بعد تصريحات سفير الصين في باريس.. ماكرون يلعب بالنار
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” في افتتاحيتها، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض نفسه وأوروبا إلى الحرج بسبب أوكرانيا، وقضايا أخرى، بعد أن ظهر في زيارته الأخيرة إلى الصين وكأنه يحاول التفريق بين الأخيرة والولايات المتحدة بشكل أكبر، خاصة مع إعلان سفير الصين في باريس الأحد أن “دول الاتحاد السوفيتي السابقة ليست ذات سيادة بموجب القانون الدولي”.
وسئل السفير الصيني لو شاي، الجمعة، على شاشة التلفزيون الفرنسي إذا كان يعتبر القرم جزءاً من أوكرانيا التي احتلتها روسيا في 2014 من أوكرانيا منذ تفكك الإمبراطورية السوفيتية، بموجب القانون الدولي.
استنكار
لكن السفير الصيني لم يتوقف عند القرم فحسب، فأضاف “حتى دول الاتحاد السوفيتي السابق هذه لا تتمتع بوضع فعال، كما نقول، بموجب القانون الدولي، لأنه لا يوجد اتفاق دولي لإضفاء الطابع الملموس على وضعها دولاً ذات سيادة”.
واستنكر وزراء خارجية إستونيا، وليتوانيا، ولاتفيا وكل الجمهوريات السوفيتية السابقة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تعليقات لو الذي يعد واحداً من الدبلوماسيين الصينيين الجدد الجريئين.
وتشير الصحيفة إلى “كما نقول” معتبرة أنها “لمسة دبلوماسية لطيفة لأن القانون الدولي الوحيد الذي تعترف به بكين هو ما يخدم مصالحها الإمبريالية المتزايدة”.
وأضاف الدبلوماسي الصيني من باريس أن العديد من الدول التي أعلنت استقلالها بعد حل الاتحاد السوفيتي، غير مستقلة على الإطلاق. ومن شأن ذلك أن يشمل أوكرانيا، ولكن أيضاً دول البلطيق الثلاث، ومولدوفا، ودول أخرى مثل جورجيا وكازاخستان.
تبريرات
وحسب الصحيفة فإن “المعنى الضمني الواضح هو أن لروسيا ما يبرر محاولتها احتلال أوكرانيا، وربما الدول الأخرى أيضاً”. وذكرت “وول ستريت جورنال” أن دول البلطيق غاضبة وقالت إنها ستستدعي السفراء الصينيين يوم الإثنين، وردت وزارة الخارجية الفرنسية بما وصفته “بالذعر” على تصريحات السفير الصيني، وقالت إن على بكين “تحديد إذا كانت هذه التعليقات تعكس موقفها، وهو ما لا نأمله”.
وتساءلت الصحيفة “ماذا توقع الفرنسيون؟ خدع ماكرون الرئيس الصيني شي جين بينغ في رحلته الأخيرة إلى بكين، قائلاً إن على أوروبا أن لا تقف إلى جانب تايوان. وطلب من شي جين بينغ استخدام نفوذه للتوسط في الحرب الروسية الأوكرانية. لقد رصدت الصين هذا الضعف كما هو الحال دائماً، والآن أظهرت أن الرئيس الفرنسي كان يتوسل. أي توضيح دبلوماسي سيكون خدعة”.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: “تريد الصين حق انتزاع أي أراض تريد الاستيلاء عليها، بما فيها تايوان والجزر المتنازع عليها قبالة اليابان، وغرب المحيط الهادئ، والأراضي الحدودية مع الهند وغيرها. وبعد هذه التصريحات، قد يكتشف الرئيس الفرنسي أنه يلعب بالنار”.