بوتين قد ينتصر في فرنسا.. لوبان تثير قلق العواصم الغربية
قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ارتفع منسوب القلق في العواصم الغربية، وخاصة واشنطن، من أن تتصدر اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، نتائج الانتخابات، ما قد يشكل انتصارا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يشن غزوا على أوكرانيا.
ويشير تقرير لمجلة “بولتيكو” إلى أن هناك قلقا متزايدا داخل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن استطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تظهر سباقا محتدما بين الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون ومنافسته ماري لوبان.
وماري لوبان متعاطفة مع بوتين، وفق المجلة، ما يثير مخاوف من أن يكون فوزها مزعزعا لاستقرار التحالف الغربي ضد موسكو، ويقلب دور فرنسا، كقوة أوروبية رائدة، رأسا على عقب، ويزعزع ثقة قادة آخرين في حلف شمال الأطلسي بشأن البقاء في الحلف، وفقا لثلاثة من كبار مسؤولي الإدارة تحدثوا للمجلة.
ويراقب مسؤولون أميركيون كبار بحذر أي علامات على تدخل روسي محتمل في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي ستجرى الأحد، وفق التقرير.
وقالت المجلة إن السيرة الذاتية لماري لوبان تقلق البيت الأبيض بشدة.
وبحسب تقرير المجلة، فإن لوبان “معجبة بلا خجل ببوتين”، وتحدثت بتعاطف عن مبررات بوتين للحرب ورفضت بعض الإجراءات المتشددة التي اتخذها التحالف الغربي ضد روسيا.
وعندما سئلت في مناظرة تلفزيونية حديثة عما إذا كان ينبغي على فرنسا قطع واردات النفط والغاز من روسيا أجابت “هل نريد أن نموت؟ من الناحية الاقتصادية، سنموت!” مضيفة “علينا أن نفكر في شعبنا”.
وتشير المجلة إلى أن فوز لوبان، الذي كان لا يمكن تصوره في الماضي، من شأنه أن يضع الاتحاد الأوروبي أمام أكبر أزمة منذ خروج بريطانيا.
وتنقل الصحيفة أن السيناريو الأسوأ، وفقا لمسؤولين في البيت الأبيض، هو أن تفوز لوبان وتسحب فرنسا من التحالف الذي يقف حاليا إلى جانب كييف ضد موسكو.
وتخوض لوبان، مع بقائها على نفس المواضيع المعتادة (وقف الهجرة ومحاربة النزعة الإسلامية) حملة على الأرض مع كثير من التنقلات تتمحور على القدرة الشرائية التي تشغل الطبقات الشعبية. وتطمح إلى “إعادة المال والبلاد” إلى الفرنسيين بفضل قرض وطني.
واعتمدت لوبان منذ وصولها إلى رأس التجمّع الوطني اليميني المتطرف عام 2011 استراتيجية تقضي بتقديم الحزب على أنه حزب “مثل الآخرين” من أجل تجنب شيطنة تسمية اليمين المتطرف التي تبعد جزءا من الناخبين.
وقبل يومين من الانتخابات تشير نوايا الأصوات التي عكستها استطلاعات الرأي إلى سيناريو مماثل للعام 2017 حين انتقل الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون (الجمهورية إلى الأمام) ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن إلى الدورة الثانية قبل أن يفوز ماكرون بالرئاسة.
الحرة