هنا اوروبا

سياسية ألمانية : “برلين وبروكسل تتعاونان في ليبيا مع مجرمين”

يزداد الاهتمام بأوضاع طالبي اللجوء الافارقة المحتشدين على اليواحل الليبية المطلة على البحر الابيض المتوسط الذين تسترقهم عصابات الاتجاربالبشر في ليبيا، وتبيعهم للمزارعين و تجار السلاح وامراء الحرب . DW   حاورت أولا يلبكه متحدثة الشؤون الداخلية باسم حزب اليسار الألماني في البرلمان الألماني وسألتها: وصف رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكرفي مقابلة مع DW  ليبيا بأنها أرض الجحيم للاجئين. فهل يتحمل الاتحاد الأوروبي جزءا من المسؤولية فيما يحصل هناك من آلام وتعذيب وعبودية؟

النائبة أولا يلبكه : نعم ولهذا أنا عجبت أيضا لهذه المقابلة. فهو يعبر عن غضبه الآن، فيما نحن نعلم في الحقيقة منذ سنوات أن الجحيم يعم هناك بالنسبة إلى المهاجرين، لاسيما داخل المعسكرات المغلقة. والاتحاد الأوروبي يتعاون بكل وضوح مع ليبيا. فإذا منعت ليبيا اللاجئين من الوصول إلى أوروبا، فإنهم يحصلون مقابل ذلك على أموال من أوروبا. ولهذا تم غض البصر لسنوات طوال.

هذا يعني بأن بروكسل وبرلين تتعاونان مع مجرمين؟

نعم. منذ تقرير التلفزة الألمانية لميشاييل أوبرت في الصيف يرفع لاجئون اتهامات قوية: الاغتصاب وسوء المعاملة والجوع. لاجئون يُسجنون في حجرات مظلمة طوال 24 ساعة يوميا. وقد وجهت سؤالا صغيرا إلى الحكومة الألمانية التي فرضت التكتم على الجواب. وهنا يتم التكتم ليس فقط من جانب الحكومة الألمانية، بل أيضا من قبل الاتحاد الأوروبي برمته لكي لا تُنشر معلومات حول تلك الظروف السيئة. هناك رغبة في إخفاء المسؤولية. إنها فضيحة كبيرة أن نعرف ما يجري هناك ونواصل رغم ذلك التعاون مع خفر السواحل الليبية التي تُعد إجرامية والحكومة المركزية.

ما هي إذن العاقبة؟ إلغاء جميع الاتفاقات؟

على كل حال. أعتقد أنه ليس بإمكاننا التعاون مع دولة مثل هذه. يجب إلغاء هذا الشيء فورا، وهناك فعلا حاجة إلى برامج استيعاب، إذن استيعاب طويل المدى للاجئين. ولا يحق إعادة الأشخاص مجددا إلى ليبيا، بل يجب إيواؤهم في أوروبا، ويجب أن يحصل هنا توزيع مناسب.

السيد يونكر يتحدث أيضا عن هجرة قانونية إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن ألا نجلب بذلك أفضل العقول إلى أوروبا على 

إذا تحدث السيد يونكر الآن عن الحاجة إلى طرق شرعية، فإنني أقول نعم. وبالطبع لا يحق أن يحصل ذلك تبعا لمبدأ الاستفادة للاقتصاد المحلي. برنامج الاستيعاب الوحيد الذي اعتُمد إلى حد الآن كان يكفي لـ 22.000 لاجئ. واحتجنا لسنوات من أجل ذلك. ومبدأ الطواعية يؤدي إلى أن لا تستوعب أي دولة من الاتحاد الأوروبي لاجئين من إفريقيا.

ماذا لو تمت إقامة ما يسمى مراكز هجرة في بلدان الأصل. هل يمكن بذلك توفير السفر الخطير والمكلف على اللاجئين؟

مع من تريد إقامة هذا المشروع؟ لا يمكن التعويل هنا على ليبيا. فالحكومة الألمانية تعلم ما يحصل هناك حيث يتعرض اللاجئون لسوء المعاملة. ومن سيتولى السهر على هذا النوع من المعسكرات؟ إذن لا أرى أنه يمكن تحقيق شيء من خلال هذه المراكز. و لا أعرف بلدا آخر. وهذا ليس هو مبدأ المساعدة الإنسانية.

وزير التنمية الألماني مولر يريد إعداد لاجئين أفارقة مهنيا وإعادتهم إلى أفريقيا.أليست هذه فكرة جيدة لتقوية الاقتصاد المحلي؟

الأهم سيكون اتباع سياسة أخرى من الأتحاد الأوروبي تجاه بلدان الأصل الأفريقية. وأن تكف أوروبا أخيرا عن صيد السمك مباشرة أمام بيوت الناس، وأن لا ننقل منتجات زراعية رخيصة إلى هناك مثل لحم الدجاج الذي يساوي 66 سنتا للكيلوغرام الواحد. لا يمكن لأي شخص أن ينتج ذلك هناك. فهذا يجعل الناس يكفون ببساطة عن مزاولة العمل الزراعي. فهم يقولون ليس لدينا هنا أية آفاق. وعليه نحن نريد المغادرة والتوجه إلى أوروبا الغنية. هذا يجب أن يتغير.

وهذا كله لن يتم تغييره في قمة الاتحاد الأوروبي وإفريقيا في أبيدجان. عايشنا الكثير من المؤتمرات حول إفريقيا والكثير من المباحثات، لكن الأسباب الحقيقية للمشاكل لا يتم معالجتها. هناك بحث متواصل عن المنفعة الاقتصادية الذاتية التي يتم تدوينها في عقود. وعلى هذا النحو لن يتحسن أي شيء.

+ أولا يلبكه هي المتحدثة للشؤون الداخلية باسم حزب اليسار الألماني في البرلمان الألماني.

 

dw

زر الذهاب إلى الأعلى