هنا اوروبا

مظاهرات المواجهة التاسعة تنطلق من محيط وزارة الاقتصاد في باريس.

يوروتايمز / منذر المدفعي

 

 

انطلقت مظاهرات السترات الصفراء صباح اليوم من أمام مقر وزارة الاقتصاد في حي بيرسي في غرب باريس.

تجمع المتظاهرون هناك للتعبير عن رفضهم للسياسة المالية والاقتصادية في فرنسا قبل أن تجبرهم قوات الأمن على التفرق من أمام تلك الوزارة باستخدام القنابل المسيلة للدموع ليتوجهوا بعد ذلك بمسيرة قطعوا خلالها 8 كيلومترات حتى وصولهم إلى ساحة شارل ديغول حيث يقع النصب التاريخي قوس النصر.

 

شارك في مظاهرات باريس قرابة ثمانية آلاف متظاهر توزعوا بمجموعات متفرقة في حي بيرسي وساحة سان لازير والأوبرا. واستمرت المظاهرات حتى المساء في ساحة شارل ديغول حيث منعتهم قوات الأمن من الانتشار في الشوارع لحماية المحلات التجارية المنتشرة في تلك المنطقة. 

 

أغلب شعارات اليوم كانت تستهدف وتنال من وزير الداخلية كريستوف كاستانير الذي كالوا له الشتائم طوال ساعات التظاهرات أمام قوات الأمن التي ردت على المتظاهرين بالقاء القنابل المسيلة للدموع وتسليط مدافع المياه على من يفكر بالاقتراب من المنافذ التي أغلقتها الشرطة.

 

أحاطت الشرطة قوس النصر بحاجز أمني محكم متألف من العشرات من رجال الأمن وقرابة 20 سيارة شرطة محاطون كلهم بحاجز حديدي لم تسمح لأحد باجتيازه. 

 

الشرطة الفرنسية سعت بكل جهدها لحماية هذا الصرح التاريخي كي لا تتكرر المأساة الذي تعرض لها ذلك الرمز الجمهوري خلال مظاهرات الأسبوع الثالث في بداية ديسمبر من العام الماضي. 

 

وزير الداخلية كريستوف كاستانير صاحب الحظ الأوفر في شعارات وشتائم هذا اليوم أكد بالأمس بأنه سيتعامل "بحزم مع المتظاهرين وبحزم أكبر مع الداعين والمروجين للتظاهرات لأنهم يدعون إلى العنف".  وهكذا أعلنت الشرطة عند الساعة السادسة مساءا عن اعتقال 102 متظاهر في باريس. 

 

أفلحت الشرطة الفرنسية في ابعاد المتظاهرين عن شارع الشانزليزيه وبقية الأحياء المحيطة به لكن المتظاهرين تفرقوا في عدة شوارع مما قد يتسبب بوقوع حالات تخريب وتكسير خلال الليل. 

 

هذه المظاهرات أكدت للحكومة الفرنسية أن السترات الصفراء لا تزال قادرة على تعبئة الجماهير ورص صفوفها للضغط على السلطات الفرنسية التي تسعى في الأسبوع المقبل إلى اطلاق الحوار الوطني الذي تسعى من خلاله إلى إيجاد حل نهائي وجذري لأزمة السترات الصفراء. 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى