قائد «الحرس الثوري»: أوروبا دخلت رسمياً في حرب ناعمة ضدنا
قال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، إن إيران «تواجه حرباً ناعمة واضحة وعلنية من الأوروبيين»، متهماً «الأعداء وجميع القوى الشيطانية» بالوقوف وراء الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك في وقت كشفت فيه تقارير عن تدخل دبلوماسيين في إدارة جو بايدن لمنع بريطانيا من تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب.
ونقلت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن سلامي قوله إن أوروبا «دخلت بشكل علني ورسمي في حرب ناعمة ضدنا». وقال: «لسنا في سلام مع أعداء الثورة والأمة الإيرانية».
وعن دوافع الاحتجاجات، قال سلامي: «وصل الأمر بالأعداء إلى حالة جاءوا فيها بالمعارضة المشردة والمفلسين السياسيين المنبوذين من الشعب الإيراني، إلى الساحة لكي يمنعوا تقدم وحيوية وتنامي القوة الإيرانية، لكنهم لم يفعلوا شيئاً».
وبعد نحو 6 أشهر من اندلاع الحراك الاحتجاجي، قدم المسؤولون الإيرانيون تفسيرات مختلفة لأسباب الاحتجاجات في البلاد. وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في خطاب سابق إن منع «تقدم» إيران والتخلي عن مفاوضات الاتفاق النووي، من بين دوافع «الغربيين» في دعم الاحتجاجات.
جاء تعليق سلامي بعد أيام من فرض الاتحاد الأوروبي، الاثنين، تجميد أصول وحظر تأشيرات على أكثر من 30 كياناً ومسؤولاً في إيران، في خامس حزمة عقوبات ضد طهران بسبب قمعها الاحتجاجات.
وفي جزء من خطابه أمام قادة «الباسيج»؛ تطرق سلامي إلى نقل مكتب قناة «إيران إنترناشيونال» الإخبارية، من لندن إلى واشنطن، على أثر تهديدات إيرانية ضد طاقم القناة.
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن سلامي قوله إن «طرد طاقم قناة (إيران إنترناشيونال) من لندن (…) يعني توسع رقعة القوة والنفوذ وشعاع تأثير الثورة».
وهذا أول تعليق من قائد «الحرس الثوري»، بعدما أعلنت قناة «إيران إنترناشيونال» الناطقة بالفارسية، والتي تغطي قضايا إيران من كثب، عن نقل استوديوهاتها إلى واشنطن إثر تلقيها تهديدات.
واستدعت وزارة الخارجية البريطانية، الاثنين، القائم بالأعمال الإيراني في لندن احتجاجاً على «التهديدات الخطيرة» ضد الصحافيين، خصوصاً طاقم قناة «إيران إنترناشيونال». وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، كما نقل عنه بيان: «أشعر بالصدمة للتهديدات المستمرة من النظام الإيراني ضد صحافيين يعملون في المملكة المتحدة، واستدعيت اليوم ممثله لأقول بوضوح: إن هذا الأمر مرفوض».
وقالت القناة، الأسبوع الماضي، في بيان: «بعد تصعيد كبير للتهديدات التي تدعمها الدولة من إيران، ونصيحة من شرطة العاصمة (البريطانية)، يعلن (تلفزيون إيران إنترناشيونال) أنه أغلق، على مضض، استوديوهاته في لندن ونقل البث إلى واشنطن العاصمة».
جاء القرار بعد أيام من إعلان شرطة لندن توجيه اتهام بارتكاب جريمة إرهابية لمواطن نمساوي بعد احتجازه في «تشيزك بزنس بارك»؛ حيث يقع مقر «تلفزيون إيران إنترناشيونال».
وقال مات جوكس؛ رئيس «مكافحة الإرهاب» في الشرطة، في بيان: «لا تزال لدينا مخاوف جدية بشأن سلامة العاملين في هذه الشركة. وقد أدى ذلك إلى تقديم مزيد من النصائح، والشركة تنتقل الآن».
وتتنافس قناة «إيران إنترناشيونال» مع محطتين تبثان بالفارسية من بريطانيا هما: «بي بي سي فارسي» و«مانوتو تي في»، وتحظى بنسب مشاهدة كبيرة بين الإيرانيين في وقت تتراجع فيه نسبة الإقبال على التلفزيون الحكومي كل يوم.
وقبل إعلان نقل القناة، قالت شرطة «أسكوتلنديارد» إنها و«جهاز الاستخبارات الداخلية» أحبطا، منذ بداية 2022، 15 مخطط قتل وخطف لبريطانيين أو لمقيمين في بريطانيا تعدّ طهران أنهم «أعداء النظام».
وكشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أول من أمس، عن جهود يبذلها دبلوماسيون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في محاولة لعرقلة خطة الحكومة البريطانية تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب.
وتصنف الولايات المتحدة جهاز «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب منذ أبريل (نيسان) 2019، ورفضت إدارة بايدن التراجع عن خطوة الرئيس السابق دونالد ترمب، رغم أن ملف إزالة «الحرس الثوري» كان من بين المطالب الإيرانية في المفاوضات المتعثرة بهدف إحياء الاتفاق النووي.
وقال الباحث في مؤسسة «هيريتج»، نايل غاردنر، لصحيفة «التلغراف» إن «هذا أمر شائن للغاية… إدارة بايدن تنبطح للنظام الإرهابي في طهران».
وكانت صحيفة «التلغراف» قد كشفت في بداية يناير (كانون الثاني) الماضي عن خطط الحكومة البريطانية لوضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب بدعم من وزير الأمن البريطاني. وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن الحكومة أوقفت «مؤقتاً»، مشروع إدراج «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب؛ بسبب خلافات بين وزارة الخارجية ووزارتي الداخلية والأمن البريطانية.