هنا السويد

السويد : الانتظار في طوابير البساتين في الضواحي المحرومة في ستوكهولم ليس طويلاً

ليس من السهل الحصول على قطع زراعية للاستئجار في مناطق البساتين في ستوكهولم وقد يصل الانتظار في الطوابير الى أكثر من سنتين، لكن لا يستغرق الامر في الضواحي المحرومة في  المدينة مثل يوليستا ورينكبي سوى بضعة أشهر.

محسن صياح يستأجر قطعة أرض منذ نحو 15عاماً في منطقة بساتين يوليستا ويقول بأن الوضع يختلف باختلاف المناطق، والطوابير قد تطول في مناطق أخرى لان ثمة من يفضل أن يستأجر قطعة أرض قريبة لعنوان سكنه:

-هذا ينطبق على أماكن أخرى، البعض يريد ان تكون له مزرعة قريبة من بيته، أما أنا فأسكن في شيستا وآتي الى هنا بعد الانتهاء من العمل، يقول محسن صياح.

أما جاره في المزرعة صفاء المنصوري فقد بدأ قبل عامين بزراعة بستانه حينها لم يكن عليه الانتظار في طابور للحصول على قطعة أرض للزراعة، كانت المساحات متوفرة ومازالت، والأمر سهل ولا توجد شروط سوى دفع الرسوم السنوية كما يقول:

– اذا وُجدت قطعة أرض يتم دفع الرسوم، 900 كرون سنوياً، واستلامها دون قيود. هنا نزرع، بالإضافة للبطاطس والبصل والفول والفجل، الأشياء القريبة من بلدنا ولا نجدها في السوق الا بصعوبة مثل الريحان الذي نجلب بذوره من العراق، يقول صفاء المنصوري.

يتحدث صفاء المنصوري الذي كان بصحبة زوجته وأطفاله كيف يطول وقت الفراغ بالنسبة للأطفال فيجدون في المزرعة ملاذاً لهم فيتعرفون كيف على النباتات ويلعبون في المساحة المفتوحة. كما تقول ابنته لينا بأنها تعلمت كيف تزرع بعض الخضروات.

-أحياناً يتضايق الأطفال من طول وقت الفراغ، عندما نأتي الى هنا يحبون المكان مع وجود ملاعب قريبة وبحيرة، يقول صفاء المنصوري.

كامو أحمد عضو في جمعية بساتين يوليستا بدأ الموسم الأول في مزرعته منذ أربعة أشهر، يقول بأنه لم ينتظر طويلاً في الطابور لأن المساحات الفارغة كثيرة هنا:

-انتظرت في الطابور نحو ثلاثة أشهر فقط لأن الأماكن الفارغة كثيرة هنا، يقول كامو أحمد.

كثيرون من أشاروا لمحسن صياح كمرجع في الاستشارات الزراعية، ينكب الرجل الستيني، الذي يعمل في مجال صيانة الماكينات والآلات، على تقليب التربة ونزع الأعشاب الضارة من حول نباتاته التي منها الفلفل الأخضر الحلو والبقدونس والبطاطس والفول والبصل والنعناع. يبدو بستانه أكثر ترتيباً والمزروعات التي فيه أكثر تنسيقاً بحواجز خشبية تفصل بين كل صنف وآخر. يجلب الرجل البذور من العراق وسوريا وإيران ويعمل على تطوير مهارات الزراعية بالقراءة والاطلاع على نصائح ذوي الخبرة.

-تعلمت من التجربة كما أسأل وأبحث في جوجل كيف يتم الزرع والسقي والأمر يتطلب العمل الدائم والعناية بالنباتات بتقليب التربة وازالة الاعشاب الضارة، يقول محسن صياح.   

تُستأجر البساتين أو قطع الأرض الصغيرة للزراعة‏ الفردية وغير التجارية ولزراعة النباتات الغذائية بشكل أساسي. اتحاد جمعيات البساتين هي الجهة المعنية بتنظيم شؤونها والحفاظ عليها كخدمة متاحة للجميع، ويخصص لكل منطقة مسؤول يكون عضواً في الجمعية يدير شؤونها، ويمكن للراغبين بالحصول على قطعة أرض لزراعتها الاتصال بجمعية البستنة المحلية وتسجيل أنفسهم للحصول على دور في الطابور.

لكن ما الذي يدفع شخص يعيش في المدينة على أن يتكلف عناء زراعة قطعة أرض ببعض الخضروات بينما يمكنه شراؤها من متجر المواد الغذائية.  

يقول محسن صياح بالقول بأنه يلاقي متعة بزراعة البستان والاعتناء به، كما انه يشكل فسحة ترفيهية وملتقى اجتماعي:

-تعطيني سعادة وكأني بالضبط أربي طفلاً، يقول محسن صياح، أقضي الصيف بكامله هنا واجتمع بالأصدقاء، نشوي ونتحدث معاً.

أما كامو أحمد فيقول بأنه سعى للحصول على قطعة أرض من أجل أطفاله في المقام الأول كما أن البستان يمثل له فرصة للمساهمة بالحفاظ على صحة عائلته بزراعة خضروات عضوية.

-كان ذلك من أجل الاطفال في واقع الأمر، كي لا يظلوا أمام التلفزيون أو يمارسوا الالعاب الإلكترونية بكثرة، أردتهم أن يخرجوا ويستمتعوا بدفيء الشمس والمكان جيد للشواء والتقاء الاصدقاء، يقول كامو أحمد.

تختلف سياسة إدارة البساتين من بلدية الى اخرى كما تختلف مساحات الأراضي المخصصة للأنشطة الزراعية ومواقعها. وفقاً لوكالة الإحصاء السويدية، تصل مساحة الاراضي المخصصة للبساتين والأنشطة الزراعية غير الربحية الى أكثر من 1900 هكتار تتوزع على 460 منطقة للبساتين حول المدن الكبرى في البلاد.

حازم قاسم يقول بأن بعض في مناطق البساتين تكثر المساحات غير المزروعة والتي تنمو فيها الاعشاب البرية، وينبغي على البلديات توفير ماكينات وآلات للقص والحرث عن طريق جمعيات البساتين المحلية.

-ينبغي سرعة تقليب الارض عدة مرات مع بداية الموسم في شهر ابريل وسرعة ازالة الحشائش الضارة والبدء بالزراعة والا انخفضت جودة المزروعات.

راديو السويد 

 

زر الذهاب إلى الأعلى