كشف المستور

الشرطة الأوروبية تفكك شبكة هاتفية تُستخدم في ارتكاب جرائم

أعلنت الشرطة الأوروبية، امس (الخميس)، أنها فككت شبكة اتصالات هاتفية مشفرة كانت تعتمدها مجموعات الجريمة المنظمة في أوروبا وسيلة أساسية في التخطيط لمحاولات اغتيال وصفقات مخدرات كبرى.

وكشفت قيادتا الشرطة في فرنسا وهولندا أنهما اخترقتا شبكة «إنكروتشات»، ما مكّنهما من الاطّلاع على ملايين الرسائل «من دون علم» مشتبه بهم خلال تواصلهم، مما سمح بإجراء أكثر من مائة عملية توقيف.

ونبّهت «إنكروتشات»، التي تبيع هواتف مشفّرة خاصة، في رسالة وجّهتها للمستخدمين في يونيو (حزيران) الماضي، إلى ضرورة التخلّص من الأجهزة لأن خوادمها «صودرت خلافاً للقانون من قبل كيانات حكومية».

وقال نائب المدير التنفيذي في «جهاز الشرطة الأوروبية (يوروبول)»، ويل فان غيمرت، خلال مؤتمر صحافي في لاهاي، إن الاختراق الإلكتروني سمح للشرطة بـ«الاطلاع من كثب على عالم الجريمة المنظمة ومجموعاته».

وجاء في بيان مشترك لـ«يوروبول»، و«يوروجاست»؛ الهيئة الأوروبية المسؤولة عن تنسيق المتابعات القضائية والأحكام، أن الاختراق الإلكتروني أتاح «عرقلة الأنشطة الجرمية؛ بما فيها الهجمات العنفية، والفساد، ومحاولات القتل، وعمليات تهريب المخدرات، على نطاق واسع».

وأشار البيان إلى «تناول بعض الرسائل مخططات لارتكاب جرائم عنفية وشيكة، مما أتاح القيام بتحرّك فوري».

وبدأت السلطات الفرنسية التحقيق عام 2017 بعد العثور «بشكل منتظم» خلال عمليات مكافحة المجموعات الإجرامية، على هواتف «إنكروتشات» التي تستخدم خوادم في فرنسا.

وتابع بيان «يوروبول» و«يوروجاست» المشترك أنه «في ما بعد، أمكن زرع جهاز تقني قادر على تخطي تقنية التشفير والوصول إلى مراسلات المستخدمين».

وأفادت مصادر قضائية بأن ما بين 90 و100 في المائة من زبائن «إنكروتشات» مرتبطون بالجريمة المنظمة من خلال نحو 50 ألفاً من الهواتف المتداولة.

بعد ذلك دخلت الشرطة الهولندية على الخط بناء على معلومات أبلغتها بها الشرطة الفرنسية.

وجاء في البيان أيضاً أن التحقيق «مكّن من اعتراض ملايين الرسائل التي تبادلها مجرمون من أجل التخطيط لجرائم خطيرة، ومشاركتها وتحليلها». وتابع أن «سلطات إنفاذ القانون اطّلعت على هذه الرسائل في الوقت الفعلي لتبادلها، من دون علم مرسليها».

وقال رئيس قسم التحقيقات المركزية في الشرطة آندري كراغ، في مؤتمر صحافي، إن عملية الاختراق الإلكتروني مكّنت الشرطة الهولندية من دهم 19 مختبراً لتصنيع مادة الميثامفيتامين المخدّرة، وضبط أطنان من كريستال الميثامفيتامين والكوكايين، وتوقيف أكثر من مائة شخص. وأفادت وسائل إعلام هولندية بأن التحقيق أتاح توقيف اثنين من أبرز مهرّبي مادة الميثامفيتامين في البلاد.

ودافعت السلطات الفرنسية والهولندية عن قرار الاختراق الإلكتروني لشبكة الاتصالات المشفّرة، واعتبرتا أنه مبرّر نظراً للأدلة التي تبيّن أنها كانت تستخدم بشكل أساسي لغايات جرمية.

وقال فان غيمرت إن «المنصة التي استهدفت في هذه العملية كانت مصممة خصيصاً لتلبية حاجات المجرمين»، وأضاف: «إساءة استعمال تكنولوجيا التشفير عامل أساسي في تسهيل الأنشطة الجرمية».

ووجّهت «إنكروتشات» التي كانت تبيع هواتفها مقابل نحو ألف يورو للجهاز الواحد، رسالة نصية «طارئة» لمستخدميها في 13 يونيو الماضي أبلغتهم فيها بأن تشفيرها قد اخترق. وجاء في الرسالة: «اليوم صادرت كيانات حكومية نطاقنا» الإلكتروني، وقد أرفق البيان بصورة لهذه الرسالة كانت قد تداولتها وسائل إعلام عدة في الأسابيع الأخيرة.

وتضمّنت رسالة «إنكروتشات» النصية لمستخدميها: «ننصحكم بإطفاء أجهزتكم والتخلّص منها فوراً».
aawsat
 

زر الذهاب إلى الأعلى