هل تحسم الأيام العشرة المقبلة الحرب في أوكرانيا؟
توقّع الجنرال الأميركي المتقاعد بن هودجز أن تبلغ الحرب على أوكرانيا ذروتها خلال الأسبوع المقبل، نتيجة التعثر الميداني الروسي ونقص الذخيرة، ورغم ذلك رجّح ألا تسقط كييف.
وكتب هودجز، لمركز تحليل السياسة الأوروبية، أن القوات الروسية باتت في ورطة، ولهذا تواصل الكرملين مع بكين طلبًا للمساعدة، واستعان بقوات خارجية لمساعدته في الحرب.
وأكد أن التحدي الزمني بالنسبة لروسيا ليس فقط عسكريًا، إذ تتزايد تداعيات العقوبات على الاقتصاد الروسي، بينما ارتفعت مستويات الاستياء المحلي الروسي.
وقال إن الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى بحاجة إلى التحرك “بشكل عاجل” لتقديم مزيد من الدعم ضد روسيا.
نقص في الذخيرة والعديد
وأضاف الكاتب أن القوات الروسية تعاني من نقص في الذخيرة، حيث أدى انتقالهم لحرب الاستنزاف إلى ارتفاع معدلات الاستهلاك إلى ما هو أبعد مما خططوا له وما يمكنهم تحمله. وبما أن الكرملين اعتقد أن الحرب ستنتهي في غضون أيام قليلة، لم يتم إعداد المخزونات الكبيرة.
وأوضح أن روسيا لا تملك القوة البشرية أو القوة النارية لتطويق العاصمة الأوكرانية كييف، والاستيلاء عليها، نظرًا لتضاريسها الحضرية الصعبة والمعقدة.
وسيتمكّن الأوكرانيون من منع تطويقها، خاصة إذا عزّزت الدول الغربية مساعداتها العسكرية لأوكرانيا إلى المستوى المطلوب. ورجّح أن تتزايد الهجمات الروسية الجوية والبرية على العاصمة، ما سيؤدي إلى مقتل وجرح وتشريد أعداد كبيرة من المدنيين. ورغم ذلك، رجّح هودجز أن لا تسقط كييف.
ارتفاع الخسائر وانخفاض الروح المعنوية
وأضافت أن معضلة روسيا تتفاقم مع ارتفاع خسائرها البشرية، حيث تعتبر ساحة المعركة الحديثة فتاكة، خاصة بالنسبة للجنود ذوي التدريب الضعيف. ناهيك عن مقتل عدد كبير من أفراد وحدات النخبة الروسية والذين من الصعب استبدالهم.
ويعتبر انخفاض الروح المعنوية، والخلاف بين القادة، والتمرد، والفرار من الخدمة، خلال الأسبوعين الأولين من الحرب مؤشرات على مشاكل كبيرة في القوة القتالية الروسية.
واعتبر أن القوة الافتراضية للجيش الروسي البالغ عددها 900000 هي “رقم فارغ”، خاصّة مع الدعوة الروسية العلنية للاستعانة بالمقاتلين الأجانب والمرتزقة للقتال إلى جانب القوات الروسية.
وبينما يتدفّق الشتات الأوكراني إلى وطنهم للمساعدة في القتال، فإن الكثير من الروس يغادرون بلادهم تجنبًا للانخراط في الحرب.
صدمة كبيرة في روسيا
وأوضح أن هناك فرصة أمام الدول الغربية للمساعدة في دفع مشكلة القوة القتالية إلى التفاقم. في يوم التجنيد السنوي، في 1 أبريل (نيسان) المقبل، سيبدأ أكثر من 100 ألف مجند روسي خدمتهم؛ ولذلك على الدول الغربية القيام بكل ما بوسعها لتجاوز التعتيم الروسي على الحرب، من خلال استخدام مزيج من التواصل البشري بالإضافة إلى الوسائل الإلكترونية لاقناع عائلات هؤلاء المجندين بمقاومة ضمّهم إلى القوة القتالية الروسية في أوكرانيا. واعتبر أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى صدمة كبيرة في روسيا.
وختم هودجز: “الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة. إنه سباق ولا أرى ما يكفي من الإلحاح الغربي للفوز به. لذلك يجب أن يكون هناك دفع أقوى في الميدان على الفور”.