د. عبدالرزاق محمد الدليمي: صراع الحيتان الى اين؟
يعيش العراق منذ احتلاله قبل عشرين عاما عجافا مشهد سياسي مثير فالانقسام بين القوى السياسية سيد الموقف ليس بسبب خلافاتهم حول مصلحة العراق بل على حصولهم الحصص الاكبر من ثرواته التي تذهب هباءا منثورا بعيد عن شعبه
الأحداث في العراق تتراجع بوتيرة متسارعة والتكهنات حول كيفية حل الأزمات المتواترة تدور حول سيناريوهات اغلبها لايخرج عن كونه مناورة سياسية سيما وان القادم من التعقيدات سيكون بين التيار الذي يقوده الصدر، الذي سبق وان حصلت كتلته على أكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات الماضية، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الذي يقود ائتلاف دولة القانون المتحالف مع فصائل مسلحة، وهم المحسوبين على إيران.
الخلاف الأساسي بينهما هو خلاف على السلطة، وكل طرف يعتبر هذه المواجهة هي التي ستحسم قدرته على أن يكون الآمر الناهي في العراق، من دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة خلق التوازن بين القوى المختلفة في البلاد. كل طرف يرفع شعارات مثل محاربة الفساد، لكن لا يوجد برنامج لأحدهم يوضح ما هي خريطة الطريق إلى الأمام. استطاع المالكي ألذي كان اللاعب الاهم في تشكيل حكومة السوداني ان يعيد إلى الأذهان ماحصل عام 2010، عندما فازت كتلة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بأعلى عدد من المقاعد في البرلمان، إلا أن المالكي استطاع أن يعرقل تشكيل تلك الحكومة وتمكن من التمتع بولاية ثانية. مع ان البعض كان يعتقد ان الصدر ليس علاوي، حيث لديه مقومات مثل ميليشيا «سرايا السلام»، وشعبية واسعة بين فئة كبيرة مؤثرة في الشارع العراقي. كما أن الصدر استطاع أن يبني تحالفات مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، ويتمتع بشبكة علاقات قوية داخلية.
نعم استطاع الصدر عبر السنوات الماضية أن يدرك آليات تحرّيك الشارع العراقي، وقد نجح في مرات عدة طرح شعارات تدغدغ طموحات شريحة واسعة من الشارع العراق، من ضمنها دعوته لإصلاح النظام السياسي، ومكافحة الفساد، ورفض الهيمنة الإيرانية علما ان معارضيه يشككون من أن الصدر يستخدم هذه الشعارات لكسب الشعبية، وان هدفه السيطرة كلياً على البلاد رغم ان الصدر مازال ملتزما بالعملية السياسية الا انه فشل في محاولة توظيف فوزه الكبير بالانتخابات الاخيرة ، وأن يشكل حكومة تشمل أطرافاً عدة، الا ان خصومه علنا بقيادة المالكي والخزعلي وهادي العامري عرقلوا جميع جهوده انتهت بالفشل وذهبت النتائج لتصب بمصلحة خصومه بالعلن والسر.
المرحلة الحالية في العراق بعد نحو عقدين من الزمن على احتلال العراق، وقيام نظام فاسد عنصري طائفي مناطقي اساسه مبني على التشرذم السياسي،وخلاصته تجربة برلمانية معوقة لاتحمي سيادة الدولة وسلطتها. واستمرار انشغال الشارع العراقي بسلسلة من الازمات المدورة التي يبرع بايجادها رؤوس السلطة ، التي تسلط الضوء على الخلافات الداخلية بين القوى التي تستحوذ على مقدرات البلد منذ الاحتلال، وتزداد حدة الخلافات والاتهامات بين الأحزاب على إثر حصول البعض على مغانم السلطة اكثر من غيره وهذا مابدا واضحا بما يدور من صراعات بين اقطاب الاطار ، سيما بعد ان انفرد المالكي بالاستحواذ على الحصص الاكبر والاهم بتشكيل الحكومة
أن حكومة السوداني رغم كل عمليات التلميع لآتمثل اي خطوة الى ألامام خصوصا وأن النفوذ الأيراني مازال حاكما وحاسما في الساحة العراقية وسيدفع باتجاهات تصل الى درجة تهدد مستقبل العملية السياسية الفاسدة السيئة برمتها في العراق فنظام طهران يـؤثر بشكل مدمر على مجريات الواقع السياسي في العراق الذي يعاني اصلا من حالة احتقان مزمنة….
ان استمرار الوضع بهذا الشكل يجعل ملامح الصورة في العراق تنذر بما لايحمد عقباه سيما بعد زيادة ضغوط دولة الاحتلال امريكا على ذيولها في النظام السياسي في العراق وفشل سياسيوا الصدفة بتقديم مايثبت عدم عمالتهم وانبطاحهم لنظام طهران رغم أن هؤلاء الدخلاء على السياسة يسعون حثيثا لفتح القنوات لتحسين صورتهم ولو انفرادا كما يفعلها المالكي مع البيت الابيض
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز