“غارديان”: لندن تواجه فوضى “بريكست”
ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية في افتتاحيتها، اليوم الثلاثاء، أن تأمين صفقة جديدة بشأن الترتيبات التجارية لأيرلندا الشمالية مع الاتحاد الأوروبي يعد “نقطة تحول” في مسار خروج بريطانيا من التكتل، لكنه ليس بالضرورة تحول إيجابي.
وأشارت “غارديان” إلى أن الشروط المنقحة للبروتوكول ستعمل على تخفيف حدود البحر الأيرلندي، لكنها لن تنهيها، ومن المرجح أن تكون هذه هي العصا التي لوّح بها المتشددون في حزب رئيس الوزراء ريتشي سوناك،
وزعم هؤلاء النواب بقيادة بوريس جونسون بأن الحدود الأيرلندية لن تتأثر بمغادرة الاتحاد الأوروبي، إلا أن فشل حزب المحافظين في مواجهة هذا التفكير وجهاً لوجه هو الذي ألحق الكثير من الضرر بالبلاد، وفق غارديان.
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء يأخذ مخاطرة محسوبة، إذ يرغب بوضوح في علاقة عمل أفضل مع بروكسل، ويريد زعيم حزب المحافظين أن يكون قادراً على المضي قدماً في إنعاش الاقتصاد البريطاني وضمان حصول قمته مع الرئيس الفرنسي الشهر المقبل على صفقة بشأن معابر القوارب الصغيرة،
صداع بروكسل
وبحسب الصحيفة، فإن بريطانيا ستستفيد من وجود علاقات أفضل مع الأصدقاء الأوروبيين، حيث لم يعد من المرجح أن تنتهك المملكة المتحدة القانون الدولي بعد أن أسقط رئيس الوزراء مشروع قانون عصر جونسون المصمم لتفادي صفقة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالحكومة.
ولكن الصحيفة ترى أن لندن والعواصم الأوروبية تواجه فوضى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بكافة الأحوال، وذلك بعد أن ثبت عدم فعالية البروتوكول الأصلي، وهو أمر تم تسليط الضوء عليه عندما كان لا بد من التخلي عن بعض القواعد لأن تدفق الأدوية كان يتعطل.
ولم يقتصر الأمر على فشل البروتوكول في حماية السوق الموحدة، بل أيضاً ثبت أنه يمثل مشكلة بالنسبة لتقاسم السلطة في الحكم الذاتي.
وبما أن الاتفاقية الجديدة تسمح للمملكة المتحدة بوقف قواعد السوق الموحدة التي يجري اعتمادها في أيرلندا الشمالية، فذلك من المرجح أن يؤدي إلى استمرار الاختلاف بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتقوية الحدود البحرية تدريجيا بمرور الوقت، مما يمثل صداعا لبروكسل، الحريصة على حماية السوق الموحدة، وفق “غارديان“.
محاصرة سوناك
وتقول “غارديان” إن هذه المسألة لا تزال دائرة في الأوساط السياسية بينما استبدل الحزب الوحدوي الديمقراطي بمقاطعة ستورمونت دعمه للبروتوكول بمعارضة صريحة عندما حاصره منافس أصغر، إذ إنه في حال أيّد الحزب الاتحادي الديمقراطي الصفقة، فسيجد نواب حزب المحافظين صعوبة في الحفاظ على عدائهم وأماكنهم كذلك.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء لم يخرج من الغابة بهذا الاتفاق، إذ إنه بمجرد ظهور التفاصيل البروتوكول، ستكون هناك استقالات وزارية، ولا يوجد شرط قانوني للنواب للتعبير عن عدم موافقتهم للخطوة، لكن سوناك قال بشكل جليّ: “سيتحتم على البرلمان التصويت في الوقت المناسب.. وسيتم احترام هذا التصويت”.
وهذا يمنحه ميزة التوقيت على خصومه المحتملين الذين قد يجدون بطريقة أخرى التصويت في لحظة الخطر الأقصى وإجبار الحكومة على الفوز بدعم حزب العمال مما قد يضر بسوناك.