تحقيقات ومقابلات

كيف تزور البرتغال بميزانية محدودة؟

تُعرف البرتغال كواحدة من أكثر الوجهات الأوروبية ذات الكلفة المعقولة، على الرغم من أن الأسعار في الأعوام الأخيرة في ارتفاع؛ ففي هذه الدولة يمكن زيارة جميع المنتزهات والمحميات الطبيعية مجاناً، كما يوجد في البلاد أيضاً العديد من المتاحف المجانية ومناطق الجذب غير المكلفة التي تتمتع بفنون الهندسة المعمارية في العصور الوسطى، إلى الفن المعاصر المتطور.

وبدء اليوم في بيكا (إسبريسو) وباستيل دي ناتا الكريمي (تارت الكاسترد) يتطلب مبلغاً ضئيلاً من اليورو.

فإذا كان الشخص مقتصداً فربما لا يتجاوز صرفه 50 يورو في اليوم، وحتى يتمكن من تحقيق هذا، هنا بعض النصائح التي تجعل زيارة البرتغال في متناول اليد للتمتع بسياحة خالية من تبعات الضائقة المالية التي تعقب معظم قضاء العطلات.

الوقت المناسب

دائماً هنالك وقت مناسب للقيام بأي أمر، وزيارة البرتغال لمن يود الكلفة الأقل تكون مناسبة في فصلي الربيع والخريف، حيث يكون الطقس بصورة عامة لطيفاً، وتتفتح الأزهار البرية، في مارس وإبريل، وتغير أوراقها في أكتوبر/ تشرين الأول، في بعض أجزاء البلاد؛ هذا من حيث الطبيعة، أما من حيث موسم السياحة فتكون حشود السياح أقل كثافة، وبالتالي تكون أسعار السكن أقل بنسبة ربما تصل إلى نحو 25% مما تكون عليه في موسم الذروة.

ويمكنك توفير المزيد من المنصرفات بالتخطيط للزيارة في الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى فبراير/شباط. هذا هو أكثر وقت في السنة منخفض الكلفة لزيارة البرتغال، والعديد من الفنادق تخفض أسعارها بنسبة 50% أو أكثر؛ فقط يجب إحضار الملابس المناسبة للطقس مثل سترة المطر، ووشاح وملابس ثقيلة خاصة عند زيارة مدينة بورتو والوجهات الأخرى في الشمال، أما في الجنوب فهنالك الكثير من أشعة الشمس مع درجات حرارة معتدلة للأنشطة الخارجية، مثل المشي وركوب الدراجات.

صفقة الطيران

تمتلك البرتغال مطارات دولية في لشبونة وبورتو وفارو، ويجب قبل حجز الرحلة التأكد من التحقق من الأسعار في كل من هذه المطارات لاختيار الصفقة الأفضل. فإذا كان المسافر يفكر في الجمع بين رحلة إلى البرتغال مع إسبانيا فقد يجد أسعاراً معقولة للسفر إلى مدريد، أو حتى إشبيلية التي تقع على بعد ساعتين بالقطار من تافيرا في جنوب البرتغال.

المواصلات العامة

عند الهبوط سواء في مطار لشبونة، أو بورتو، أو فارو، يُوصى بالبدء مباشرة بالاعتياد على التنقل بالمواصلات العامة، والتخلي عن ركوب سيارة أجرة باهظة الثمن؛ فهنالك توجد الحافلة، أو المترو الذي ينطلق من لشبونة إلى مراكز المدن (الخط الأحمر)، أو بورتو (الخط البنفسجي)، ويتمتع مطار فارو بخدمة حافلات عالية الجودة توصل إلى مناطق متعددة.

ومن العوامل التي تجعل السياحة داخل البرتغال عالية الكلفة هي استئجار سيارة خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود في الوقت الحالي. ويمكن توفير المال (وتقليل البصمة الكربونية) عن طريق التنقل داخل البلاد بالحافلات، أو بالقطار، حيث يربط خط السكك الحديدية المدن الرئيسية من فالينسا في الشمال، نزولاً إلى فارو في الجنوب، ويمر عبر بورتو وكويمبرا ولشبونة، كما تساعد شبكة حافلات البرتغال في التنقل من محطة قطار إلى أخرى، وفي الانتقال من بلدة لأخرى.

ومن الجيد أن أسعار التذاكر معقولة؛ فعلى سبيل المثال تبلغ أجرة الدرجة الثانية في القطار المتجه من لشبونة إلى لاغوس نحو 25 يورو.

النُزُل بدل الفندق

يوجد في البرتغال العديد من النُزُل، أو بيوت الشباب، والتي تُعد الأكثر عصرية في أوروبا، ويقع بعضها في مبانٍ تاريخية وتتميز بوسائل راحة راقية، مثل التراسات على السطح، أو الصالات المملوءة بالفنون، أو أحواض السباحة، وتبدأ الأسعار من نحو 22 يورو في الليلة، وهذا توفير كبير مقارنة بالفندق التقليدي.

وتقدم العديد منها أنشطة مناسبة للميزانية، مثل جولات المشي المجانية وتأجير الدراجات وألواح التزلج على الماء، وغيرها من المعدات مجاناً، أو بكلفة منخفضة.

برامج الرحلات

عند وضع برنامج للتنزه يجب اختيار الوجهات الأقل كلفة، ولكن هذا لا يعني استبعاد زيارة المدن الأكثر جاذبية في البرتغال؛ فهنالك أماكن مثل لشبونة وبورتو، فيها مجموعة كبيرة من أماكن الإقامة، ويمكن العثور على أسعار ممتازة في المناطق الطرفية، ويمكن أيضاً العثور على أنشطة غير مكلفة (متاحف مجانية، واستكشاف الأحياء)، ولن ينفق السائح الكثير على وسائل النقل.

وتوفر رحلة في الترام حول لشبونة أو بورتو إطلالة رائعة على الأحياء الديناميكية من دون كلفة، أو مشقة القيام بجولة.

نزهة في «الغارف»

في منطقة «الغارف» يمكن وضع برنامج ممتع وغير مرهق مادياً، ويتضمن هذا البرنامج يوماً من التنقل على الشاطئ والتمتع بمشاهدة غروب الشمس في أحد الإطلالات الأسطورية في المنطقة (مثل Cabo de São Vicente). ويمكن أيضاً استكشاف جزر الغارف الشرقية التي يمكن الوصول إليها عن طريق العبارات زهيدة الأجرة من فارو وأولهاو وتافيرا.

المشي في الطبيعة

تشكل الجبال والسواحل الوعرة خلفية لا تُنسى لواحدة من أعظم الرحلات المجانية في البرتغال، حيث يمكن التخطيط لرحلة تكون بأكملها حول نزهة شهيرة تستغرق عدة أيام، مثل تلك التي تكون في «روتا فيسينتينا» التي تمر على طول المنحدرات البحرية على الساحل الجنوبي الغربي.

أو يمكن التمركز بالقرب من أحد المحميات الطبيعية والذهاب في نزهة نهارية على سفوح التلال الصخرية وتحت أطلال العصور الوسطى وعبر القرى الحجرية القديمة في شمال شرق البرتغال.

الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى