ثقافة

كارل ماركس في العراق .. رواية للكاتب فرات المحسن

ستوكهولم / سمير مزبان
 
صدر مؤخراًفي بغداد عن دار الجواهري للنشر والتوزيع رواية الموسومة ( كارل ماركس في العراق ) للكاتب فرات المحسن الذي قال في توصيف الرواياته الجديدة شرط الرواية يخضع للسؤال الذي يتقدم منذ البداية عن قدرة النظرية الماركسية على قراءة وضع العراق الحالي. 
 
فنتازيا الرواية تتجه لصناعة وجود حي لشخوص وأحداث معاصرة يستحضرها شخص قادم من التاريخ ليصنع أحداث الرواية. 
 
رواية كارل ماركس في العراق رواية أدبية بنكهة الفنتازيا وباللغة الفصحى واللغة المحلية العراقية .
 
الأحداث تدور في أماكن ومدن عراقية عديدة .والرواية تستعرض من خلال الشخصية المحورية وشخوص أخرى الصراع اليومي الاجتماعي السياسي وتتعرض للأعراف والقيم والعادات والتقاليد المجتمعية في العراق بأسلوب ناقد وفاضح وساخر. 
 
كذلك وعبر توظيف الفلسفة الماركسية والبحث الاجتماعي والسايكلويجي، أحاول البحث وتفسير العديد من الظواهر ومعها أيضا أمزجة الناس وبعض طباعهم ودواخلهم وسلوكهم الفردي والجمعي، عبر مقاربتها للتحليل الماركسي وأيضا السيكولوجي. 
 
في الرواية اجعل بطل الرواية كارل ماركس يقع برزمة مشاكل منذ لحظة دخوله مطار بغداد لحين نهاية الرواية، وهذه المآزق يحاول كارل ماركس برؤيته للحدث مقاربة وضع العراق وطبقاته الاجتماعية عبر الفهم الماركسي لتلك النزعات والأحداث. لم أدع الرواية تركز على الطابع السياسي للحدث العام واليومي وإنما جعلتها تذهب في أبعاد أخرى مختلفة المظاهر، لذا يمكن وسم الرواية بأنها ترتدي عدة ثياب، ثوب السياسة، ثوب علم الاجتماع، ثوب الاقتصاد والتاريخ كذلك ثوب الفنتازيا وثياب عديدة أخرى تمتزج بالكوميديا. 
 
الرواية تخضع لاشتراطات الكوميديا السوداء الهادفة وليس الكوميديا العادية، فهي تستعرض مساوئ المجتمع وطباع البشر وعمق الهوة الثقافية والأخلاقية وعقدها ومتلازماتها عند البعض، لذا جعلت ماركس في بعض المواقع يفقد القدرة الفكرية على استجلاء ومعرفة وتحليل ما يواجهه من أحداث ووقائع وخصوصيات سياسية اقتصادية مجتمعية في العراق، لذا نراه يتساءل عن حقيقة الواقعة وطبيعتها دون أن يجد مخارج لذلك. 
 
الذهاب نحو هذا المجال والمنحى ليس المقصود منه الاستهانة أو الطعن بقدرة الماركسية على التحليل وكشف العيوب وقراءة الحدث وتوصيفه، وإنما يأتي كل ذلك لاشتراطات تطويع الحدث وتوصيفه وتعريته بواسطة الفلسفة الماركسية وبنصوص مستلة منها وتطويعها على لسان بطل الرواية لمقاربة الواقع المحلي وطبيعة الصراع الطبقي إن وجد في عراق اليوم. 
 
فهل ينجح ذلك ، هذا متروك للقارئ. 
 
فرات المحسن
 
فرات المحسن 2017 والكاتب من مواليد 1949قلعة سكر -ذي قار خريج جامعة بغداد كلية الآداب قسم اللغات الأوربية اللغة الروسية أنتقل الى السويد في مطلع تسعينيات القرن الماضي مارس العمل الصحفي رئيس وسكرتير تحرير مجلات ونشرات صدرت من منظمات المجتمع المدني العراقيه في السويد عام 2010 أصدر في السويد مجموعة قصص بعنوان( فيما بقى ) دون فيها ما خلفته الحرب من أوجاع وعاهات وتشوهات في أرواح وأجساد البشر مهتم بالشأن السياسي الاجتماعي والثقافي العراقي نشر وما زال العديد من المقالات والقصص في الصحف والمجلات والمواقع العراقية.
 
 
يورو تايمز
زر الذهاب إلى الأعلى