للالتحاق بتنظيم داعش والمنظمات الارهابية المتطرفة في سوريا والعراق منذ عام 2012.

وفي دراسة إستقصائية للتلفزيون السويدي عن المدن التي إلتحق أشخاصاً منها في صفوف التنظيمات المتطرفة، وابرزها داعش، وعدد الاشخاص العائدين، شملت مدن "يوتبوري" و "بوروس" و "مالمو" و "ستوكهولم" و "اوريبرو" التي لديها الحصة الاكبر من الارهابيين المحتملين ، ظهر ان البلديات لديها علم بعودة (16) شخصاً بالغاً و (10) أطفال.

وكشف التحقيق ان هناك عائلة عائدة من "اوريبرو" مكونة من شخصين بالغين وطفلين بنت وولد. ومن "بوروس" هناك شاب واحد إلتحق بالتنظيمات المتطرفة عندما كان في زيارة لبلده. اما في "يوتبوري" فهناك (6) مكاتب من دائرة الخدمات الاجتماعية "السوسيال" لديها معرفة بعودة (10) أشخاص وثمانية اطفال.

أما في العاصمة ستوكهولم ، فقد افاد مجلس المدينة ان لديه معرفة بعائلة واحدة تسكن في منطقة بستوكهولم ، أما المناطق الاخرى في العاصمة مثل "هيسلبي" و "نورمالم" و "فالينغبي" و "الفخو" فلا توجد هناك معرفة بأعداد المقاتلين العائدين حتى الان.

بينما لم تجب بلدية مالمو عن الدراسة الاستقصائية ، لكنها كتبت في موقعها الالكتروني، ان لا معلومات دقيقة تتوفر عن العائدين الى المدينة ، وان مكتب الخدمات الاجتماعية "السوسيال" لديه (5) قضايا تتعلق بالعائدين.

 

 

يورو تايمز / الحقوق محفوظة

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى