لندن ترفض الدعوة للتقشف في استهلاك الطاقة…رغم التحذيرات
استبعد داونينغ ستريت تنظيم حملة إعلامية عامة حول توفير الطاقة في بريطانيا كما في الدول الأوروبية الأخرى، لمواجهة النقص الناجم عن الحرب في أوكرانيا.
كان لتقرير صدر الخميس، عن “ناشونال غارد” مشغل شبكة الكهرباء البريطانية، وقع القنبلة بالتحذير من توقف واردات الغاز من أوروبا مع إنتاج محلي غير كاف، مع يعني احتمال انقطاع التيار الكهربائي ثلاث ساعات متتالية.
وعنونت جميع الصحف البريطانية الجمعة، صفحتها الاولى بعبارة “عتمة معممة”.
لا تزال البلاد تتذكر أيام التقنين والأعطال والمرسوم الذي قيد استهلاك الشركات للكهرباء بثلاثة أيام في الأسبوع وسط إضراب عمال المناجم في السبعينات.
وسعى وزير الدولة لشؤون المناخ غراهام ستيوارت، للطمأنة، الجمعة، في حديث لقناة سكاي نيوز، فقال: “كل شيء سيكون على ما يرام، لكننا نستعد لكل الاحتمالات”.
ورداً على سؤال لمعرفة إذا كان يجب حث البريطانيين على التقشف في استهلاك الطاقة، قال إن الحكومة “لا تبعث بهذه الرسالة”.
وأضاف “قد يفضل البعض الاستحمام السريع لأن ذلك يخفض فاتورتهم. لكن لا تأثير لذلك على أمننا في مجال الطاقة”.
وتؤكد رئيسة الوزراء المحافظة ليز تراس، وفريقها باستمرار أن إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة كافية.
وقال ستيوارت: “نحن في وضع جيد مقارنة مع جيراننا الأوروبيين الآخرين. لا نعتمد على الغاز الروسي” وتنتج المملكة المتحدة، ما يقارب نصف استهلاكها من الغاز، وهي تصريحات مماثلة لتلك التي أدلت بها رئيسة الحكومة في قمة براغ الخميس.
لكنه أقر بأن الحرب في أوكرانيا والقيود المفروضة على إمدادات الغاز الروسي، فإن “هذا الشتاء يحمل مخاطر أكثر من فصول الشتاء السابقة”.
ولم يؤكد ستيوارت تقارير صحيفة “تايمز” الجمعة، والذي زعم أن حملة التحفيز على توفير الطاقة أعدها وزير الأعمال والطاقة جايكوب ريس موغ، ورفضتها ليز تراس في اللحظة الأخيرة.
وستقترح الحملة حسب الصحيفة خفض درجة حرارة الغلايات، أو المشعات في الغرف الفارغة، أو المساكن الشاغرة مع احتمال خفض الفواتير.
وأضاف ستيوارت لقناة “إل.بي.سي” الجمعة “لسنا دولة تلعب دور الوصاية”.
وهو خطاب يتناقض مع خطاب الحكومة الفرنسية التي تشجع على التوفير، وخفض درجات حرارة أحواض السباحة العامة، والشقق، وحتى صنابير المباني الإدارية.
في أماكن أخرى، من بلجيكا إلى اليونان مروراً بألمانيا، خططت الحكومات لإطفاء الأنوار على الطرقات السريعة، أو لوحات الإعلانات المضاءة ليلاً هذا الشتاء.
وفي إطار تراجع شحنات الغاز من روسيا، أشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أن تدابير توفير الغاز في أوروبا ستكون “حاسمة” هذا الشتاء.
أ ف ب