فرنسا وألمانيا تقودان سباقاً على لقب الجيش الأقوى في أوروبا
لتطوير هذه القوة وإبقائها عماد الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا من التكتل، واعتزام ألمانيا تطوير جيشها.
صعوبات وضعف
وقبل شهرين، كشف المندوب العام للتسليح في فرنسا، جويل بار، أن بلاده تواجه «صعوبات على مستوى مخزونات الذخيرة، وقطع الغيار، وتوفر المعدات، ولا سيما الطائرات المقاتلة». ووفق صحيفة «لوموند» أكد بار، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، أن الصراع الأوكراني ألقى الضوء على «ضعف فرنسا في المجال العسكري». وكشف أن موضوع مخزونات الذخيرة وقطع الغيار هو إحدى نقطتي الصعوبة، اللتين يجب إحراز تقدم فيهما، في ضوء احتمالات نشوب نزاعات شديدة الحدة، وأن النقطة الثانية تتعلق بتوفر المعدات، لا سيما الطائرات المقاتلة.
يقظة ألمانية
وبدورها، دخلت ألمانيا السباق.وبعد أيام قليلة من بدء الصراع في أوكرانيا، أعلن المستشار أولاف شولتز تغييرا في السياسة الدفاعية، يضمن رفع الإنفاق الدفاعي السنوي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي.وتخصيص صندوق استثمار في تسليح الجيش قيمته 100 مليار يورو.
وقال شولتز، خلال أول مداولات لمجلس الوزراء حول الاستراتيجية الجديدة الشهر الماضي، إن حرب أوكرانيا تجبر أوروبا على زيادة الاستثمار في الدفاع وتوسيع التعاون العسكري، مضيفاً أنه يجب تأسيس دفاع جوي أوروبي مشترك. لأن أوروبا حتى الآن تحت رحمة الصواريخ القادمة من روسيا، لافتاً إلى خطر كبير من الجو ومن الفضاء. لم تكن خطة تقوية الجيش الألماني وليدة الصراع في أوكرانيا، بل كانت من قبل في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، ففي عامي 2018 و2019، وبتأثير من السياسات الانعزالية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، طرح الاستراتيجيون أفكاراً جرت مناقشتها حول تحوّل ألمانيا إلى قوة عسكرية عالمية من جديد، وأعلنت وزيرة الدفاع آنذاك أنغريت كرامب كارينباور، تحويل جيش بلادها إلى قوة كبرى فاعلة خارجياً وداخلياً. وبموازاة ذلك، ظهرت صحوة سياسية تفيد بأن ألمانيا التي تؤكد الوقائع أنها قلب الاقتصاد الأوروبي، إلا أنها بعيدة عن امتلاك القوة العسكرية الفاعلة، على الرغم من أن الصناعات الحربية الألمانية مشهود لها عالمياً بالكفاءة والتطور، لا سيما الغواصات والدبابات، فضلاً دور الاستخبارات الألمانية المتصاعد بقوة في العالم. وتأسس الجيش الألماني أواسط خمسينات القرن الماضي بعد سماح الحلفاء لألمانيا بتسليح نفسها مجدداً. ويقدر عديد قواته بحوالي 185 ألف فرد دون الاحتياط، وينقسم إلى 5 فرق قتالية. وبحسب تصنيف «غلوبال فاير باور» لأقوى جيوش العالم، يحتل الجيش الألماني المرتبة 16. ويمتلك 617 طائرة متعددة المهام، و266 دبابة و9 آلاف و217 مدرعة، ويتكون أسطوله الحربي من 80 وحدة بحرية.