آراء

إنعام كجه جي: تشارلز في أعين فرنسية

هل يعرف الملايين الذين تابعوا مراسم تتويج ملك بريطانيا أن أسقف كانتربري بدأ حياته مهندساً في شركة «توتال» الفرنسية للبترول؟ ترك الفرنسيون عشرات التفاصيل وتمسكوا بهذه المعلومة. إن لهم في الحفل نصيباً وأي نصيب!

كانت والدته الملكة إليزابيث تحب فرنسا، باستثناء أجبانها ذات السمعة العالمية. أما تشارلز الثالث فهو يعشقها. يكره الكافيار والقواقع ويحب الشمبانيا المنكهة بمذاق الفطر الأسود الثمين. وقد ورث عن جدته تذوق الشوكولاته بطعم البنفسج. يؤتى له بها من «تشاربونيل آند ووكر»، متجر تأسس عام 1875. إنه يجيد التحدث بالفرنسية، ويحرص على أن تكون قائمة الطعام في المآدب الملكية بلغة فولتير.

يشترك ملك بريطانيا بصفة وحيدة مع نابليون إمبراطور فرنسا، هي أنه يستطيع النوم حسب الطلب. سواء في السيارة أو الطائرة أو القطار. كما أنه مثل الرئيس شيراك، يؤمن بربع ساعة من القيلولة التي تجدد النشاط. وله في «كلارنس هاوس» حجرة فسيحة لبدلاته الملكية والعسكرية والرياضية والمدنية مع مستخدم مهمته تمشيطها بالفرشاة يومياً في ملحق يسمى: غرفة التفريش.

أحبت إليزابيث قصر وندسور وتعلقت به. أما الملك الجديد فلا يميل له لأنه يقع في ممر الطائرات المحلقة من مطار هيثرو والهابطة فيه. لقد نشأ في «باكنغهام» وتآلف مع هذا القصر الذي له 1514 باباً و760 نافذة. وهو يعترف، جاداً أو مازحاً، بأن هناك أشباحاً تسكن أقبية القصور التاريخية وأبراجها، وهو لا يخشاها وكان يلتقي بعضاً منها في صباه. كما أن هناك في كل منازله غرفة للطوارئ، سمك جدرانها نصف متر، مجهزة بأقنعة ضد الغازات ومؤمنة بما يلزم في حالة وقوع هجوم كيمياوي أو إرهابي.

هو ملك عصري لكنه لم يتخلّ عن بعض المعتقدات الغيبية. ومنها التشاؤم من الرقم 13. يرفض أن يكون هناك 13 شخصاً على مائدة الطعام. وكان يطلب تقسيمها إلى مائدتين أو دعوة ضيف إضافي لمجرد أن يشعر بالاطمئنان ويطرد التطيّر.

يؤكد برتراند ماير. ستابلي، كاتب السيرة الملكية، أن لتشارلز الثالث عاداته الصغيرة. منها ما هو معروف مثل حرصه على تسجيل يومياته كل مساء قبل النوم، ومنها ما هو سرّي. فهو يحمل معه في السفر مقعده الخاص بالمرحاض، وغلاية مع مياه معدنية معينة. كان له جواز سفر عندما كان أميراً. وهو سيسافر الآن من دون جواز. ولحقائبه ممرها الخاص إلى الطائرة.

يتعاطى تشارلز الأدوية الطبيعية ويرفض الكيمياوية. ونادراً ما كان مريضاً. له معالج طبيعي يتابعه بسبب آلام في الظهر بعد سقطة من حصان. لكن حرصه على صحته لم يمنع إصابته بـ«الكوفيد».

لا يكاد يمر شهر من دون أن يطرق العرسان باب الملك. إنهم يطلبون يد واحد من كلابه للزواج بكلابهم. وله في حدائقه 30 نوعاً من الطيور. كما يتلقى طلبات لأن يكون عراباً للمواليد. وهو حتى الآن عراب عشرات من الأطفال والشباب، يعرف كيف يكون كريماً معهم، إذ يحدث أن يقدم لهم واحدة من لوحاته المائية على سبيل الهدية.

لعل المكروهات لديه أكثر من المحبوبات. ومنها ضيقه برائحة الدخان والسجائر. ونادراً ما شوهد ملك أو رئيس يدخن في حضرته، حتى الرئيس الأميركي السابق ترمب امتنع عن سيجاره الكوبي عند لقائه بتشارلز. أما المحبوبات، بالإضافة إلى كاميلا، ففي صدارتها تفضيله ارتداء التنورة، لا سيما عندما يكون في أسكوتلندا. كما أنه يحب البيض المقلي في فطور الصباح. صفة يلتقي بها مع عامة الشعب.

الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى