تايمز: محنة إيرانيين في لندن يعيشون هاجس الخوف من شبكة جواسيس
بالنسبة لشخص يتلقى حماية على مدار الساعة بعدما رصدت الشرطة تهديداً لحياته من عملاء النظام الإيراني، لا يزال علي أصغر رمضان بور متماسكاً.
نحن المنفذ الرئيسي للناس في إيران للحصول على الأخبار… هذه أكبر انتفاضة منذ (الثورة الإسلامية) عام 1979. الثورة ليست كلمة كبيرة. إنها تحدثليست هذه هي المرة الأولى التي يعرّض فيها عمل الصحفي المقيم في لندن حياته للخطر، لكنها المرة الأولى التي ترد فيها أنباء عن مثل هذا التهديد مباشرة من ضباط متخصصين في مكافحة الإرهاب يتعاملون مع MI5 مع قضايا الأمن القومي.
وتنقل صحيفة “ذا تايمز” البريطانية عن رمضان بور قوله: “إنهم (عملاء إيرانيون) يقولون إنك إذا لم تتوقف عما تفعله، فسوف نأتي إليك”، هذه هي الرسالة.
وأضاف: “الشيء الوحيد الذي يبحثون عنه هو منع الصحفيين من تغطية التطورات…لكن مع الوضع وتقييد وقمع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في إيران، فإن المنفذ الوحيد الذي يمتلكه الناس هو الإعلام مثلنا”.
تهديد وشيك
تلقى رمضان بور( 61 عاماً)، جنبًا إلى جنب مع عدد من الصحفيين البريطانيين الآخرين العاملين في محطة “إيران إنترناشونال” الناطقة بالفارسية، ومقرها تشيسويك، غرب لندن، مؤخراً تفاصيل عن تهديد موثوق و “وشيك” على حياته بعد معلومات عن وصول مجموعة من إيران لاغتيال معارضين على الأراضي البريطانية.
أثارت تلك المعلومات عاصفة دبلوماسية، حيث استدعى وزير الخارجية جيمس كليفرلي أكبر دبلوماسي إيراني إلى وايتهول يوم الجمعة للتحذير من أن المملكة المتحدة “لن تتسامح مع التهديدات والترهيب من أي نوع تجاه الصحفيين، أو أي فرد يعيش في البلاد”.
وتصاعدت التوترات في الوقت الذي تستعد فيه إنكلترا لافتتاح مشاركتها بكأس العالم في قطر بمباراة ضد إيران في غضون ثمانية أيام.
كذلك، تسلط هذه المعلومات الضوء على كيفية تسلل النظام الإيراني إلى بريطانيا، وفقاً لبريطانيين إيرانيين بارزين، مقنّعاً داخل المراكز الإسلامية في لندن وأماكن أخرى.
استدراج إلى إيران
ولفتت صحيفة “صنداي تايمز” إلى أن المئات من الصحفيين والنشطاء السياسيين وأولئك الذين يتحدثون علانية ضد النظام الإيراني المتشدد من بريطانيا تلقوا رسائل من شرطة مكافحة الإرهاب في الأشهر الأخيرة تحذرهم من استدراجهم للعودة إلى إيران ومواجهة الإعدام.
وحذرت إحدى هذه الرسائل التي أُرسلت إلى صحفي آخر مقيم في لندن، من وجود دليل على أن الحكومة الإيرانية “تعد هجمات جسدية ضد منشقين في أوروبا”.
ويتردد إن عملاء مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني المتشدد قد تم تعيينهم للعمل بعد شهرين تقريباً من الاحتجاجات في إيران وحول العالم منذ وفاة مهسا أميني ( 22 عاماً) تحت الضرب على أيدي “شرطة الأخلاق” “لارتدائها الحجاب بشكل غير صحيح.
ويقول رمضان بور: “نحن المنفذ الرئيسي للناس في إيران للحصول على الأخبار… هذه أكبر انتفاضة منذ (الثورة الإسلامية) عام 1979. الثورة ليست كلمة كبيرة. إنها تحدث”.
إلهام أفكاري
ووردت الأسبوع الماضي أنباء عن اعتقال إلهام أفكاري في إيران بتهمة التواطؤ مع إيران الدولية وإثارة الاضطرابات. وهي شقيقة بطل المصارفة نافيد افكاري، الذي أُعدم عام 2020 بعد إدانته بطعن حارس أمن حتى الموت خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في 2018. وقال للمحكمة إنه أدلى باعتراف كاذب تحت التعذيب.
وزعم المسؤولون أن إلهام أفكاري كانت تحاول الفرار من إيران لكن نشطاء حقوقيين قالوا إنها اعتقلت في بلدتها شيراز. وقالت “إيران الدولية” إنها لم تكن “موظفة أو منتسبة أو وكيلاً” للقناة. وأظهرت وسائل الإعلام الحكومية أفكاري معصوبة العينين وقت إلقاء القبض عليها. وقال رمضان بور إن محطته اختارت عدم عرض الصور لأنها تهدف إلى “إثارة الخوف” بين المتظاهرين والقول إن “هذا ما ينتظرك”.
كذلك، أعرب رمضان بور عن مخاوفه بشأن كأس العام، قائلا إنها تثير “قضايا أمنية” للصحفيين الذين يرسلهم إلى قطر وسط مخاوف من اختطافهم.
وحول قراره بالتحدث في مواجهة التهديدات بالقتل، أضاف: “طالما أنهم (عملاء الحرس الثوري الإيراني) يرون أن لتهديداتهم تأثيراً، سيواصلون فعل المزيد. نحاول تجاهل التهديدات عندما نقوم بعملنا. لكن بالطبع نأخذها على محمل الجد عندما نكون في المنزل أو في وسائل النقل الخاصة بنا”.
يعمل أكثر من 100 صحفي في غرفة أخبار القناة. وبحسب الأمم المتحدة، اعتقل النظام الإيراني ما يقدر بـ 14 ألف شخص، بينهم أطفال، منذ بدء الاحتجاجات في سبتمبر (أيلول).
نائب وزير الثقافة
ليس رمضان بور غريباً على عمل الحكومة الإيرانية، إذ شغل منصب نائب وزير الثقافة في ظل النظام الإصلاحي للرئيس محمد خاتمي وفر عندما تولى المتشدد محمود أحمدي نجاد منصبه عام 2005، أولاً إلى أرمينيا ثم إلى بريطانيا.
ساعد في تأسيس “بي بي سي فارسي” التي بدأت البث في عام 2009، وأسس إيران الدولية في عام 2017.
واتهمت القناة التلفزيونية الأسبوع الماضي عملاء الحرس الثوري الإيراني بـ “تصعيد كبير وخطير لحملة ترعاها الدولة لترويع الصحفيين الإيرانيين العاملين في الخارج”.
24