رهان بوتين على الطاقة لم يُخضع أوروبا
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن حرب الطاقة التي يشنها الرئيس فلاديمير بوتين حقيقية لكنها غير معلنة كونها حرب الطاقة المضادة للغرب مع حقيقة أن المشكوك فيه هو ما إذا كانت أحدث خطة أمريكية معدة للحد من عائدات النفط للرئيس بوتين ستكون ناجحة.
وبحسب الصحيفة حافظ بوتين على القول إن “روسيا ترغب في الاستمرار في الوفاء بعقود الغاز مع أوروبا الغربية”، مشيراً إلى أن توقف صادرات خط أنابيب نورد ستريم جاء لأسباب تتعلق بالسلامة، ولأن العقوبات الأمريكية والأوروبية هي من تمنع إصلاح العيوب في الخطوط للحفاظ على تدفق إمدادات الطاقة، وأوروبا وحدها من تتحمل هذا الخطأ.
إنكار بوتين
وذكرت الصحيفة أنه يتعين على بوتين الحفاظ على قدر من “الإنكار” لأنه لا توجد فرصة للحصول على أي تنازلات من الأوروبيين وخصوصاً الألمان الذين ما زالوا على استعداد للنظر في مصالحه مع وضوح الابتزاز الروسي، فيما تتجلى الحقائق بأن حتى الآن تشكل عائدات الطاقة لبوتين أعلى مما كانت عليه قبل الحرب على أوكرانيا.
وبينت الصحيفة أن خطأ ألمانيا لا يكمن في شراء الغاز من روسيا، بل كان في حرمان نفسها من الوصول إلى الإمدادات البديلة من خلال حظر التكسير الهيدروليكي، وعدم بناء محطات الغاز الطبيعي المسال.
مهما كان المنطق السياسي، لم تكن هذه سياسة للتعامل مع تغير المناخ، الولايات المتحدة على سبيل المثال خفضت إجمالي انبعاثاتها عن طريق استبدال الفحم بالغاز لتوليد الكهرباء وتم الاحتفال بهذه النتيجة على نطاق واسع ولكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الانبعاثات العالمية كانت أقل. في الوقت نفسه، عززت الولايات المتحدة بشكل كبير صادراتها من النفط والغاز والفحم بالإضافة لتعزيزها وارداتها من البضائع والمواد الثقيلة والمفارقة كانت بـ”الليثيوم” للسيارات الكهربائية.
خطأ ألمانيا.. أين التنوع؟
وبينت الصحيفة أنه ومع ضرورة فرض الضرائب على الوقود الأحفوري، حتى ولو “بشكل عقابي” مع الحفاظ على تنوع العرض. إلا أن ألمانيا فعلت عكس ذلك، حيث فرضت نفسها على الغاز الروسي الرخيص بينما حرمت نفسها من التنوع في الإمداد على الرغم من أن الرياح والطاقة الشمسية ستملأ الفجوة على المدى الطويل. وهذا وحده يفسر سبب حدوث انقطاع طفيف في تدفقات الطاقة حيث وفر خط أنابيب نورد ستريم 5٪ من استهلاك أوروبا يؤدي الآن إلى حدوث فوضى صناعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين أخطأ في تفسير استحواذ ألمانيا على الطاقة من بلاده على أنه علامة على استعدادها للابتسام في وجه مغامرته المليئة بالمخاطرة في أوكرانيا ويستمر الكفاح من أجل تفسير تصرفات بوتين، لكن كل ما يراه البعض هذا الأسبوع على أنه تصعيد عسكري كبير يمكن تفسيره أيضاً على أنه محاولة أخرى متأخرة من بوتين للامساك بمزمام الأمور من جديد.
وأوضحت الصحيفة أن بوتين كان يمكنه أن يعلن صراحة عن “تجنيد حقيقي” بدلاً من تعبئة متسرعة لمنع انهيار جنوده الذين تتم مقاومتهم بالفعل كما كان بإمكانه أن يطلق “شعار وطنياً” في الكشف عن هذه الخطوة، لكنه بدلاً من ذلك استسلم مرة أخرى لهيئة أركانه العامة التي فقدت مصداقيتها على نحو متزايد مؤخراً لكنه وعد أن هذه الخطوة ستكون “كافية بشكل كامل” لمواجهة الوضع العسكري في أوكرانيا.