آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: منطق العقل والقوة

مرت البشرية بمراحل تاريخية صقلت بعض منها ،بالرغم من الصعاب التي عاناها كثير من البشر في سيره نحو الكمال والرقي، ومن جملة تلك الأمور صراع المفاهيم ونفوذها في المجتمعات الإنسانية كصراع مفهومي (منطق العقل والقوة) وعندما يطغى منطق القوة أو البقاء للأقوى على فئة معينة أو مجتمع معين أو حتى مرحلة تاريخية بشكل تنعدم معه لغة الحوار والاحتكام إلى المنطق والعقل، فتنشب الحروب وتدور رحى العنف والطغيان ساحقة كل القيم والمبادئ التي تدعو إلى الحكمة والعقلانية حاملةً معها شتى معاني الظلم والاستبداد ليعيش المجتمع الإنساني وفق هذا المفهوم في جهل وعماء وأجواء ينشط فيها الإقطاع والإخضاع وإلغاء الآخر.
إن السبب في تبني مثل هذه المفاهيم هو غياب المنطق والحوار وسيطرة الإرادات المتعصبة على مقدرات الشعوب وتفشي الأمية الثقافية والحضارية في الطبقات الاجتماعية ذات الأكثرية العددية، فيطغى رغم كونه يفتقر إلى أساسيات التعايش ولن يتهاوى الا أمام الإرادات المقابلة الأخرى التي تنتهج المنهج ذاته والاصرار على منطق القوة جلب الدمار والخراب والحروب والنزاعات التي دامت بينها لعقود وانتهت بسيطرة أحد طرفي النزاع على الآخر وفرض ثقافة المنتصر وحضارته وفلسفته، فكان السيف حكماً بينهم لا المنطق والكلمة الفصل، حتى سالت الدماء البريئة وانتهكوا الحرمة وبعد هذا لا تنفع المحاججة ولا تفيد المجادلة بل هي مما يغري الطرف الآخر المظلوم ويمنيه ويزيده اصراراً بعد ان وقع الفساد وضاع الحق والسداد، فأضطروا ان يرفعوا الرايات لصيانة الحرمة وحفظ االأعراض ،وهذا مايحدث او سيحدث لشعب العراق المظلوم المحتل.
القضاء على الدولة واسقاط هوية العراق
قال الدعوجي عزت الشابندر في احدى اللقاءات معه (بأسقاط صدام حسين تم القضاء على الدولة العراقية….اسرائيل خططت وامريكا نفذت غزو العراق والاكراد رحبوا والشيعة سعداء صفقوا لغزو البلد واسقاط هويته) وهذا ماأكده في مناسبات عديدة حمد بن جاسم وزير خارجية قطر الاسبق ومنها قوله في احدى المقابلات( كان هناك ذريعة لدى الامريكان مدعومين بما لايقبل الشك من اسرائيل التي تعلم ان القوة العربية التي تعمل لها حساب هي العراق ولكن الاحتلال الذي تم من قبل امريكا كان ليس فقط التخلص من صدام بل هدم وانهاء الدولة في العراق)
ذنوب لن تغتفر
ذكر احد المعتمرين في بيت الله في مكة ان هناك امرأة متقاعدة كانت معهم في آخر عمرة لهم كانت تعمل في وزارة الداخلية وخرجت برتبة عميد وهي من اعمدة مشروع البطاقة الوطنية . واخبرتني بأمر . واقسمت بالله تعالى في المدينة وفي الكعبة المشرفة وقالت انها قد اذنبت ذنبا الله وحده يعلمه .فقلت ماهو . قالت انها جنست على يديها (٤٥٠٠٠٠٠) أربعة ملايين ايراني ونصف كونها كانت المديرة وحسب ماياتيها من أوامر . وربما حجة وهؤلاء جنسوا وصرفت لهم رواتب ومخصصات واموال وكل شيء وتخصيصات وكل مايتعلق باستحقاقات المواطنين .وكان كل هذا عن طريقها وهي المسؤولة عنه . فكانت تقول لي هل يغفر الله لي ذلك . قلت الله اعلم وصاحبة شهادة ومصلية وعندها بحوث في الشريعة او درست شريعة وووو .وختمت كلامي ان حسبنا الله ونعم الوكيل توبي الى الله واستغفري . وهي تعلم بخطإها قالت حصل معي كذا وكذا ربما بسبب مافعلت ……وحسبنا الله ونعم الوكيل .
بصراحة
في اخر لقاء معه إياد علاوي بكل صراحة : احنه صرنه جلاب مجلوبة على البوك والمناصب والنهب….يقول احدهم (في بلدي جاسوسا يضع شروط الوطنية،وعاهرة تضع مقاييس العفة وزنديق يشرح اركان الاسلام وكافر يشرح شروط الايمان ولص يتكلم في الاقتصاد).

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى