مجلة فرنسية: الحرب مع إيران لا يُمكن تفاديها
حذّرت مجلة “لوبس” الفرنسية، من أنّ لا جدوى حالياً من التفاوض الدبلوماسي مع إيران حول السلاح النووي الذي باتت قريبة جداً من تصنيعه، موجّهة الدعوة للمُجتمع الدولي لوجوب البحث عن آلية لمنعها من ذلك، ومؤكدة في هذا الصدد أنّ الحرب مع طهران لا يُمكن تفاديها، وهي ضرورية لا محالة.
وتساءلت المجلة في افتتاحيتها لهذا الأسبوع “هل أصبحت المواجهة – مرة أخرى في هذه الفترة المظلمة – حتمية مع إيران؟ في أي نقطة من الزمن ستُدرك الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أن الجهود الدبلوماسية قد وصلت إلى طريق مسدود، وأنه أصبح من المستحيل من خلال المفاوضات منع نظام طهران من الوصول إلى (العتبة) وإنتاج السلاح النووي؟”.
وأرجعت “لوبس” ما أسمته “هذا الفشل الكبير” لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي باشرت مهامها في يناير (كانون الثاني) 2021، وكانت تأمل في إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، وهو ما أنجزه من قبل باراك أوباما، وانسحب منه لاحقاً الرئيس الأسبق دونالد ترامب عام 2018، تاركاً هذه “القنبلة الموقوتة” لإدارة بايدن التي مهّدت الطريق بدورها لاستئناف البرنامج النووي الإيراني، وذلك في ظل غياب “الجزرة” برفع العقوبات الاقتصادية الأميركية.
وكتبت المجلة الإخبارية الأسبوعية واسعة الانتشار تقول إنّ المشكلة تكمن في عدم وجود خطة (ب) في حال فشل المفاوضات، وهو أمر حتمي، ولذلك فإن إيران قد تُصبح اختباراً جديداً لزعامة أميركية مطعون بها وللغرب بشكل عام في عالم أصبح فعلاً متعدد الأقطاب.
ورأت أنّه على مدار ثمانية عشر شهرًا، كانت المفاوضات الدولية الصعبة مع إيران على وشك الانتهاء، لكنّ التغييرات في مسار الأحداث الدولية والأولويات الأميركية والأوروبية شجّع طهران على كسب المزيد من الوقت، لتبقى القضية النووية في إيران إحدى تلك الثعابين البحرية السّامة لدبلوماسية العالم، بينما أرهق أجيال من الدبلوماسيين الأجانب أنفسهم بحثاً عن حلّ سلمي.
وذكّرت “لوبس” بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام، والتي أعرب فيها عن قناعته بأنّ بالحل السلمي لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية لا زال قائماً بعض الشيء، ولكنّ العودة إلى التطبيق الكامل للاتفاق النووي يجب أن يتمّ في أقرب وقت ممكن لضمان منع طهران من تصنيع سلاح نووي في اللحظات الأخيرة وقبل فوات الأوان.
24