د. عبدالرزاق محمد الدليمي: هكذا نجح الملالي والصهاينة؟
بات واضحا للجميع ان العلاقة التخادمية بين ملالي طهران وامريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وراء كل الكوارث التي تحدث في الوطن العربي ابتداءا من الإرهاب الذي يستهدفنا، من تنظيم داعش، أو إرهاب المليشيات المجرمة الولائية للملالي التي تقتل بالجملة في العراق والسعودية وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ووو،بسبب ان لهؤلاء المواطنين ولاء لمجتمعاتهم أو لتمسكهم بدينهم الاسلامي الحنيف ووطنيتهم الراسخة وحبهم لبلادهم ورغبتهم في السلام والتعايش السلمي والحياة الامنة المستقرة.
ان تتبع هذه المجموعات الإرهابية يكشف لنا ولغيرنا بوضوح تام إنها تتبع بكل وضوحٍ للنظام الصفوي الذي كانت ولم تزل الاقطار العربية هي الهدف الأكبر للإرهابيين التابعين له سواء داعش او المليشيات الاخرى، على حد سواء.
النظام الصفوي معول الهدم
النظام الحاكم الصفوي الطائفي الذي هبط عليه الخميني وهيمن عليه بتخطيط بريطاني امريكي فرنسي صهيوني، اعتمد مبدأ «تصدير الثورة»، في حين كان الهدف الحقيقي المقصود به هو تصدير الفوضى والخراب والإرهاب إلى الدول العربية ، والفرق بين الخميني وخامنئي هو أن الأول سعى لذلك عبر حرب عدوانية ضد العراق التي استمرت لثماني سنوات اعترف بعدها الخميني بتجرعه للسم من أجل إيقاف تلك الحرب.
أما خامنئي فقد اعتمد فكرة أخطر، وهي فكرة دعم بعض الجماعات الأصولية وإنشاء ميليشياتٍ إرهابية تابعة له في الدول العربية مثل «حزب الله» في لبنان وميليشيا الحوثي في اليمن و«الحشد الشعبي» في العراق والميليشيات الصفوية في سوريا، وخطط بكل جهدٍ لنشر خلايا التجسس والإرهاب في اغلب الدول العربية.
كان يراد لهذه المليشيات الإرهابية المنتشرة في الوطن العربي، أن تتطوّر لتصبح قوى مسلحة تتعكز عليها طهران، رغم علمهم انها مجموعاتٌ مكروهة من بيئتها الحاضنة أي من المواطنين أنفسهم، لأن هذه المجموعات تستهدفهم بالتهديد والقتل، وتمارس عليهم ديكتاتورية إرهابية مجرمة، وهم يلتجئون لاي طرف لحمايتهم من هذا الإرهاب الصفوي، فالإرهاب واحدٌ كيفما تسمّى وحيثما كان، والرد عليه واحد يقوم على الحزم والقوة وقطع الشرور وفرض الأمن لجميع المواطنين.والإشارة هنا واضحة كل الوضوح للدور الملالي التخريبي الذي يستهدف الدول العربية ،من خلال وكلائها الإرهابيين من اجل احداث الفوضى في منطقة الشرق الأوسط ، فطهران تسعى ومن خلال وكلائها في سوريا و لبنان واليمن وفي العراق وليبيا ، لإلحاق اضرراً كبيرة بدول المنطقة .
نظام طهران مصدر الشر
أن ايران تستخدم القوة الصلبة من خلال تسليح ذيولها بأسلحة مختلفة مثل الصواريخ الباليستية بعيدة المدى ، وصواريخ كورنيت الموجهة المضادة للدبابات ، والطائرات بدون طيار المجهزة برؤوس حربية شديدة الانفجار ، وبنادق ، وقناصة ، والعديد من أشكال المعدات العسكرية الأخرى علما ان هذه الميليشيات المدعومة من طهران تشكل تهديداً للسلم والامن في المنطقة ،لان تهريب السلاح الإيراني لا يستهدف فقط جزء من المنطقة بل يستهدف المنطقة بالكامل.. لان المليشيات الصفوية تستهدف الجميع وتهدد الاقتصاد العالمي.
إن عمليات تهريب السلاح لإيران ومنها الى الارهابين ارتفعت بسبب تخفيف العقوبات من قبل إدارة الرئيس الأمريكي بايدن على ايران ،وان رفع العقوبات عن ايران سيشكل كارثة كبرى ذلك ان نظام الملالي سيزيد من عمليات تصدير الاسلحة وادوات القتل والدمار لذيوله من الميليشيات في العالم .
مظاهر الدور التخريبي للنظام الطائفي الصفوي الإيراني فيالوطن العربي كثيرة ومتنوعة،والملالي يدركون تماما ان الطائفيين لا يبنون الأوطان بل يدمرونها، والطائفية فتنة عمياءٌ، وعلى المستوى السياسي فإن حكام طهران قد تبنّوا الطائفية كسلاحٍ سياسي بعد ان فشلواعن الانتقال من حالة الفوضى إلى حالة الدولة، وهي تجني أكثر ما تجني على البعض ممن يطيعها من دعاة الطائفية حين تحوّلوا إلى عملاء وخونة لبلدانهم، وحين تم تسليّطهم على ابناء جلدتهم من المواطنين الموالين لأوطانهم، حدث هذا في لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي اليمن، حرقوا الاخضر واليابس وبطشوا بالجميع حتى بمن كانوا من نفس طائفتهم.لقد عبثت وماتزال هذه المجموعات الإرهابية بالارض فسادا وشرورا في المدن والبلدات فقتلوا ودمروا، مستغلين اضعافهم للدول التي اصبح اغلبها انظمة كارتونية تلعب بها الارادات الخارجية والضحية كان وسيبقى المواطن المغلوب على امرة في العراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا وو.
الملالي وتصدير الفوضى
دأب النظام الصفوي على تصدير الفوضى إلى العالم، ويحاول السيطرة أو إيجاد نفوذ وموطئ قدم له في عدد من المناطق في القارة الأفريقية، ولهذا اختار بعض ادواته لتنفيذ مشروعه، فمثلا تم تكليف عناصر من حزب الله للتوغل في اجزاء مهمة من ليبيا حيث ثبت وجودهم بأشكال شتى، حتى افتضح أمرهم بنشر الطائفية في مجتمع اسلامي، ولكن هذا الأمر فشل في إيجاد صدى له يمكن التعويل عليه مستغلين جانب المصالح وتقاطعها مع تنظيم الإخوان الذي راهن على دعم الصفوي. حيث كشف المستور في علاقة تنظيم «الإخوان» بنظام طهران الذي يحاول تصدير نسخة ولاية الفقيه وطاعة المرشد إلى افريقيا العربية الاسلامية ، فالنظام الصفوي لا يزال يستعيد ذكريات الدول الطائفية التي فشلت قديما في مصر وليبيا …ويعتمد اسلوب لغبة التحالف مع المليشيات والأقليات ، ويقدم الدعم لعناصر التنظيمات الارهابية بل ويتحالف معها ، لكسب منطقة نفوذ في الشمال الأفريقي، حيث مطامع إيران الحقيقي.، ولن يتوقف عن العبث وتأجيج الصراعات هناك ما دامت هناك المليشيات المسلحة التي فيها نفس.
نجاح صفوي صهيوني بأمتياز
شهد مؤتمر وارسو ، المعروف باسم مؤتمر الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة ، يومي 13 و14 فبراير 2019 في وارسو عاصمة بولندا بدعوة من الولايات المتحدة ، عددا من المشاهد التى اعتبرها الساسة والمحللون دليلا على تقارب عربي (إسرائيلي) يمر عبر بوابة إيران، التى مثلت تهديداتها للمنطقة قاسما مشتركا بين الجانبين فذكرت القناة الثانية بالتليفزيون (الإسرائيلي) حينها أن رئيس وزراء (إسرائيل)، بنيامين نتنياهو كشف، أنه زار بشكل سري 4 دول عربية، ليست لها علاقات رسمية مع (إسرائيل)، وأضافت أن نتنياهو وعد فى تصريحات بعد انتهاء مؤتمر وارسو، بحدوث تطور كبير فى العلاقات بين (إسرائيل) والدول العربية فى المستقبل القريب ، وكتب نتنياهو على صفحته الرسمية فى «تويتر»، بعد ذلك، تغريدة قال فيها إنه عاد للتو من «لقاء ممتاز مع احد وزراء الخارجية العرب.. بحثنا خطوات أخرى نستطيع أن نتخذها سوية مع دول فى المنطقة، من أجل دفع المصالح المشتركة قدما».وأضاف نتنياهو فى تغريدة أخرى «الطقس فى وارسو بارد حاليا، ولكن العلاقات الخارجية الإسرائيلية تشهد دفئا كبيرا».ولم يخف نتنياهو خلال فعاليات المؤتمر سعادته بلقاء وزير الخارجية ، فخاطبه بشكل مباشر قائلا: «يسعدنى الالتقاء بكم مرة أخرى، وأضاف: «أشكركم على هذه السياسة الإيجابية، التى تتجه نحو المستقبل والتى قد تؤدى إلى تحقيق السلام والاستقرار لصالح الجميع. أشكركم باسم المواطنين (الإسرائيليين)، وأسمح لنفسى بأن أقول ذلك أيضا باسم الكثيرين فى الشرق الأوسط». وتابع: «إن هذا اللقاء يمهد الطريق أمام أطراف كثيرة أخرى للقيام بما تفضلتم به، أى الامتناع عن التمسك بالماضى والمضى قدما نحو المستقبل. أطراف كثيرة تحذو حذوكم بما فيها أطراف تتواجد هنا فى المؤتمر».
من جانبه، كشف مساعد الرئيس الأمريكى والمبعوث للمفاوضات الدولية، جيسون جرينبلات، عن واقعة مفاجئة قام بها وزير الخارجية اليمنى خالد اليمانى، من داخل مؤتمر وارسو، مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، حيث بادر اليمانى إلى إعارة مكبر الصوت لرئيس الوزراء الإسرائيلى الذى تعطل مكبر الصوت الموجود أمامه.وقال جرينبلات حينها ، فى تغريدة عبر حسابه الرسمى على «تويتر»، من داخل غرفة الاجتماع، جاء فيها «لحظة تسعد القلب، لم يكن ميكروفون نتنياهو يعمل فقام وزير الخارجية اليمنى بإعارته». وأضاف أن رئيس وزراء إسرائيل «رد مازحا بشأن التعاون الجديد بين إسرائيل واليمن.. خطوة بخطوة».من جانبه، نشر نتنياهو على حسابه فى «تويتر» خبرا يتضمن صورة له إلى جانب اليمانى وكتب فوقها بالعبرية «نصنع التاريخ».لكن الأمر أثار ضجة كبيرة حول وزير الخارجية اليمنى الذى اضطر للقول لاحقا إن جلوسه بجانب نتنياهو كان بسبب خطأ بروتوكولى، مؤكدا أن موقف بلاده من القضية الفلسطينية «ثابت». وقال: «كان التواجد اليمنى فى وارسو لمواجهة إيران جزءا من معركة استعادة الشرعية التى لا ينسحب منها إلا الجبناء».
المهم ان مايقوم به نظام الملالي من عدوان صارخ على العرب والمسلمين دفع ببعض الانظمة العربية ان تغير اولوياتها من اعتبار الكيان الصهيوني العدو الاول الى اعتبار نظام الملالي هم العدو الاول،وبدا واضحا ان نظام طهران يخدم اهدافه الى جانب خدمة حلفائه في السر والعلن (امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني).
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز