ريشي سوناك.. ذو الأصول الهندية يتزعم الحكومة البريطانية
أصبح السياسي البريطاني ذو الأصول الهندية ريشي سوناك أول زعيم لبريطانيا من خلفية أقلية عرقية، بعد فوزه السهل بمنصب رئيس الوزراء اليوم، إثر انسحاب منافسته الوحيدة، وزيرة الدفاع السابقة بيني موردنت.
وهذه المرة الثانية التي يدخل فيها ريشي سوناك المنافسة على منصب رئيس الوزراء في بريطانيا. وبعيد استقالة بوريس جونسون من رئاسة الحكومة، حظي رئيس الوزراء الجديد ذو الأصول الهندية بفرصة كبيرة للفوز بالمنصب، لكن ليز تراس العنيدة سبقته إلى 10 داوننغ ستريت.
نزاهة واحتراف
وتعهد سوناك الذي دخل المنافسة على منصب رئيس الوزراء أمس الأحد، “بإصلاح اقتصاد المملكة المتحدة، وتوحيد حزب المحافظين وتقديم المساعدة لبلده”. كما وعد بـ”النزاهة والاحتراف والمسؤولية”.
وبمجرد تسليم استقالة ليز تراس رسمياً إلى الملك تشارلز الثالث، سيكلّف الملك، ريشي سوناك بتشكيل حكومة جديدة، في إطار جدول زمني يجب توضيحه قريباً.
وبذلك، يصبح سوناك خامس رئيس للحكومة منذ إجراء الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2016، والذي فتح الباب أمام فصل طويل من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة في المملكة المتحدة.
وزير وخبير مالي
وقبل ترؤسه الحكومة البريطانية، تولى ريتشي سوناك منصب وزير المال في حكومة جونسون في عام 2020، واستمر في المنصب حتى إعلانه الاستقالة في الخامس من يوليو (تموز) الماضي إلى جانب عدد من الوزراء احتجاجاً على أداء الحكومة، معلناً في خبر استقالته على تويتر، أن الحكومة البريطانية ينبغي أن تُدار بشكل صحيح وكفء وجاد.
ولد رئيس الوزراء الجديد في عام 1980 في ساوثهامبتون، هو ابن لعائلة هندية من أصل بنجابي، أبوه طبيب وأمه صيدلانية قدما إلى المملكة المتحدة في ستينيات القرن الماضي بعد أن عاشا سنوات طويلة في شرق أفريقيا. التحق سوناك في السلك التعليمي منذ نعومة أظافره ودرس الاقتصاد والسياسة في جامعة أوكسفورد، ونال لاحقاً درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ازداد ريشي سوناك شهرة وغنى بعد زواجه من ابنة الثري الهندي نارايانا مورثي. وتعد أكشاتا مورتي الآن من أغنياء سيدات المملكة المتحدة، وتدور حولها شكوك عديدة بعد تقارير عن تهرب ضريبي أجرته بالتعاون مع زوجها. ويملك الزوجان ثروة هائلة بلغت قيمتها في 2022 قرابة 730 مليون جنيه إسترليني.
اكستب سوناك خبرة طويلة في المجال المالي، بفضل عمله محللاً في بنك غولدمان ساكس في الفترة ما بين 2001 و2004، ثمّ عمل في صناديق التحوّط. وانتخب لاحقاً نائباً محافظاً في البرلمان البريطاني عن ريتشموند في يوركشاير في 2015. وفي عهد تيريزا ماي عُين الخبير المالي وزيراً صغيراً في الحكومة المحلية.
ويعد سوناك واحداً من المدافعين عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأطلق حينها سوناك حملة حماسية تدعم مغادرة الاتحاد الأوروبي، وقال لصحيفة “يوركشاير بوست”، إنه يعتقد أن ذلك سيجعل بريطانيا “أكثر حرية وعدلاً وازدهاراً”.
وعزز موقفه الداعم لمغادرة الاتحاد الأوروبي، بالقول، إن الأعمال في المملكة المتحدة “خُنقت” بسبب الروتين الممل في سياسات بروكسل، لكنه كان متفائلاً بإمكانية الاتفاق على صفقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبعد استقالة حكومة تيريزا ماي في 2019 نتيجة فشلها في تنفيذ نتيجة استفتاء 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي. أصبح سوناك مؤيداً لحملة بوريس جونسون لزعامة حزب المحافظين، وأصبح جونسون رئيساً للوزراء في يوليو (تموز) 2019، وعين سوناك سكرتيراً رئيسياً لوزارة المال. وفي 2020 تولى سوناك وزارة المال بعد استقالة ساجد جاويد في فبراير (شباط) 2020.
وبسبب تدابير الدعم الاقتصادي المتعددة التي اتخذها سوناك في ذروة وباء كورونا وكشفه في ذلك الوقت النقاب عن دعم بقيمة 350 مليار جنيه إسترليني أصبح ذو شعبية كبيرة في المملكة المتحدة، لكنه أُضعف لبعض الوقت بسبب ثروته والكشف عن لجوء زوجته إلى نظام ضريبي يفيدها، الأمر الذي يُنظر إليه بسلبية في خضم أزمة القوة الشرائية التي تعيشها المملكة المتحدة. لكن أكشاتا مورتي أعلنت لاحقاً أنها ستبدأ في دفع ضريبة المملكة المتحدة على أرباحها الخارجية لتخفيف الضغط السياسي على زوجها ريشي سوناك وتحقيق حلمه بالفوز في تولي رئاسة الوزراء.
تهم
تلاحق ريشي سوناك تهم بالفساد والتهرب الضريبي بشكل مستمر، وقالت صحيفة “اندبندنت” في تقرير لها، إن سوناك إدرج اسمه كمستفيد من صناديق الملاذ الضريبي في جزر العذراء البريطانية وجزر كايمان في عام 2020. لكن متحدث باسم سوناك نفى تلك التقارير.
بحسب صحيفة “ذي تايمز”، فإن سوناك أصبح “مليونيراً في منتصف العشرينات من عمره”، لكنه لم يفصح بشكل علني مقدار ثروته في ذلك الوقت، وهو ما يثير الشبهات حول أصوله وطرق وصوله إلى الثراء السريع في بلد تشتد في الرقابة المالية خاصة حول من يتولون مناصب قيادية وحساسة.
24