تحقيقات ومقابلات

سر شحنات «اليود المستقر» من فرنسا لأوكرانيا

يمنع استقرار اليود المشع بالغدة الدرقية ويقلل خطر الإصابة بالسرطان

احتمالات وقوع انفجار بإحدى المحطات النووية في أوكرانيا، خلال الحرب الجارية الآن في أوكرانيا، ما يؤدي إلى تسرب إشعاعي، دفع فرنسا إلى إرسال كميات ضخمة من «اليود المستقر» إلى أوكرانيا، لحماية سكانها من الإصابة بالسرطان، في حالة حدوث التسرب الإشعاعي.

مساعدات فرنسية

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، مساء الأحد، في تصريحات لقناتي «فرونس 2» و«فرونس 5»، إن فرنسا أرسلت منتجات طبية مختلفة لأوكرانيا، بما في ذلك اليود، للحماية من مخاطر وقوع حادث نووي خلال المعارك مع الجيش الروسي.

كما أوضح السفير الفرنسي لدى أوكرانيا، إتيان دي بونسين، على قناة BFMTV، أن الأيام المقبلة ستشهد إرسال شحنة من 2.5 مليون جرعة من اليود إلى أوكرانيا، وبعد محادثة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الأحد، كرر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قلقه الشديد على أمن المواقع النووية، بعد قصف محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية الأوكرانية في 4 مارس.

أهمية اليود المستقر

وذكرت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، أنه بعدما أثارت الأحداث الأخيرة، القلق في جميع أنحاء أوروبا، ارتفع عدد عمليات البحث عن كلمة «اليود» على الإنترنت، والبحث عن سبل الحصول على أقراص «اليود».

ومن المعروف أنه عند التعرض للإشعاع، يكون هناك خطر لاستقرار «اليود المشع» في الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، ولذا فإن التناول الوقائي لليود المستقر، يمنع استقرار اليود المشع بالغدة الدرقية، وبالتالي يتخلص منه الجسم بسهولة، خاصة عن طريق البول.

ووفقاً لمعهد الحماية من الإشعاع والسلامة النووية، فإن أبكر وقت ممكن لتناول اليود المستقر، هو ساعة واحدة قبل التعرض للنشاط الإشعاعي، وعلى أبعد تقدير في غضون 6 إلى 12 ساعة بعد ذلك، موضحاً أنه إذا تم تناوله قبل أزيد من ساعة من التعرض للنشاط الإشعاعي، فإن فاعليته تقل بشكل كبير، وأنه إذا تم تناوله بعد 24 ساعة من التعرض للنشاط الإشعاعي، تكون آثاره الجانبية أكثر خطورة من الفوائد المتوقعة.

وتقدر وكالة الأمان النووي في فرنسا، أن قرصاً واحداً تقريباً، إذا ابتلع أو تم تذويبه في كوب من الماء، يكفي لحماية مراهق أو بالغ بشكل فعال لمدة يومين، وأوضحت لجنة البحث والمعلومة المستقلة حول النشاط الإشعاعي في فرنسا أنه بعد 48 ساعة، يكون التأثير الوقائي 70-80% فقط، أو حتى أقل، بحسب ما أورده تقرير «لاكروا».

آثار جانبية خطيرة

ولا تحمي أقراص اليود المستقر من جميع مخاطر التعرض للنشاط الإشعاعي، إذ يوضح معهد الحماية من الإشعاع والسلامة النووية، أن اليود لا يحمي من العناصر المشعة الأخرى؛ مثل السيزيوم 134، أو السيزيوم 137، التي يحتمل إطلاقها.

كما أنه لا ينصح بشدة بتناوله دون استشارة طبية، لأنه يمكن أن يسبب آثاراً جانبية للقلب والغدة الدرقية، كما يوصى بشدة أن تتوقف الأمهات عن الرضاعة الطبيعية بعد تناول اليود المستقر، لأنه قد يتسبب في مضاعفات خطيرة للرضيع.

تنظيم توزيع «اليود»

ويخضع توزيع اليود المستقر في فرنسا لتنظيم، إذ لا يمكن الحصول عليها بشكل حر من الصيدليات، ففي عام 2019 أطلقت الحكومة الفرنسية حملة واسعة لإتاحة أقراص اليود لـ2.2 مليون شخص، وأكثر من 200 ألف من المؤسسات، والشركات، والمدارس، والإدارات، في جميع المناطق الواقعة بالقرب من 19 محطة للطاقة النووية الفرنسية.

وفي حالة وقوع حادث نووي، تمتلك الدولة الفرنسية، مخزونات كافية من الأقراص، لتكون قادرة على تغطية احتياجات جميع السكان الفرنسيين.

ومنذ بداية الحرب الروسية-الأوكرانية أواخر فبراير المنصرم، تزايدت المخاوف من تسبب القصف في حدوث كارثة نووية، في وقت تحتضن فيه الأراضي الأوكرانية العديد من المحطات النووية، خصوصاً بعد سيطرة القوات الروسية على محطتي «تشيرنوبل» و«زابوريجيا» النوويتين.

زر الذهاب إلى الأعلى