أخبار

بسبب أسعار الطاقة…شركات كبرى تستعد لمغادرة ألمانيا

يعيش أكبر اقتصاد صناعي في أوروبا، خطر انسحاب العديد من الشركات الصناعية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في ألمانيا، حيث تكافح شركات صناعة مكونات السيارات، والكيماويات، والصلب، لامتصاص الزيادات القياسية في أسعار الطاقة.

وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن أسعار الطاقة والغاز  الطبيعي في ألمانيا ارتفعت إلى الضعف  في أقل من شهرين، في الوقت الذي وصل فيه سعر العقود الآجلة للكهرباء تسليم العام المقبل إلى 540 يورو (545 دولاراً)  لكل ميغاوات-ساعة، من 40 يورو لكل ميغاوات/ساعة خلال هذه الفترة من العام الماضي.

وقال رالف شتوفيلس الرئيس التنفيذي لشركة صناعة مكونات السيلكون للسيارات بي.آي.دبليو آيسوليرستوف، إن “تضخم أسعار الطاقة هناك أعلى منه في أي مكان آخر… أخشى أن يؤدي ذلك إلى تراجع الطابع الصناعي للاقتصاد الألماني”.

وتعتمد ألمانيا بدرجة كبيرة على الغاز الطبيعي الروسي لتشغيل محطات توليد الكهرباء، وتستعد الآن لمواجهة نقص غير مسبوق في هذه الإمدادات بعد قطع روسيا جزءاً كبيراً من الإمدادات إلى أوروبا بشكل عام منذ بداية غزوها لأوكرانيا في فبراير(شباط) الماضي.

وقال رولاند هارينغس الرئيس التنفيذي لشركة أوروبيس الألمانية أكبر منتج للنحاس في أوروبا، إن الشركة تستهدف تقليل استخدام الغاز الطبيعي، وتمرير الزيادة في أسعار الكهرباء إلى العملاء.

وتستعد بي.إم.دبليو لصناعة السيارات لمواجهة  النقص المحتمل في إمدادات الطاقة، حيث تُشغل 37 منشأة تعمل بالغاز الطبيعي لتوفير التدفئة والكهرباء لمصانعها في ألمانيا، والنمسا.

ومن ناحيته أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في مدينة فيسبادن الألمانية اليوم أن أسعار المنتجين الألمان ارتفعت بـ37.2% في يوليو (تموز) على أساس سنوي، في زيادة غير مسبوقة. وعزا المكتب السبب الرئيس لذلك إلى ارتفاع سعر الغاز الطبيعي بـ 164%على أساس سنوي.

وتبحث ألمانيا ودول أخرى تعتمد على الغاز الرخيص من روسيا عن بدائل بشكل عاجل، لكن شركات استيراد الغاز تضطر لشرائه من أماكن أخرى بأسعار أعلى للوفاء بعقودها، ما يؤثر تدريجياً على فواتير المنازل، والأسعار، والإنتاج الصناعي.

وأعلنت الوكالة الاتحادية للشبكات بألمانيا أن من الممكن أن يكون هناك نقص في الغاز بألمانيا على المستوى المحلي في الشتاء المقبل.

وقال رئيس الوكالة كلاوس مولر للبوابة الإخبارية الألمانية “تي-أونلاين”: “من المحتمل أن يكون هناك بعض التقييدات في البداية لفترة مؤقتة، ويمكن أن تنتهي أو تحدث أكثر من مرة”، مؤكداً أنه يجب العمل في هذه الحال على نقل الغاز عبر البلاد بشكل جيد.

وأكد مولر أن سيناريو مواجهة نقص محلي في الغاز يعد محتملاً، واستدرك قائلا: “ولكن من المحتمل أن تسير الأمور على نحو أفضل”.

د ب أ

زر الذهاب إلى الأعلى