طرد مهاجرين قاصرين من مركز إيواء في فرنسا.. “لم نر أمرا كهذا من قبل” (فيديو)
رفض مركز استقبال في منطقة كليشي في باريس، إدخال طالبي لجوء قاصرين غير مصحوبين، كانت أجلتهم السلطات من مخيم غير رسمي، وفق جمعية يوتوبيا 56. لا يزال المهاجرون من دون مأوى، بانتظار قرار قاضي الاستئناف الذي سيحدد ما إذا كانوا قاصرين أم لا.
أثار طرد مهاجرين قاصرين غير مصحوبين من مركز إيواء في منطقة كليشي في باريس صدمة بيير ماثوران، منسق جمعية يوتوبيا 56 في باريس، ”طردوهم على الفور، لم نر أمرا كهذا من قبل“. وبذلك بقي المهاجرون الثلاثون في الخارج، بعد أن فككت السلطات مخيمهم يوم 3 أيار/مايو.
ويضيف بيير أنه لم ير قط مركز إقامة يتصرف بهذه السرعة، فعادة ”يسمح للمهاجرين بالنوم بضعة أسابيع أو أشهر قبل إعادتهم إلى الشارع“، لكن بالنسبة إلى المهاجرين القاصرين، كان الأمر سريعا.
وأوضح أن وضعية الشباب الإدارية حالت دون قبولهم في المركز، إذ إنهم قاصرون قيد الاستئناف. بمعنى أنهم ينتظرون قرارا قضائيا يحدد ما إذا كانوا قاصرين تعتني بهم الجهات المختصة أم بالغين عليهم تدبير أمورهم بأنفسهم من دون دعم مادي واجتماعي.
ولا تلوح في الأفق أي حلول لحماية هؤلاء المهاجرين ريثما يمثلون أمام القاضي.
”إطلاق سراح أوتوماتيكي“
وقال عاملون في مركز إيواء منطقة كليشي، لم تستجب ملامح المهاجرين لشروط الاستضافة في المركز، إذ لم يستطيعوا التحديد ما إذا كان المهاجرون الواصلون قاصرين أم بالغين. ووفق بيير ”قالوا لهم إنهم يرحبون بالمهاجرين الذين قدموا طلب لجوء، فقط“.
متابعا، أظهر المهاجرون أوراقهم (من لديهم أوراق قانونية) لكن لم يرد مركز كليشي سماع أي شيء، لذا عاد المهاجرون بعد ساعات إلى باريس. ”هذا ما نقول إنه إطلاق سراح أوتوماتيكي“.
استحواذ في الحدائق العامة
ينام هؤلاء المهاجرون القاصرون في الخارج، منذ تفكيك مخيمهم في 3 أيار/مايو. وتبحث جمعية يوتوبيا عن حل، فوفق بيير”عودتهم إلى معسكرهم السابق في بورت دو كلينيانكور مستحيلة، إذ منعتهم الشرطة من ذلك”.
اتجه المهاجرون إلى حديقة “سكوير سيفيرين” (square Séverine) في الدائرة الـ20 في باريس. نصبوا خيمهم هناك لقضاء الليل ومتابعة أمورهم في النهار، انضم إليهم آخرين في غضون أيام وأصبحوا نحو 70 شخصا.
وأشار بيير “أخبرنا مجلس بلدية باريس أنه يمكننا البقاء في ساحة البلدية هذه أثناء انتظار حل دائم” لكن في 10 أيار/مايو، أخلت الشرطة المكان، واختار المهاجرون وجهة جديدة لقضاء الليل وهي ساحة “ترويو” (Truillot) في الدائرة الـ11.
عاش المهاجرون الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما بهذه الطريقة لسنوات، من دون أي مساعدة. وغالبا ما يكون للتشرد هذا تأثير على صحتهم العقلية والنفسية.
بالنسبة إلى المهاجرين القاصرين الذين طردوا من مركز كليشي، أصبحو بين 150 و 200 شخص، ويضيف بيير “من الصعب معرفة العدد الدقيق، يهرب البعض ويفضلون عزل أنفسهم“. موضحا، أن معظمهم من غرب أفريقيا وساحل العاج ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويشكل الذكور النسبة الأكبر ”على الرغم من وجود بعض الفتيات“.
لا يوجد سوى مركز إقامة واحد لاستيعاب المهاجرين القاصرين في باريس، هو مركز إميل زولا في الدائرة الخامسة عشرة. لكنه غير مؤهّل لاستيعاب أعداد المهاجرين، فهو لا يحتوى سوى على 40 سريرا.
وفي مواجهة النقص في الأماكن المخصصة للمهاجرين القاصرين، وهو أمر تندد به الجمعيات منذ سنوات، تخطط جمعية يوتوبيا 56 لتجمع حاشد يوم الثلاثاء 17 أيار/ مايو أمام مجلس الدولة للمطالبة بفتح مركز آخر مماثل (لمركز إيميل زولا).
مهاجر نيوز