خسائر اقتصادية فادحة يخلفها زلزال تركيا
فاقم الزلزال الذي ضرب تركيا، اليوم الإثنين، من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد جراء ارتفاع معدلات التضخم وانهيار العملة المحلية، فضلاً عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بشكل مباشر أو غير مباشر بالمرافق الاقتصادية الحيوية للبلاد.
ولقي أكثر من 3600 شخص مصرعهم في جنوب تركيا وسوريا المجاورة حيث ضرب زلزال قوي بلغت قوته 7.8 درجات تلاه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بلغت قوته 7.5 درجات.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحافي بمقر إدارة الكوارث والطوارئ، إن الزلزال خلف خسائر كبيرة، ووصفه بأنه يعد أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ زلزال أرزينجان عام 1939.
خسائر مباشرة
وتضررت آلاف الوحدات السكنية بشكل كلي أو جزئي جراء الزلزالين الكبيرين، والهزات الارتدادية التي أعقبتهما والتي تجاوز عددها 220، حيث وثقت مقاطع فيديو انهياراً كاملاً لعشرات المباني متعددة الطبقات خاصة في مدينة كهرمان مرعش جنوب تركيا.
ولم تعلن السلطات التركية حصيلة نهائية للمباني التي تدمرت جراء الزلزالين، في ظل إعطاء الأولوية لعمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا والمصابين من المواقع التي انهارت فيها الأبنية على ساكنيها.
وضاعف سوء الأحوال الجوية والموجة الباردة التي تضرب تركيا وتراكم الثلوج في بعض المناطق، تكاليف عمل فرق الطوارئ والإنقاذ، حيث استنفرت تركيا آلاف الجنود والعاملين في فرق الدفاع المدني للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
كما فرض البرد القارس في منطقة الزلزال، صعوبات عمليات الإيواء لمن فقدوا منازلهم أو من يخشون العودة لمنازلهم خشية وقوع زلازل أخرى، أو هزات ارتدادية قوية.
وستكون عملية إعادة إعمار المناطق المنكوبة جراء الزلزال، تحدياً كبيراً أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يستعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية منتصف مايو (آيار) المقبل.
وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو ، في وقت سابق رفع حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، عقب الزلزالين المدمرين، بما يشمل الدعوة للمساعدة الدولية.
انهيار الليرة
ووصلت الليرة التركية في التعاملات المبكرة اليوم الإثنين إلى مستوى منخفض قياسي جديد أمام الدولار مسجلة 18.85، إذ تتعرض العملة التركية لضغوط بسبب قوة الدولار والمخاطر الجيوسياسية.
ورغم أن خسارة الليرة التركية لقيمتها كان سابقاً لوقوع الزلزالين إلا أن هذا الحادث قد يزيد من معاناة الليرة التي فقدت نحو 1% من قيمتها منذ بداية العام.
وزاد من الضغوط وجود مؤشرات على أن الولايات المتحدة ستدفع صوب انتهاج سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بتنفيذ العقوبات، بعد أن حذرت واشنطن أنقرة من تصدير الكيماويات والرقائق ومنتجات أخرى لروسيا قد تستخدمها موسكو في حربها في أوكرانيا.
وكانت المرة السابقة التي وصلت فيها الليرة التركية لانخفاض قياسي في 26 ديسمبر (كانون الأول) عندما هوت إلى 18.844 أمام الدولار.
كما أوقفت بورصة إسطنبول للأوراق المالية التركية تداول أسهم عدد من الشركات حتى تصدر بيانات بشأن تأثيرات الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، اليوم الإثنين على أنشطتها.
أضرار المنشآت الحيوية
وتسبب الزلزال في توقف العمليات في ميناء جيهان النفطي بتركيا، وعمليات التدفق عبر خط أنابيب تصدير النفط من كركوك بشمال العراق.
وقالت شركة بوتاش التركية لتشغيل خطوط الأنابيب إنه لم تلحق أضرار بخطوط الأنابيب الرئيسية التي تحمل النفط الخام من العراق وأذربيجان إلى تركيا، وقالت وكالة تريبيكا للشحن إن اجتماعاً طارئاً سينعقد حول المسألة.
وقالت تريبيكا في إشعار إن الموانئ في جنوب شرق تركيا تأثرت بالزلزال، وتم الإبلاغ عن تأخيرات في العمليات.
وتسبب الزلزال في أضرار بالغة في بعض أجزاء شبكة الغاز المحلية، وقالت الشركة إنه تم قطع إمدادات الغاز لمحافظات غازي عنتاب وهاتاي وكهرمان مرعش بسبب حدوث أضرار في خط الغاز الواصل لهما.
وأشارت إلى أنه سيتم استمرار توريد الغاز الطبيعي المسال، والمضغوط، للمنشآت الحيوية بالمنطقة، وتأمل السلطات في عودة التدفقات إلى وضعها الطبيعي في غضون 48 ساعة.
وأغلقت السلطات التركية، مطار أضنة جنوب البلاد أمام الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، بعد حدوث الزلزال، كما أعلنت خروج مطار هاتاي عن الخدمة بسبب حدوث أضرار بالغة في مدرج المطار، قبل أن تعلن عن رصد أضرار في ميناء الاسكندرون، دفعت لتعليق العمليات فيه.