فرنسا: أختناق عدد من المهاجرين أثر حريق بمركز الاحتجاز الأداري في ليون
في مدينة ليون الفرنسية، اشتعلت النيران في مركز الاحتجاز الإداري المخصص للمهاجرين الذين ينتظرون ترحيلهم من فرنسا، وتم نقل مهاجرين اثنين إلى المستشفى إثر اختناقهم.
اندلع حريق يوم الاثنين 28 شباط/فبراير، داخل مركز الاحتجاز الإداري (CRA) في مدينة ليون الفرنسية، مما أدى إلى إصابة العشرات من الأشخاص المحتجزين، وذلك وفقا لمعلومات نقلتها الصحف المحلية.
تم نقل اثنين من المصابين إلى المستشفى مساء الاثنين بعد تعرضهم للاختناق إثر استنشاق الدخان، لكن حياتهم ليست بخطر، حسبما ذكرت صحيفة “لو بروغري” اليومية. وقالت ميموت، ممثلة جمعية “مناهضي مراكز الاحتجاز الإداري”، التي اتصل بها مهاجر نيوز، إن العديد من المحتجزين الآخرين “تعرضوا للاختناق” بسبب الدخان، دون أن تتطلب حالتهم نقلهم إلى المستشفى.
وبحسب مصدر خاص لمهاجر نيوز، فإن السلطات تعتقد بأن الحريق كان متعمداً، زاعمة أن المحتجزين هم من أشعلوا النار. وتم اعتقال أربعة أشخاص بناء على ذلك.
وتستخدم هذه المراكز لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين، بانتظار ترحيلهم من البلاد.
وإثر وثوع الحادث، تم إرسال أكثر من 80 من رجال الإطفاء إلى مكان الحادث في المساء. وتم نقل المحتجزين إلى أجزاء أخرى من المبنى.
“الأمور تسوء داخل المركز، المحتجزون يتعاركون كثيراً”
وشرح كريم حطيرة ما حدث، وهو تونسي يبلغ 41 عاما، ويتواجد في المخيم منذ 20 عاماً، قائلا “احترق المدخل ورأينا دخانا أسود. كدنا أن نموت”.
ولا يستبعد المهاجر أن يكون الحريق متعمداً، بالنظر إلى الغضب والسخط الذي يعم المحتجزين.
ويقول “الأمور تسير بشكل سيء هنا. هناك الكثير من العنصرية. والمحتجزون يتعاركون ويتشاجرون كثيراً”.
يعتبر هذا المركز الثاني من نوعه في مدينة ليون، حيث فتح أبوابه في كانون الثاني/يناير. وهو مجهز بـ280 مكانا للمهاجرين الذين ينتظرون ترحيلهم. كما يقع هذا المبنى الجديد بالقرب من المطار، لدرجة أن “المحتجزين يسمعون الطائرات طوال اليوم، ما يعتبر إزعاجاً هائلاً يصم الآذان” ، بحسب ميموت وهو من “مناهضي مراكز الاحتجاز الإداري”.
ويدعي كريم حطيرة، الذي تم وضعه في مركز الاحتجاز بعد تسعة أشهر قضاها في مستشفى للأمراض النفسية، أنه ضحية للظلم. ويدعي أيضاً أنه فقد تصريح إقامته المبني على زواجه من فرنسية، بعد الطلاق. واحتج “قالوا [السلطات] إنني تخليت عن أطفالي الثلاثة، لكن هذا ليس صحيحا”. وبناء على ذلك، أصبح وجوده على الأراضي الفرنسية غير قانوني، على الرغم من أنه يعيش هنا منذ 2003.
ويقول “لم أدخل إلى السجن من قبل، ولم أكن أعرف أماكن مثل هذه”.
بالتوازي مع السجن
كريم حطيرة ليس الشخص الوحيد الذي يقارن بين الحياة في مراكز الاحتجاز وبين السجن، على الرغم من أن المحتجزين ليسوا سجناء بناء على القانون العام. وقد شجبت جمعيات عدة مرات الظروف في هذه المراكز.
في كانون الثاني/ يناير، ندد مود هوستلاند، مدير الشؤون القانونية لجمعية المراقب العام لأماكن الحرمان من الحرية،
بهذه المراكز، وقال إنها محاطة بأسوار وأسلاك شائكة، وكما هو الحال في السجون، هناك غرف عزل وزنازين “لحجز المهاجرين المحتجزين أصلاً”. ويتم وضع المهاجرين في هذه المراكز دون إبلاغهم بتاريخ ترحيلهم.
بحسب صحيفة “لو بروغري” في عام 2019،، اشتعلت النيران في مركز احتجاز آخر في ليون، ونقل 19 شخصا بينهم 14 شرطيا إلى المستشفى.
في بعض المراكز، يتم استخدام إشعال النيران كأداة للتمرد على ظروف الاحتجاز. كما في منطقة باريس على سبيل المثال ، حيث أضرم محتجزون في مركز “مينيل أميلو”، النار في المكان، كاعتراض على احتمال احتجازهم لفترة غير محدودة أثناء جائحة كورونا في 2021. ونقل العديد من المهاجرين إلى السجن بعد ذلك.
مهاجر نيوز